5 حكايات «توجع القلب».. طفلة: «أيام بتبقى بطننا فاضية وبنتخيل إننا بناكل».. أم: «أنا مش عايزة فلوس أنا عايزة دكتور يعالج ابني».. وفتاة: «أمي بتاخد فلوسي وتديها لزوجه
حكايات فقراء مصر الذين يعانون الجوع والمرض والجهل، رصدها كتاب "حكايات وراء الأرقام"، الذي أصدرته عن منظمة اليونيسف فرع مصر، بعد أن جمعتها من الشارع باحثات ميدانيات.
أكثر من حكاية تضمنها الكتاب، ونشرت على الصفحة الرئيسية لـ"يونيسيف مصر" على «فيس بوك»، اختارت « فيتو » منها 5 حكايات يمكن وصفها بحكايات "توجع القلب"، فهناك الفتاة الصغيرة التي تنتظر كل شهر والدها لتمني نفسها بملء معدتها الخاوية، وبائعة الخضراوات التي تتمنى أن تعالج طفلها من كهربة المخ، والفتاة التي تخاف على نفسها من نظرات زوج أمها، وأخرى تضحي بنفسها من أجل تعليم أشقائها.
«البطن الخاوية»
الحكاية الأولى حملت عنوان «الفتاة والبطن الخاوية» وتقول الطفلة صاحبة حكاية «إحنا لينا أكلة محترمة كل شهر، أحلى ما في الأكلة دي إن كل البيت بيشارك فيها، أمي بتزغط في بطة بالأسابيع وبتدبحها وتطبخها لما أبويا بييجي كام يوم في الشهر، ويجيبلنا هوا كمان معاه أكل كان حايشه من منابه علشان يأكلنا، الفقر وغربة أبويا والمرار اللي بنشوفه في أيام بتبقى بطننا فيه فاضية وبنتخيل إننا بنأكل، بننساه في لمتنا دي مرة في الشهر».
الحكاية الثانية لسيدة فقيرة تبحث لطفلها عن علاج من كهربة زائدة في المخ "النهاردة ابني جاتله الحالة في المدرسة، كنت قاعدة لا بيا ولا عليا لقيت اللي بيجري ناحيتي ويقوللي الحقي ابنك محمد جاتله الحالة في المدرسة، وعمال يرمى في كل حاجة نحوه ويصرخ، طلعت أجرى زي ما أنا، حافية وبهدومي المقطعة ودعايا بالستر على ضنايا، رحت لقيته مرمى في الأرض، حاولت أنا وزمايله نمسكه عشان ميكسرش حاجة، وفضلت أحاول أحضنه وأديله البرشامة- اللي كانت آخر واحدة في الشريط- لحد ما هدى.
وتابعت صاحبة الحكاية «لما رجعت لفرشة الخضار بتاعتي لقيت جمعية باعتة مندوبين ليها في الشارع علشان يساعدوا الناس، فروحت لواحدة منهم وقلتلها بصي يا أبلة أنا مش عايزة فلوس، أنا عايزة دكتور يتقي ربنا أوديله ابني يشوفله علاج من كهربة المخ لإني دخت على الدكاترة والمدرسة عاوزة تفصله، الحمد لله، أنا كافية ولادي من تعبي وشقايا وعمري ما مديت إيدي لحد، بس فين ألاقي علاج ابني؟»
نظرات مريبة
الحكاية الثالثة عن زوج الأم ونظراته السيئة وتقول صاحبتها «لما أمي اتجوزت بعد ما أبويا مات، طلبت مني إني انزل أشتغل علشان أصرف على إخواتي الشقايق واللي مش شقايق، فاضطريت أسيب المدرسة وأنا في ثانوي علشان أشتغل، وكانت أمي بتاخد كل الفلوس اللي بكسبها بحجة مصاريف البيت، بس الحقيقة إن جوزها هو اللي كان بياخد الفلوس وشوية شوية بقى يعتمد عليها وبطل يشتغل خالص».
واتهمت زوج أمها بمحاولة التحرش بها قائلة «لما قعدلنا في البيت بدأ يبصلي بصات مش ولا بد، وأمي كانت واخدة بالها وساكتة، ساعتها قررت أروح أعيش في بيت أبويا الله يرحمه القديم اللي في القاهرة لوحدي وأصرف على نفسي وتعليمي، جوز أمي كفاية عليه أوي اللي خده من تعبي وشقايا ومستقبلي لحد كدة، مش هصبر لحد ما ياخد مني حاجة تانية».
الحكاية الرابعة للأم التي ضحت بنفسها لأجل أولادها وتقول صاحبة الحكاية «لما الحال بيضيق عليا أنا وعيالي بفكر كتير إني أشغلهم زي ما كل الناس اللي في ظروفنا ما بتعمل، بس أرجع وأقول أنا راحت مني فرصة التعليم وهما لسة عندهم فرصة يتعلموا ويشتغلوا، ويبقى لهم حياة أحسن ميت مرة من اللي قادرة أديهالهم من شغلي في بيع الخضار، الشغل يمكن يفيدهم النهاردة، بس العلام هيفيدهم بكرة، وأنا رايحة، وهما جايين".
الحكاية الخامسة الفتاة التي خرجت من قهر والدها لذل زوجها، وتقول الفتاة "مكدبش عليك، لما أبويا قاللي إنه هيجوزني وأنا عَيّلة صغيرة لراجل عنده 50 سنة أنا مزعلتش، بالعكس فرحت، أخيرًا هخلص من جهنم اللي كنت عايشة فيها في بيت أبويا من فقر وضرب وإهانة بسبب الحشيش وهيبقى ليا بيتي وحياتي، بس لما اتجوزت اكتشفت الحقيقة المرة، جوزي كان عايز واحدة يشغلها في البيوت ويكسب من وراها ويقعد هو من غير شغل، وأنا اكمني ممعييش شهادة مكانش قدامي غير إني أرضى بنصيبي، العلام بيديك حاجات أكتر من الشهادة والصيت وسط الناس، بيديك اختيار".