رئيس التحرير
عصام كامل

«فرقة الردع».. محاكم تفتيش الإخوان «بروفايل»

عنف الاخوان - صورة
عنف الاخوان - صورة ارشيفية

لم يكن الحكم الصادر من دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات المنصورة، بإعدام 4 من أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي، وبالسجن المؤبد على 9 آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية الردع"، إلا جزءا من تصفية أحد الأذرع العسكرية للجماعة، التي شكلتها وعملت على تقويتها لأعوام عديدة قبل أن تلجأ إلى استخدامها ضد الشعب المصري، قبل أشهر قليلة من سقوط دعائم دولة الإخوان، في محاولة منهم لتقويض تحركات الشارع ضد الرئيس المعزول محمد مرسي.


"فرقة الردع"، هي فرقة تضم آلافا من شباب الجماعة المدربين على الفنون القتالية، تولي قيادتها أسامة الطويل وهو شاب إخواني تخرج في كلية التجارة بجامعة عين شمس عام ٢٠٠٥، وظل أفرادها، يتلقون في الخفاء تدريبات في ألعاب المصارعة والتايكوندو والجودو والكاراتيه، حتى كشفت الجماعة عنها من خلال عرض عسكري نظمه أفرادها وهم ملثمون بجامعة الأزهر عام 2007، وحولوا حرم الجامعة إلى ساحة لعرض مهاراتهم القتالية.

قبل أشهر قليلة من ثورة 30 يونيو، لم تجد الجماعة بدا من إخراج أفراد "فرقة الردع" إلى سطح الأرض مرة أخرى، ولكن الأوضاع التي تنذر بوقوع ثورة عارمة تستلزم ضم آلاف من المقاتلين في صفوفها من الداخل والخارج، وإكسابهم مزيدا من المهارات، لاستخدامهم في ردع أي تحركات شعبية ضد الدولة الإخوانية، وتلاقت أهداف الجماعة في ذلك التوقيت مع طموحات تنظيم القاعدة بشأن إقامة إمارة إسلامية تشمل قطاع غزة ودول شمال أفريقيا، وعلى رأسها مصر، من خلال دس خلايا للتنظيم بكافة المدن والقرى، فبات التعاون أمرا ضروريا لمنع تحرر مصر من أغلال الفاشية الدينية.

تلقت "فرقة الردع" تدريبات مكثفة في القتال وحروب الشوارع والقنص بمعسكرات سرية لتنظيم القاعدة والجماعة، في الداخل بالمناطق النائية كالواحات، وفي الخارج مثل اليمن وقطر وغزة، لتعاود الظهور مرة أخرى قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، في أحداث يوم فض اعتصام الاتحادية الذي عرف إعلاميا بـ"الأربعاء الدامي".

وظهرت بصماتهم بقوة، في جميع أعمال العنف والشغب التي عمت البلاد عقب ثورة 30 يونيو، بداية من أحداث اعتصام رابعة، وما أعقبه بعد الفض من مشاهد دامية تمثلت في تفجير المنشآت الحكومية، وحرق الكنائس، واستهداف بعض الشخصيات السياسية، وقطع الطرق، وإطلاق النار بشكل عشوائي خلال مسيرات الإخوان لترويع المواطنين.

رغم جهود الأجهزة الأمنية لتفكيك دعائم تنظيم جماعة الإخوان في الداخل، إلا أن "فرقة الردع" مازالت جزءا من "لجنة المواجهة" التي تخضع بشكل مباشر لسيطرة القيادي الإخواني الهارب محمود عزت، وتتلقى أوامره لتنفذ عمليات التنظيم التخريبية في الداخل المصري، ومع صعوبة ضبط العقل المدبر لتلك الميليشيات، بات السبيل الأوحد للخلاص منهم في تعقب أفراد الفرقة وتصفيتهم، وغلق منافذ تمويلهم.
الجريدة الرسمية