زيارات متبادلة بين القاهرة وروما.. السيسي يلتقى رئيس وزراء إيطاليا للإعلان عن قمة سنوية لزيادة التنسيق والتشاور بين البلدين.. وشيخ الأزهر يزور فلورنسا لحضور «لقاء حكماء الشرق ومفكري الغرب»
يوجد تقارب كبير في وجهات النظر بين القاهرة وروما في القضايا المتصلة بأمن البحر المتوسط ومكافحة الإرهاب والتطرف، ولدى البلدين رغبة خاصة بعد ثورة 30 يونيو على أهمية تعزيز التشاور على المستويين السياسي والأمني، حيال مجمل الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية، وخاصة بملفي سوريا وليبيا، فضلا عن تحديد السياسات التي يتعين اتخاذها من أجل مواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة، سواء في منطقة القرن الأفريقي أو شمال أفريقيا، وانعكاساتها على أمن البحر المتوسط.
وزير الخارجية
وفى هذا السياق يزور وزير الخارجية الإيطالى باولو جينتيلونى اليوم الإثنين مصر في زيارة تستغرق يوما واحدا يلتقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسئولين وذلك في إطار مزيد من تطوير علاقات التعاون القائمة بين البلدين والتشاور المشترك حول عدد من الملفات والقضايا الإقليمية المهمة وتحقيق تضامنها مع موظفى السفارة والقنصلية الإيطالية في القاهرة.
وفى إطار العلاقات القوية جاءت الزيارات المتبادلة بين القاهرة وروما لتعلن عن تدشين صفحة قوية من تلك العلاقات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كان أول هذه الزيارات في السادس والعشرين من يونيو 2014 استقبل الرئيس السيسي وفدا برلمانيا إيطاليا ضم كلا من فابريتسيو شيكيتو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالي والسندرو دي باتيستا نائب رئيس اللجنة والدكتور ماريو دي نابولي المسئول عن الشئون الدولية بمجلس النواب الإيطالي فضلا عن ثلاثة من كبار أعضاء المجلس.
وفي التاسع عشر من يوليو 2014 كان الرئيس عبد الفتاح السيسي استقبل وزيرة الخارجية الإيطالية فديريكا موجيريني "آنذاك" والتي أشادت بعد اللقاء بالدور الذي تلعبه مصر في المنطقة واصفة إياه بأنه "جوهري".
في الثانى من أغسطس 2014 زار ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا ب مصر واستقبله الرئيس السيسي وتم بحث العديد من القضايا والأزمات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وتوسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات فضلا عن بحث سبل دعم مختلف جوانب العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين.
في الرابع من سبتمبر 2014 أجرى وزير الخارجية سامح شكري زيارة لإيطاليا التقى خلالها الزيارة بوزيرة الخارجية فيديريكا موجيريني حيث قدم لها التهنئة بمناسبة تعيينها كمفوضة عليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوربي كما عقد اجتماعات مع كل من مستشار رئيس الوزراء للأمن القومي وكذا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الإيطالي.
زيارة تاريخية
في الرابع والعشرين من نوفمبر 2014 أجرى الرئيس السيسي زيارة إلى إيطاليا أجرى خلالها سلسلة من الاجتماعات المهمة مع الرئيس الإيطالي "جورجيو نابوليتانو" والسيد "بييترو جراسو" رئيس مجلس الشيوخ ورئيس الوزراء الإيطالي " ماتيو رينزي ".
وتم خلال الزيارة التأكيد على الدعم الكامل لمصر من خلال دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وعلى صعيد توضيح موقف مصر في إطار الاتحاد الأوربي وحشد المساندة الأوربية سياسيًا واقتصاديًا لمصر خلال الفترة المقبلة.
ودعا الرئيس خلالها إلى زيادة السياحة الإيطالية لمصر والعمل على عودتها إلى معدلاتها السابقة، كما تم بحث التعاون في العديد من المجالات كالطاقة ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وتم الإعلان خلال المؤتمر الصحفى بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء إيطاليا عن اتفاق الجانبين على عقد اجتماع قمة سنويا لزيادة التنسيق والتشاور بالإضافة إلى قيام وفد اقتصادى إيطالى بزيارة مصر خلال شهر فبراير 2015 لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والمشاركة في عدد من المشروعات المهمة.
القوات المسلحة
في الثانى من ديسمبر 2014 أجرى الفريق أول لويجى بينيلى مانتيلى رئيس أركان القوات المسلحة الإيطالية والوفد المرافق له زيارة لمصر استقبله الفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة بحثا الجانبان عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وسبل زيادة أوجه التعاون العسكري بين القوات المسلحة في البلدين.
وفى التاسع عشر من ديسمبر 2014 أجرى وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي على رأس وفد عسكري رفيع المستوى زيارة لإيطاليا استقبلته نظيرته الإيطالية روبرتا بينوتى، بحثا خلالها الجانبان أوجه التعاون في العديد من المجالات وتم التوقيع على مذكرة تعاون عسكري.
في الثانى عشر من شهر يناير 2015 أجرى الفريق إنزو ستيفانيتي أمين عام وزارة الدفاع الإيطالية والوفد المرافق له زيارة لمصر استقبله الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات بحثا الجانبان عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء التعاون والعلاقات العسكرية المتميزة التي تربط القوات المسلحة لكلا البلدين كما تطرق اللقاء لما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار بالمنطقة.
التنمية الاقتصادية
في الحادي والعشرين من فبراير 2015 أجرى كلاوديو دِسكالزي المدير التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للبترول زيارة لمصر استقبله خلالها الرئيس السيسي.
