رئيس التحرير
عصام كامل

حسين حمودة: «الورش» لن تعلم الكتابة لغير «الموهوبين»

 الناقد الدكتور حسين
الناقد الدكتور حسين حمودة،

أكد الناقد الدكتور حسين حمودة، أن ورش الكتابة يمكن أن تكون مفيدة إلى حدٍّ ما، ولكنها لا يمكن أبدا أن تعلِّم فنَّ الكتابة لمن ليس موهوبا، ففيها يمكن أن يتوفر مناخ ثقافي مناسب للتعرف على التجارب الإبداعية الأخرى، والاحتكاك بها، والنقاش حول تفاصيلها أو حتى حول بعض أسرارها، وذلك كله قد يؤدي إلى صقل بعض المهارات، أو الوصول لمستوى من "لياقة الكتابة" بالمعنى الذي نعرفه عن اللياقة في الرياضات البدنية، وهذا كل شيء.


وأوضح لـ«فيتو» أن تعلُّم الكتابة، هو جهد ذاتي خالص، فالكاتب يستطيع خلال القراءة والتأمل أن يستكشف تجارب وطرائق الكتَّاب الآخرين، وأن يبحث عن طريقته الخاصة لتجاوز هذه التجارب والطرائق، أي أن يتوصل لبلورة صوته المميز في الكتابة، وفي الحقيقة كل مبدع جاد له ورشته الإبداعية السرّية الخاصة جدا، وله غرفته الداخلية التي تحتشد بتأملاته حول الكتابة وحول نبرة صوته أو نبراته، وحول عالمه الخاص الذي يستطيع أن يعبر عنه أفضل من أي مبدع آخر، وقد يكون له تصوراته حول موقعه بين المبدعين الآخرين، أو حول مشروعات إبداعية قادمة.

وتابع: للأسف نسمع أخبارا عن تنظيم بعض ورش الكتابة الأدبية الإبداعية مقابل أجر، ومعنى هذه الأخبار أن من يدفعون نقودا من أجل تعلُّم الكتابة الإبداعية يتوقعون مقابلا ملموسا، وهو أن يصبحوا مبدعين، وهذا طبعا- للأسف- قد لا يتحقق أبدا، فالموهوبون فقط هم الذين بإمكانهم أن يكونوا مبدعين.

وأشار إلى ورش الكتابة قد تكون لها فائدة ملموسة في مجالات أخرى غير الأدب تتطلب مهارات يمكن اكتسابها، مثل ورش تعلُّم كتابة السيناريو، لكن في الأدب الأمر مختلف، فالورشة الأدبية نشاط شخصي في الحقيقة، أشبه ببصمة واحدة لا تتكرر.
الجريدة الرسمية