مفخخة النائب العام تنفجر في القنصلية
استيقظنا كعادة بعض الأيام المؤلمة في تاريخ مصر، على خبر انفجار سيارة مفخخة استهدفت القنصلية الإيطالية في وسط القاهرة، واستيقظ البعض على صوت الانفجار الشديد في هذا الوقت المبكر من الصباح في مناطق بعيدة عن الانفجار كأحياء شبرا وفيصل والهرم، بل إن البعض في هذه المناطق شعر وكأن زلزالًا قويًا ضرب مصر.
أما أهالي بولاق الملاصقين لمبنى القنصلية، فكانت المصيبة أعظم بالتأكيد، وهول الانفجار كان له أثر الخوف والفزع وتصدع منازل في هذا الحي العريق الذي لم يسمع أو يشاهد هذا الانفجار اللعين في الحي منذ ثورة القاهرة الثانية عام 1800م، عندما دك الفرنساوية حي بولاق بالمدافع لإخماد الثورة.
ولكن لماذا القنصلية الإيطالية غير المستخدمة بالأساس؟؟.. ولماذا هذا الموقع بالذات؟؟.. ولماذا لم تستهدف منشآت حيوية أخرى أكبر من حيث الأهمية من القنصلية الإيطالية وعلى بعد أمتار قليلة منها؟؟.. ولماذا إن أراد فعلًا استهداف السفارة الإيطالية، فلماذا لم يضع السيارة أمام السفارة الإيطالية بجاردن سيتي وورائها مباشرة السفارة الأمريكية والبريطانية، وبجانبها أشهر فنادق القاهرة، وكانت الكارثة ستكون مفجعة إن أراد فعلًا استهداف سفارات؟؟
هذه الأسئلة قفزت إلى ذهني بعد أن تلقيت الخبر، ولكن سرعان ما وجدت لها إجابة في سيناريو أو استنتاجا خمنه أحد أصدقائي وقام بنشره على صفحته الشخصية على فيس بوك، وصديقي هذا ليس لواءً متقاعدًا ولا خبيرًا إستراتيجيًا ولا خبيرًا أمنيًا ممن تعج بهم ساحات الفضائيات حاليًا، وإنما هو شاب من الشباب السياسي ومتابع ومحلل جيد جدًا للأحداث، جذبني ما قام باستنتاجه وتحليله للحادث الإرهابي اللعين، فقررت أن أضعه هنا أمام القارئ وصانع القرار، وأي دائرة مهتمة بمكافحة ما ابتلينا به من إرهاب أسود لا يراعي دولة ولا دين ولا حرمات.
ذهب صديقي في تحليله، إلى أن هذه السيارة كانت هي الخطة (ب) البديلة في حال فشل استهداف النائب العام المرحوم هشام بركات، ولم تنجح السيارة الأولى التي وضعت بالقرب من منزله في مسار من المسارات التي يسلكها من منزله إلى محل عمله في دار القضاء العالي في اغتياله، فكانت ستنفجر هذه السيارة بالقرب من دار القضاء العالي عند اقترابه، أما وقد نجحت السيارة الأولى في اغتياله فقد بقيت هذه السيارة (ب) التي تحمل نفس الماركة ونفس كمية المتفجرات، في مكان ما بالقرب من دار القضاء العالي، وبعد مضي أيام من حادثة الاغتيال المفجعة أراد الإرهابيون تفجير السيارة البديلة لسببين مهمين، السبب الأول هو التخلص من جسم الجريمة المركونة لعدة أيام في الشارع، التي إن اكتشفت قبل تفجيرها كانت ستساعد الأمن كثيرًا في تحديد هوية منفذي اغتيال النائب العام، والسبب الثاني هو "شو إعلامي خارجي" وإرسال رسالة للخارج بأن مصر لا تستطيع حماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها.
لذلك فقد قام الإرهابيون بتحريك السيارة (ب) - على حد قول صديقي - عدة أمتار بسيطة فقط من مكان ما بالقرب من دار القضاء إلى القنصلية، ولم يستطع الإرهابيون التوغل بها أكثر؛ لعدم كشفها سريعًا من الكمائن الأمنية المنتشرة أبعد من هذه النقطة، وإن صح تخمين صديقي، فإنه قد يكون هناك سيارات أخرى بنفس قوة المواد المتفجرة، وربما نفس ماركة السيارات التي استخدمت حتى الآن، موجودة في الشوارع في نفس المسارات التي كان يسلكها النائب العام هشام بركات، تنتظر الأوامر الإرهابية لتحركها لأهداف أخرى، وعلى غرار ما حدث في حادثة اغتيال رفيق الحريري في لبنان فقد قيل إنه كان هناك عدة سيارات مفخخة وموضوعة في طريق الحريري؛ تحسبًا لتغيير مساره، فإن فلت من إحداها لم ينجُ من الأخرى.
