الصحف العالمية ترصد انفجار القنصلية الإيطالية بالقاهرة.. المخاوف الأمنية انتقلت إلى السفارات.. الحادث مؤشر على تصاعد العنف.. يستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد.. والتفجيرات تتحدى قيادة السيسي
رصدت الصحف العالمية الانفجار الذي وقع أمام القنصلية الإيطالية في القاهرة اليوم السبت، وذكرت صحيفة واشنطن "بوست الأمريكية"، أن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي اتصل بالرئيس عبد الفتاح السيسي عقب الانفجار وأعرب عن دعم إيطاليا لمعركة مصر ضد الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن رينزي أصدر بيانا أكد فيه أن الإرهاب هو التحدي الكبير في هذا العصر، وقال: "لن نترك مصر وحدها في محاربة الإرهاب وسنكون دائما معًا في مكافحة الإرهاب".
تصاعد العنف
وأكدت وكالة "رويترز" للأنباء، أن حادث انفجار القنصلية الإيطالية بالقاهرة، قد يكون مؤشرًا لتصاعد العنف بشكل خطير في مصر، واصفةً البلاد بالدولة المستقرة نسبيًّا في منطقة محاطة بالتشدد والصراع الطائفي، منذ اندلاع ثورات الربيع العربي.
وقال دبلوماسي غربي، لم يكشف عن اسمه، إنه كان على علم بالانفجار أمام القنصلية، ولكنه لم يتأكد من مبنى القنصلية المقصود.
تحدي قيادة السيسي
أما صحيفة "ديسباتش تايمز" الأمريكية، فقالت: "إن التفجيرات الإرهابية التي ضربت مصر بدءًا من اغتيال النائب العام «هشام بركات»، مرورًا باستهداف نقاط تفتيش الجيش بسيناء، إلى تفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة، تتحدى قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي".
كما أكد دبلوماسيون غربيون لوكالة "فرانس برس"، أن الشرطة المصرية حذرتهم منذ عدة أشهر من احتمالية استهداف سفاراتهم، وأوضحت الوكالة أنه لم يكن واضحًا إذا كان هذا التحذير مبنيًّا على معلومات استخباراتية محددة من عدمه.
توقف حركة المرور
وأكدت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، أن الانفجار الذي وقع صباح اليوم وسط القاهرة، واستهدف القنصلية الإيطالية أدى إلى توقف الحركة المرورية بوسط القاهرة.
ولفتت الوكالة، إلى أن الانفجار تسبب في تدمير أنابيب المياه تحت الأرض وإغراق المنطقة، وأضافت الوكالة أن انفجار اليوم وقع في أكثر المناطق ازدحاما للتقاطعات، وهي الشريان الرئيسي الذي يربط ميدان رمسيس بوسط القاهرة.
ونوهت الوكالة، إلى أن قطع غيار السيارات المتفحمة تناثرت في الشارع، وتم تدمير واجهات المنازل.
وأشارت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إلى أن الانفجار يثير تساؤلات جديدة بشأن قدرة المسلحين لتهريب مواد شديدة الانفجار وسط الإجراءات الأمنية المشددة التي أمر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
استهداف بعثة دبلوماسية
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الهجوم هو أول تفجير كبير يستهدف بعثة دبلوماسية أجنبية منذ بداية العمليات الإرهابية، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول "محمد مرسي".
ورأت أن الانفجار أحد مؤشرات تصاعد التكتيكات، التي يتبعها الإرهابيون، الذين كانت تقتصر هجماتهم في السابق على الأجهزة الأمنية للدولة، ما أسفر عن مقتل مئات الضباط من الشرطة والجيش، على مدى العامين السابقين.
جبهة جديدة
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الناطقة بالإنجليزية: "إن انفجار القنصلية الإيطالية بالقاهرة، يزيد من احتمالية فتح الإرهابيين جبهة جديدة ضد الأجانب".
بينما قالت مجلة مترو البريطانية: "إن تفجير السفارة الإيطالية مماثل لطريقة التفجيرات التي شنتها جماعة ولاية سيناء في الأشهر الماضية، وهي الجماعة التي أعلنت ولاءها لتنظيم داعش في سوريا والعراق، واستهدفت العديد من رجال الشرطة والجيش".
ولفتت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إلى نقل السلطات المصرية سفارة غربية واحدة مؤخرًا؛ بسبب المخاوف الأمنية.
مخاوف أمنية
وأكد موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن حادث الانفجار أول اعتداء على بعثة أجنبية في مصر منذ بدء العمليات الإرهابية في مصر.
وأوضح الموقع أن الإرهابيين نفذوا عشرات الهجمات منذ عزل محمد مرسي في يوليو عام 2013، ما تسبب في مقتل المئات من رجال الشرطة والجيش ومعظم الهجمات كانت في شبه جزيرة سيناء.
وأشار الموقع إلى الحملة الأمنية التي تنتهجها مصر ضد المتطرفين، والضغوط الدولية على البلاد وخصوصًا من الاتحاد الأوربي.
وأضاف الموقع أن المخاوف الأمنية انتقلت لتشمل السفارات الغربية، ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوعين من اغتيال النائب العام هشام بركات، وهجمات ما تسمى بـ"ولاية سيناء" الإرهابية في سيناء.