وأشاد السيسي بتاريخ التعاون الممتد ونشاط الشركة في مصر منذ خمسينيات القرن الماضي ومثنيًا على النجاحات التي حققتها في السوق المصرية حيث يمثل حجم الإنتاج الحالي للشركات التابعة لها نحو 28% من حجم إنتاج مصر من الغاز والزيت الخام.
ورحب السيسي بزيادة استثمارات شركة "إيني" في مصر مشيرًا إلى تزايد احتياجات السوق المصرية من الطاقة بالنظر للمشروعات الاقتصادية التي يتم تنفيذها حاليًا وما ستوفره من نمو ملموس في النشاط الاقتصادي فضلا عن توفير بيئة جاذبة ومناخ مُوَاتٍ للاستثمارات العربية والأجنبية المباشرة في مصر.
في الرابع والعشرين من فبراير 2015 أجرى نائب وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي على رأس وفد من ممثلي كبريات الشركات الإيطالية بزيارة لمصر استقبله المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وبحث الجانبان إمكانية توافر العديد من الفرص الاستثمارية في مصر لما تتمتع به من سوق كبير.
وأكد محلب على أن جميع الشركات الإيطالية مرحب بعملها في كافة القطاعات مثل النفط والغاز والبناء والتشيد والبنية التحتية مشيرا إلى تطلع مصر إلى أن تصبح مركزا لأنشطة الشركات الإيطالية والعالمية في أفريقيا والمنطقتين العربية والبحر المتوسط والتي يمكن لها أن تستفيد من اتفاقات المناطق الحرة التي تشترك مصر في عضويتها كمنطقة الكوميسا.
المؤتمر الاقتصادى
وفي الثالث عشر من مارس 2015 أجرى ماثيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي زيارة لمصر لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى.
وفى التاسع من أبريل 2015 أجرى سامح شكري وزير الخارجية زيارة لإيطاليا استقبله باولو جنتليوني وزير خارجية إيطاليا تناول اللقاء مسار العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا وسبل تطويرها ومزيد من تعميقها في مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والاستثمارية فضلا عن تناول العلاقات بين مصر والاتحاد الأوربي وسبل تطويرها في مختلف المجالات.
وفى السابع والعشرين من مايو 2015 أجرى الفريق أول كلاوديو جراتسيانو رئيس هيئة أركان الدفاع الإيطالى والوفد المرافق له بزيارة لمصر التقى به الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى.
وتبادل الجانبان الرؤى تجاه ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات تلقى بظلالها على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وبحث سبل زيادة أوجه التعاون العسكري في العديد من المجالات بين القوات المسلحة لكلا البلدين.
شيخ الأزهر
في الخامس من يونيو 2015 أجرى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين زيارة إلى مدينة فلورنسا الإيطالية للمشاركة في "لقاء حكماء الشرق ومفكري الغرب نحو حوار الحضارات"، وألقى الطيب الكلمة الرئيسة للملتقى.
في السابع من يونيو 2015 قام باولو جينتيلوني وزير الخارجية الإيطالي بزيارة لمصر التقى به الرئيس السيسي، وبحثا الجانبان سبل دفع العلاقات الثنائية فضلا عن تناول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
شجاعة السيسي
وكان ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا أشاد بشجاعة الرئيس عبدالفتاح السيسي في تعامله مع القضية الشائكة للدعم ومساندته للإصلاحات الاقتصادية من أجل خلق بيئة استثمار جاذبة وتوصيل رسالة لطمأنة المستثمرين الإيطاليين بحل المشاكل العالقة التي تؤثر على المجموعات الصناعية الكبرى.
كما أكد رينزي الحاجة إلى تحسين مناخ الأعمال بمصر من خلال تبنى نظام للقواعد يتسم بالشفافية والوضوح الذي يمكن أن يوفر إطارا آمنا للمجموعات الاقتصادية الإيطالية التي تهتم بالسوق المصري.
مواجهة الإرهاب
وكانت الزيارات المتبادلة تمثل انفراجة في العلاقات بين مصر وإيطاليا حيث إن زيارة رينزى أظهرت الاعتراف الكامل والحاسم لرغبة البلدين في إعادة تنشيط العلاقات الإستراتيجية فضلا عن دعم التعاون الاقتصادي الثنائي من أجل مواجهة التحديات المشتركة في مجالي الأمن والسياسية في المنطقة التي تشهد تغييرات متقلبة.
وكانت مباحثات "القاهرة " و"روما" مثمرة واتسمت بالود والصداقة حيث أكد رينزي على قوة أواصل الصداقة بين البلدين والاندماج الممتاز للمجتمع المصري في إيطاليا والمجتمع الإيطالي في مصر والتأكيد على دعم روما لخارطة الطريق والإرادة السياسية للحكومة الإيطالية لتعزيز علاقات قوية مع مصر.
كما أكد رينزي على الدور الإستراتيجي للعلاقات مع مصر ودول البحر المتوسط والأوربية واهتمام روما بزيادة الوعي لدى الدول الأوربية بهذا الشأن.
وأكدت اللقاءات أن رسالة روما هي أنه لابد من مواجهة جذور المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للإرهاب والعنف خاصة في المنطقة التي تعاني أعلى معدلات من البطالة بين أواسط أجيال الشباب وأن مصر تعد حجر الزاوية في التعاون مع إيطاليا التي ترى الحاجة إلى وضع خطة كاملة للتعامل مع منطقة الشرق الأوسط التي لابد من أن تتعلم من دروس الماضي وهذا من خلال الاستماع والعمل عن كثب مع الحلفاء في المنطقة المستعدين لمكافحة أسباب هذا التطرف الذي وصل إلى حد الكارثة في العراق وليبيا وسوريا.
