رئيس التحرير
عصام كامل

أدهم العبودي: الحكومة فرضت سياسة «التجويع الفكري» بالصعيد

 الروائي أدهم العبودي
الروائي أدهم العبودي

أكد الروائي أدهم العبودي، أن الصعيد آخر علاقته بالتنمية كانت مع إنشاء بضعة مصانع متناثرة في عهد جمال عبد الناصر، ثم لا شيء آخر، لا إعلام ولا تنمية حقيقية ولا التفاتة حتى لهذا المجتمع الذي يمثل عصب بلادنا الفعلي «مجتمع الصعيد».


وأوضح لـ«فيتو»، أن الحكومة تراءى لها أن خير حل لاستقامة الأمور هو فرض التجويع الفكري والمعنوي على هؤلاء، بمعنى أن الحكومات المتواترة -ومنذ نهاية عصر عبد الناصر- قصدت تنحية الصعيد برمته جانبًا لخلق توازنا ملفقا في هيكل البلاد، وأظننا نذكر حوادث كارثية كحادثة الكِشك بسوهاج والعديسات بالأقصر وقمولا وقنا وغيرها، وكلها كوارث إن دلت فإنما تدل أن الحكومة حتمًا راضية بل وممعنة في رضائها لدرجة الاستهتار.

وتابع: أنه قد تم فصل مصر لمجتمعين متوازيين لكنهما غير متساويين، لا في القيمة، ولا في ضخ التنمية، وهما مجتمع العاصمة -بنواحيها والبلاد المجاورة- ومجتمع الصعيد بدءًا من بني سويف ونهاية لحلايب وشلاتين، إذن المشكلة لم تكن يومًا آنية، المشكلة قديمة ضاربة في القِدم، والصعيد ظل يعاني أزمنة من التهميش، وغياب الإعلام، وغياب التثقيف، والاكتفاء بكل ذلك في العاصمة.

وتساءل ما قيمة تواجد وزارة كالسياحة والآثار، في العاصمة وكل الآثار ونسبة 90% من السياحة في جنوب مصر، هو تهميش عمدي بالأساس، أفضى بنا لحالة الفوضى غير العادية التي انتابت الصعيد واستشرت بين ربوعه حد الشغب والعشوائية والهرجلة، فاختلطت الزمام وأمست المسلمات -التي صاغها الكيان المؤسسي عن الصعيد- في غير محلها، وانتشرت الهمجية لأبعد مما يتخيل أحد، وأخذ الصعيد يلج في أزمة غير مسبوقة، وأقرت الحكومة أنها لم تعد تستطيع السيطرة على الصعيد.
الجريدة الرسمية