صحفيون دفعوا حياتهم ثمنًا للحقيقة.. استشهاد أحمد محمود خلال تغطيته لأحداث ثورة يناير.. مليشيات الإخوان تقتل الحسيني أبو ضيف أمام «الاتحادية».. وسقوط ميادة أشرف في اشتباكات الإخوان والأمن بعي
شهدت الأيام الماضية حالة من الجدل في الوسط الصحفي، بعدما تم إعلان تفاصيل مشروع قانون الإرهاب الجديد.
وينص القانون في مدته الـ33، على أنه "يُعاقب بالحبس الذي لا تقل مدته عن سنتين، كل من تعمد نشر أخبار أو بيانات غير حقيقية عن أي عمليات إرهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية، وذلك دون الإخلال بالعقوبات التأديبية المقررة في هذا الشأن".
وطرحت حالة الجدل العديد من التساؤلات حول موقف الدولة من حرية الرأي والتعبير، بعدما دفع العديد من الصحفيين المصريين خلال السنوات الأخيرة بداية من ثورة 25 يناير، حياتهم لانتزاع حق حرية الصحافة.
أحمد محمود
وفي 25 يناير 2011، شهدت مصر انطلاق أول أيام الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكان الصحفيون المصريون في قلب الميادين يغطون الأحداث حتى جمعة الغضب 28 يناير، التي وثقها الصحفيون بالفيديوهات، وكان أبرزها الفيديو الذي عرض ما حدث على كوبري قصر النيل وفتح المياه على المتظاهرين.
وفي صبيحة يوم 29 يناير، سقط أول شهيد للصحافة المصرية في الثورة، وهو الشهيد أحمد محمود، وهو صحفي بجريدة التعاون التابعة لمؤسسة الأهرام، وكان يبلغ من العمر 39 عامًا.
كانت حياة أحمد محمود ثمنا لمحاولة توثيق ما يحدث في شارع قصر العيني؛ حيث كانت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين اعتصموا بميدان التحرير مستمرة، بمحيط وزارة الداخلية وشارع قصر العيني.
وكان أحمد محمود يحاول توثيق ما يحدث من خلال تصوير الأحداث بكاميرا من نافذة مكتبه، وفي أثناء ذلك طالبه نقيب شرطة من حرس الوزارة بالدخول والتوقف عن التصوير، ولم يمهله الوقت الكافي للاستجابة، فأطلق عليه رصاصة استقرت في رأسه - بحسب روايات العاملين معه.
وتقدمت نقابة الصحفيين في ذلك الوقت، ببلاغ إلى النائب العام بأن الصحفي الشهيد توفي متأثرا بإصابته بطلق ناري أطلقه عليه عمدًا ضابط شرطة برتبة نقيب، كان يرتدي الزي الرسمي لحرس وزارة الداخلية يوم 29 يناير، واخترقت الرصاصة رأسه وسببت له نزيفا دمويا أدخله في غيبوبة انتهت بوفاته.
وختمت النقابة بلاغها، بضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالقصاص العاجل ممن تسببوا في وفاة أحد أعضائها، لتظل واقعة أحمد محمود واحدة من وقائع محاولة الصحفيين توثيق الحقيقة.
الحسيني أبو ضيف
ومع جريمة أخرى وجهة أخرى لا تريد للحقيقة أن ترى النور، وتعتبر الصحفيين أحد ألد الأعداء بالنسبة لها، وهي جماعة الإخوان الإرهابية، التي خشيت كاميرا الحسيني أبو ضيف فقتلته مليشياتها أمام قصر الاتحادية.
الحسيني أبو ضيف صاحب الـ٢٦ عاما، ابن محافظة سوهاج، الصحفي الحالم الذي كان أحد المدافعين عن مهنة الصحافة وحق الصحفي في المعرفة، لم يكن يملك سوى كاميرا ليوثق بها الأحداث بمحيط قصر الاتحادية.
وتعرض أبو ضيف لرصاصة غادرة في 5 ديسمبر 2012، خلال تغطيته المظاهرات التي اعتدت فيها مليشيات الإخوان على المتظاهرين الذين انتفضوا رفضا للإعلان الدستوري المكمل.
حُمل الحسيني على الأعناق نحو مستشفى عين شمس التخصصي، مرورًا بالدمرداش، حتى وصل لمستشفى "الزهراء الجامعي" ليسكن داخل غرفة العناية المركزة، في غيبوبة دامت لثمانية أيام، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ظهر يوم 12 ديسمبر بمستشفى قصر العيني متأثرًا بإصابته، وكانت جنازة الحسيني مشهدا مهيبا لن يُمحى من تاريخ وذاكرة الجماعة الصحفية التي جادت بأحد أخلص أبنائها في مواجهة القمع؛ بحثًا عن الحقيقة.
ميادة أشرف
وفي مارس 2014، شهدت منطقة عين شمس اشتباكات بين عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وقوات الأمن، وتصاعدت حدة الأحداث ووصلت لتبادل إطلاق النار، راح ضحيته الصحفية ميادة أشرف ابنة الـ22 عامًا.
كانت ميادة أشرف متواجدة بمنطقة الاشتباكات تقوم بعملها في توثيق الحقيقة، ونقل الصورة كاملة للشعب المصري.
وما بين أحمد محمود وميادة أشرف، الكثير من الشهداء والمصابين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوصول إلى الحقيقة وتقديمها للمصريين.