عن ماذا أكتب؟
اليوم لا أدري عن ماذا أكتب ؟ أحتار حقًا وذلك لأني أكتب في مجال الأسرة وكل ما يتعلق بها كتربية الأبناء، فلا أكتب في السياسة أو الاقتصاد مثلًا، غير أن الظروف التي تمر بها البلاد تشغلني، ظروف زمانية ومكانية، فالزمان العشر الأواخر من الشهر الفضيل "شهر رمضان" شهر القرآن والخيرات لذلك أحب أن أقول لكم جميعًا كل عام وأنتم بخير، كان من المفترض في مثل هذه الأيام أن أكتب عن الأسرة في رمضان ودورها في تربية الأبناء إيمانيًا مثلًا، أو عن انتصارات الجيش المصري في العاشر من رمضان ١٩٧٣ ومعنى الانتماء للوطن وكيف نزرعه في وجدان أولادنا، ومن الممكن أن يكون موضوع المقال عن انتصار المسلمين ببدر والدروس المستفادة منها.
اليوم والزمان شهر يوليو ٢٠١٥ أي مرت أيام على اغتيال سيادة النائب العام "هشام بركات" رحمة الله عليه، اغتالت يد الإرهاب الرجل الذي شهد له الجميع بالصلاح والوطنية، الأمر الذي أحزن مصر كلها وأبكاها، إلا أن الأمل دائما موجود وستنعم مصر وتنتصر إن شاء الله، وهاهي أيام قليلة باقية على افتتاح قناة السويس الجديدة أيام ويتحقق حلم المصريين بأيديهم وأموالهم.
أما عن المكان، فالمكان مصر التي تخوض أقوى المعارك ضد الإرهاب في سيناء، نعم مصر تحارب وجنودنا من الجيش والشرطة يبذلون أرواحهم لحماية مصر بمنتهى الرجولة والإقدام، إلا أن الأمر يبدو مستعصيًا على البعض لذلك لا يفهمون !!
مصر تحارب أي ينبغي أن نحارب جميعًا معها ولأجلها في نفس الخندق، فوقت الحروب لا مكان للخلافات والاختلافات، لا وقت للكلام عن صغائر الأمور أمام خطر يحيط بنا من كل اتجاه.
أتوقف قليلًا عن حيرتي، لأحدثكم عن شيء آخر ؛ منذ سنوات كنت كلما قرأت عن قضية فساد في المجتمع أو شعرت أن هذا الشعب قبل المذلة والهوان واستكان وكأنه مريض على فراش الموت لا يملك من أمره شيئًا، كنت أتعجب وأسأل نفسي هل مات هذا الشعب ولن يستيقظ أبدًا؟ وجاء الرد جليًا في ثورة ٢٥ يناير وفرحت وقتها ليقظة الشعب، وكنت فخورة بوحدة الشعب وإصراره على تحقيق مطالبه، لكن للأسف كان هذا هو الوجه الإيجابي الوحيد لثورة الشعب، وسرعان ما بدت وجوه سلبية قبيحة بعد ذلك، أهمها من وجهة نظري واللصيق بالمجال الذي أكتب فيه، أن اختلطت المفاهيم، فدخل على أفهام البعض خاصة الشباب أفكارًا مغلوطة، فلا تمييز بين القوة والعنف أو الحرية والبلطجة، وهنا يطرح السؤال نفسه على نقابة الصحفيين، هل تدركون معنى حرية الرأي ؟ أم أصابتكم لعنة التشويش فاختلط عليكم الأمر ؟ هل ترويج الأخبار الكاذبة والمساس بأمن مصر القومي أصبحا حرية رأي ؟ هل أخذ المعلومات من مواقع إخبارية تحاول إسقاط مصر حرية رأي ؟ يحتاج الأمر منكم لمراجعة مواقفكم، ولأن الكتابة بضاعتكم فعليكم وضع النقط على الحروف ليسهل علينا قراءتكم.
تعددت وتنوعت المفاهييم المشوشة في أذهان الشباب، حتى علاقة الشباب بالدين اختلفت كثيرًا بعد أن حكمت جماعة الإخوان وظهرت آفة ما يسمى بالإسلام السياسي، رأى الشباب - فيمن كانوا يعتقدون أنهم جماعة تطبق الإسلام - التناقض بين الشكل والمضمون، بين الشعارات والممارسات، فاهتزت ثقة الشباب خاصة مع تقصير الأزهر وغياب دوره الحقيقي في إنقاذ هؤلاء الشباب من الوقوع في دائرة الشك والإلحاد أو التطرف، فلا يصح أن يقتصر دور الأزهر على التصريحات والشجب وغيرها من الشعارات، بل ينبغي أن يكون الأزهر منارة التنوير بحق وهذا يحتاج للعديد من الخطوات أولها تنقية المناهج واستبعاد كل ما يشوبها وكذلك استبعاد كل الشخصيات التي تعرقل مشروع تجديد الخطاب الديني أيا كانت دوافعهم، نعم الأزهر يملك الحل لاستعادة ثقة الشباب من ناحية وتجفيف المنابع من ناحية أخرى حتى لا يقع آخرون في نفس الدوائر.
فلنعمل كلنا من أجل مصر