لا شك هنا أننا أمام مخطط غير عادي وأمام مجموعة مخابراتية على مستوى عالٍ من التدريب، ولكننا أيضًا أمام مصر الدولة القوية بأبنائها الذين يستطيعون الوقوف أمام تلك المؤامرات الإرهابية مهما كانت قوتها، لذلك تستلزم المواجهة السير في عدة طرق، التي لا أرى أيا منها سوى طريق واحد فقط، وهو الطريق الأمني الذي لا يكفي وحده في تلك المعركة الشرسة ولا التشريعات أيضًا تكفي، وإنما هي منظومة كاملة وإستراتيجية ناجحة تعبر بنا لبر الأمان يضعها المفكرون والسياسيون المخلصون، بجانب الخبراء الأمنيين وليس المطبلاتية وأنصاف السياسيين.
ولكن لماذا القنصلية الإيطالية غير المستخدمة بالأساس؟؟.. ولماذا هذا الموقع بالذات؟؟.. ولماذا لم تستهدف منشآت حيوية أخرى أكبر من حيث الأهمية من القنصلية الإيطالية وعلى بعد أمتار قليلة منها؟؟.. ولماذا إن أراد فعلًا استهداف السفارة الإيطالية، فلماذا لم يضع السيارة أمام السفارة الإيطالية بجاردن سيتي وورائها مباشرة السفارة الأمريكية والبريطانية، وبجانبها أشهر فنادق القاهرة، وكانت الكارثة ستكون مفجعة إن أراد فعلًا استهداف سفارات؟؟
هذه الأسئلة قفزت إلى ذهني بعد أن تلقيت الخبر، ولكن سرعان ما وجدت لها إجابة في سيناريو أو استنتاجا خمنه أحد أصدقائي وقام بنشره على صفحته الشخصية على فيس بوك، وصديقي هذا ليس لواءً متقاعدًا ولا خبيرًا إستراتيجيًا ولا خبيرًا أمنيًا ممن تعج بهم ساحات الفضائيات حاليًا، وإنما هو شاب من الشباب السياسي ومتابع ومحلل جيد جدًا للأحداث، جذبني ما قام باستنتاجه وتحليله للحادث الإرهابي اللعين، فقررت أن أضعه هنا أمام القارئ وصانع القرار، وأي دائرة مهتمة بمكافحة ما ابتلينا به من إرهاب أسود لا يراعي دولة ولا دين ولا حرمات.
ذهب صديقي في تحليله، إلى أن هذه السيارة كانت هي الخطة (ب) البديلة في حال فشل استهداف النائب العام المرحوم هشام بركات، ولم تنجح السيارة الأولى التي وضعت بالقرب من منزله في مسار من المسارات التي يسلكها من منزله إلى محل عمله في دار القضاء العالي في اغتياله، فكانت ستنفجر هذه السيارة بالقرب من دار القضاء العالي عند اقترابه، أما وقد نجحت السيارة الأولى في اغتياله فقد بقيت هذه السيارة (ب) التي تحمل نفس الماركة ونفس كمية المتفجرات، في مكان ما بالقرب من دار القضاء العالي، وبعد مضي أيام من حادثة الاغتيال المفجعة أراد الإرهابيون تفجير السيارة البديلة لسببين مهمين، السبب الأول هو التخلص من جسم الجريمة المركونة لعدة أيام في الشارع، التي إن اكتشفت قبل تفجيرها كانت ستساعد الأمن كثيرًا في تحديد هوية منفذي اغتيال النائب العام، والسبب الثاني هو "شو إعلامي خارجي" وإرسال رسالة للخارج بأن مصر لا تستطيع حماية البعثات الدبلوماسية على أراضيها.
لذلك فقد قام الإرهابيون بتحريك السيارة (ب) - على حد قول صديقي - عدة أمتار بسيطة فقط من مكان ما بالقرب من دار القضاء إلى القنصلية، ولم يستطع الإرهابيون التوغل بها أكثر؛ لعدم كشفها سريعًا من الكمائن الأمنية المنتشرة أبعد من هذه النقطة، وإن صح تخمين صديقي، فإنه قد يكون هناك سيارات أخرى بنفس قوة المواد المتفجرة، وربما نفس ماركة السيارات التي استخدمت حتى الآن، موجودة في الشوارع في نفس المسارات التي كان يسلكها النائب العام هشام بركات، تنتظر الأوامر الإرهابية لتحركها لأهداف أخرى، وعلى غرار ما حدث في حادثة اغتيال رفيق الحريري في لبنان فقد قيل إنه كان هناك عدة سيارات مفخخة وموضوعة في طريق الحريري؛ تحسبًا لتغيير مساره، فإن فلت من إحداها لم ينجُ من الأخرى.
لا شك هنا أننا أمام مخطط غير عادي وأمام مجموعة مخابراتية على مستوى عالٍ من التدريب، ولكننا أيضًا أمام مصر الدولة القوية بأبنائها الذين يستطيعون الوقوف أمام تلك المؤامرات الإرهابية مهما كانت قوتها، لذلك تستلزم المواجهة السير في عدة طرق، التي لا أرى أيا منها سوى طريق واحد فقط، وهو الطريق الأمني الذي لا يكفي وحده في تلك المعركة الشرسة ولا التشريعات أيضًا تكفي، وإنما هي منظومة كاملة وإستراتيجية ناجحة تعبر بنا لبر الأمان يضعها المفكرون والسياسيون المخلصون، بجانب الخبراء الأمنيين وليس المطبلاتية وأنصاف السياسيين.