رئيس التحرير
عصام كامل

عندما يصبح الفاجر سوبر ستار!

هي دائرة واحدة مغلقة وسلسلة متصلة بدايتها العدل ونهايتها العدل أيضا، فإن كانت البداية هزلا كانت النهاية مرورا بكل حلقات السلسلة عبثا وضياعا مثل حالتنا التي أوشك أشد المتفائلين بطبعه على فقد الأمل فيها، فمنذ بضعة أسابيع تم القبض على فتاة تعمل موديل في الإعلانات وأشياء أخرى كما تقول، بينما هي في واقعها ضحية لنفسها وتطلعها للثراء الحرام والشهرة الخادعة، ولتجار البذاءة باسم الفن ولمخرج مغمور أراد الشهرة على حساب أجساد النساء، وبسرعة تمت محاكمة تلك الفتاة بدعوى نشر الفجور والتحريض على البذاءة وتم سجنها بالفعل... عظيم جدا لكن ماذا عن السادة والسيدات الكبار في عالم البذاءة المتاجرين بالفن والمتدنين به وبكل قيمة جميلة؟!

لا أقصد بذلك فقط العرايا رجالًا ونساءً في كثير من مسلسلات رمضان لكن أيضا مقدمى برامج التفاهة وانعدام الأخلاق بل والسعى لاجتثاثها من جذورها والمسماه ببرامج المقالب، دعك من أن المصريين يعيشون منذ أزمان بعيدة في مقالب دائمة متجددة ومع ذلك يشاهدون تلك الحماقات التي تبيع لهم الوهم برعاية شركات رأسمالية الأنذال وانعدام القيمة، دعك من كل هذا ولتسأل نفسك لماذا لم تتم محاكمة الفتى رامز مقدم أشهر بيرنامج هزلى على مدى أعوام عديدة في الفضاء المصرى والعربى؟

بالطبع تقف وراء رامز وغيره شركات إنتاج عربية ومصرية وأخرى غير معلومة تمولهم بالملايين مقابل عائد ما ضعيف تحصل عليه شركات الإعلانات من جيوب الفقراء في نهاية تلك الحلقة الفاسدة من الإتجار بأى شىء لكن قبل أن تسأل نفسك لماذا التركيز على رامز الذي يتهمه البعض بفبكرة حلقاته وهذا شىء لا يهمنا لأن من أراد أن يغيب وعيه ويصدق تلك التفاهات فهو حر ولكن ما فعله هذا الممثل في إحدى حلقاته التي عرضت منذ أيام قليله، لم أكن أتصور أن يستضيف فيها إحدى الشخصيات الفاجرة والتي أصبحت للأسف معروفة عند كثيرين من متابعى مواقع التواصل الإجتماعى وموقع يوتيوب لا بسبب إنجازه العلمى أو إبداعه الفكرى أو الفنى أو الثقافى والعياذ بالله، لكن بسبب أنه صاحب أقذر محادثة هاتفية مع ساقطة ! نعم.... بسبب فيديو (جنسى ) بذىء فاجر له !

ولأننى لا أتابع هذا الممثل وبرنامجه التافه العبثى ولأننى لم أصدق ما أرسله لى أحد القراء الأعزاء شاكيا ومتندرا من إذاعة حلقة كهذه ضيفها أحد الأفراد الذين يفترض وجودهم بالسجن جزاءً وفاقا لما أشاعه من فجور على موقع عالمى يدخل غالبية بيوتنا، فإننى قمت بالبحث عن تلك الحلقة وتأكدت من صدق الشكوى واندهشت بحق عن هذا الدرك العفن الذي وصلنا إليه والذي لا يهوى فقط بالقيم والأخلاق بل وبالعدل كقيمة في مجتمعنا، فعندما يكون رامز على رأسه ريشة هو وهذا الكائن البذىء الذي جعل منه نجما مع شخص آخر يشببه وله أغنيه أخرى غاية في الانحطاط لا يستحق ذكر اسمه مثل رفيقه، بالطبع تجد نفسك تتساءل عن الدولة التي تحركت ضد فتاة مغمورة وحاكمتها وسجنتها ثم تركت أغنياء البذاءة ومشاهير العرى والانحطاط باسم الفن دون محاكمهة ولا حتى بلاغ ! 

فقط أريد أن أتساءل من الذي سجن فتاة ( سيب إيدي ) أو قدم بلاغا ضدها ومن الذي ترك رامز وغيره يعبثون بكل قيمه ويجعلون من الفاجر والداعر سوبر ستار ونجما يشارك المصريين والعرب الصائمين إفطارهم ! 

فقط أتساءل عن السادة عشاق الأضواء والبكاء عند عتبة كل حكومة ومقام كل نظام الذين يقيمون دعاوى حسبه ضد مفكر أو كاتب أو حتى سياسي لا يعرفون معانى مفردات لغته الخاصة أو حتى لغتهم ومع ذلك يقيمون من أنفسهم أوصياء على الوطن والدين والحاكم نفسه مدعين حمايتهم لكل القيم النبيلة والوطنيه تزلفا للنظام وشهرة أيضا، أين هم الآن، هل شاهدوا حلقة السيد رامز مع الفاجر سوبر ستار وماذا هم فاعلون أم أنهم يشعرون أن هؤلاء كبار جدا ولن يطولهم أحد؟... لكن يبدو أن صناع البذاءة درجات وعلى رأس بعضهم ريشة بل وتاج أيضا.

fotuheng@gmail.com 
 

الجريدة الرسمية