رئيس التحرير
عصام كامل

«التحرير» حائر في تخليد الشهداء.. الثوار يقيمون نصبا تذكاريا بعد تنحي مبارك.. القوات المسلحة تطلق مسابقة لاختيار أفضل تصميم.. «الإخوان» يتجاهلون و«الببلاوي» يضع حجر الأسا

ميدان التحرير - صورة
ميدان التحرير - صورة أرشيفية


منذ أن انطلقت ثورة 25 يناير عام 2011، تعالت الدعوات بإنشاء نصب تذكاري في ميدان التحرير، يخلد ذكرى الشهداء، وتعددت الأفكار والتصميمات حول هذا النصب، وأعلنت القوات المسلحة عن مسابقة لاختيار أفضل التصميمات، وجاء بعد ذلك حكم الإخوان ليتجاهل ما تم الوصول إليه سابقا، غير مكترث بالتصميمات الفائزة؛ ليعلن طرح مسابقة دولية لتطوير ميدان التحرير بأكمله.


تنحي مبارك

بعد إعلان الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، تنحيه عن رئاسة الجمهورية، لم يستطع ثوار ميدان التحرير انتظار الحكومة لتخليد ذكرى أصدقائهم، الذين نالوا الشهادة أمام أعينهم، لذلك قرروا أن يخلدوا ذكراهم على طريقتهم الخاصة، فأنشأوا لهم نصبا تذكاريا وسط الميدان، ووضعوا عليه ملابسهم وهى ملطخة بالدماء، وأوقدوا حوله الشموع ووضعوا دفترا لتسجيل التعازي والكلمات للشهداء، وطالب ثوار الميدان آنذاك بتغيير اسم ميدان التحرير ليصبح ميدان الشهداء.

في الوقت ذاته، أطلقت جمعية نهوض وتنمية المرأة مسابقة تحت اسم " أبطال مصر الحقيقيون " لاختيار أفضل تصميم لنصب تذكاري يحمل أسماء هؤلاء الشهداء وتاريخ استشهادهم، بالإضافة إلى قصة استشهاد خالد سعيد، الشاب السكندري باعتباره الشراره التي فجرت الثورة .

نصب تذكاري

في شهر يناير عام 2012، قررت القوات المسلحة تنظيم مسابقة؛ لإنشاء نصب تذكاري لشهداء الثورة على نفقتها، تخليدا لذكرى ثورة 25 يناير، بصينية ميدان التحرير بقطر 73م، ومساحة 4075م، ويشترك في المسابقة المكاتب االهندسية الاستشارية، والكليات المتخصصة، والأفراد، والشباب، وأي جهات أخرى، بشرط أن تكون مصرية.

وتقدم للمسابقة 95 متسابقا، وتم اختيار أفضل 8 مشروعات تم تصفيتها إلى 3 مشاريع، على رأسها مشروع الدكتور محمد زينهم، أستاذ بالفنون التطبيقية، الفائز بالمركز الأول في المسابقة.

واعتمد على الرؤية الأفقية للميدان، لذلك اهتم التصميم بصينية ميدان التحرير، وإنشاء شكل مجسم لرقم "25" بداخلها، واعتمد على المستويات المخالفة لسطح الشكل، وتأكيده من خلال الإضاءة المحيطة به وتتراوح ارتفاعات السطح ما بين 150 سم إلى 350 سم.
وبعد اختيار الفائزين، لم تدخل الأفكار حيز التنفيذ، ليأتي بعد ذلك حكم الإخوان الذين تولوا مقاليد الحكم في يونيو 2012، ليتجاهلوا إنشاء هذا النصب، حيث اكتفى هشام قنديل رئيس الوزراء الأسبق، بالإعلان عن مسابقة عالمية لتطوير ميدان التحرير.

ساري علم

ومع سقوط نظام الإخوان وتولي المستشار عدلي منصور مقاليد الحكم، في نوفمبر 2013، افتتح الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء السابق، والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة، وعدد من الوزراء، حجر الأساس بصينية ميدان التحرير لإنشاء نصب تذكاري، يعبر عن ثورتي 25 يناير و30 يونيو معا، ولم يتم التطرق لأى معلومات عن ماهية هذا النصب، وكان قد صرح أحد مسؤلي المحافظة أنه سيكون في ارتفاع برج القاهرة، فيما استطاعت "فيتو" الحصول على صورة هذا النصب.

إعادة تخطيط الميدان

وأكد الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة، أنه سيتم طرح مسابقة كبرى بين كبار المكاتب الاستشارية؛ لإعادة تخطيط ميدان التحرير لتطويره بما يليق به وبسمعته العالمية، والإعلان عن مسابقة أخرى لإقامة نصب تذكاري لشهداء ثورتي يناير ويونيو، وما بينهما من أحداث يعبر عن كل شهداء مصر الذين أريقت دماؤهم في التحرير، ومحمد محمود، والاتحادية، وكرداسة، وسيناء، وبورسعيد، وغيرها بكل أنحاء مصر.

وسرعان ما تحطم هذا الحجر في ثان يوم من تدشينه، تزامنا مع الذكرى الثانية لذكرى أحداث محمد محمود، لتعيد بعد ذلك المحافظة إنشاء هذا الحجر مره ثانية، ويختفي الحديث عن إنشاء هذا النصب مجددا .

إزالة حجر الأساس

بعد مرور أكثر من عام على تدشين حجر الأساس، وعدم إنشاء النصب التذكاري، في 13 من يناير الماضي، أزالت محافظة القاهرة حجر الأساس، للبدء في خطة المحافظة الجديدة في إنشاء ساري علم مدون على القاعدة الخرسانية، له أسماء الشهداء سواء كانوا "مدنين، عسكريين، شرطيين".

وفى نهاية يناير الماضي، قامت محافظة القاهرة بتعليق ساري العلم بارتفاع 45 مترا، والبدء في تطوير صينية التحرير بأكملها، حيث تشجيرها، وتحويطها برخام، بالإضافة إلى أعمال الإضاءة، ولكن بعد أن تم الإعلان أنه سيتم كتابه أسماء الشهداء على القاعدة الخرسانية للعلم، تراجعت محافظة القاهرة عن ذلك، مؤكدة أنه سيتم الاكتفاء بعلم مصر ليكون رمزا للثورة، مبررة أن كتابة أسماء الشهداء ستحدث مشاكل حيث سيعترض من لم يكتب اسمه.
الجريدة الرسمية