رئيس التحرير
عصام كامل

السيناريو «الأمريكي - الإخواني» لهدم مصر.. عبد الغفار الدويك يواصل رسم ملامح مستقبل الإخوان: الإسلاميون حولوا الربيع العربي لخريف طويل.. إدارة أوباما دعمت «توحش الإرهاب».. وسقوط مص

فيتو

يواصل الخبير الإستراتيجي الدكتور عبد الغفار عفيفي الدويك، رسم ملامح مستقبل جماعة الإخوان الإرهابية، في ظل موجة الإرهاب التي تجتاح العالم العربي، بمباركة الجماعة ودعمها.


وفي هذا السياق قال دويك «غير خاف أن الولايات المتحدة كانت على تواصل وتعاون مع الإخوان المسلمين منذ بداية الألفية الجديدة، وكانوا يرون أنهم البديل الوحيد المتاح لهم بعد أن قرروا إزاحة مبارك قسرا، وخططوا للإخوان الإرهابية دورا حيويا في المؤامرة الأمريكية تحت مسمى "الفوضى الخلاقة"، التي كان من أولى مراحلها ثورات الربيع والتي أسقطت نظم ديكتاتورية»



خريف طويل
وتابع «إلا أن الثورات أتت على العالم العربي برياح خريف طويلة الأمد لم تكن الشعوب مهيئة لها لغياب رؤية اليوم التالي للثورة عن فكر من أستخدموا كأدوات للتغير سواء بعلم أو بدون، لكن المؤكد أن الجميع كان ضحية للمؤامرة الأمريكية الكبرى والتي صبت كاملة لصالح إسرائيل».

وأضاف «تؤكد كل المؤشرات أنه ما كان للإرهاب أن يتوحش في المنطقة دون دعم دولي تقوده الولايات المتحدة، وإمعانا في الارتباك تتباين مواقف المؤسسات الأمريكية وكأنها دول داخل الدولة الأمريكية، فالبيت الأبيض يشجب، والمخابرات تعبئ وتدعم الإرهاب وتؤزر مؤيديه في أنقرة والدوحة، وتحول دون سقوط بشار، والخارجية تجري حوارا وتستعد لفرض إيران قوة نووية بالمنطقة.».

وتابع «ومنذ أسابيع كشفت الأجهزة الأمنية المصرية عن تنظيم إرهابي دولي كبير يخطط لاستكمال مراحل الفوضى الخلاقة بأيدي ودعم إقليمي، يحاول فرض معادلة الإرهاب بكل قوة ويمد أذرعه في قلب الوادي والمنشآت الحكومية، ناهيك عما ما يجري بالتوازي في سيناء وشرق ليبيا لإشغال قواتها المسلحة عن مهامها الرئيسية، تنفيذًا للسيناريو الأمريكي الأسود في إعادة تقسيم الشرق الأوسط».

وأوضح «برغم الانكشاف الإستراتيجي لأوراق اللعبة الأمريكية في المنطقة اعتمادًا على كل من: تركيا وإيران وإسرائيل في إطار توزيع الأدوار، هناك انقسام واضح في العالم العربي شعوبًا وحكومات حول سياسات الولايات المتحدة الأمريكية من منظورين متباينين: الأول ينطلق من أنها حامية العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، يدعمها مواقفها الإيجابية، بجانب مصر في عام 1956م عندما رفضت العدوان الثلاثي (بريطانيا، فرنسا، إسرائيل) على مصر».

وتابع «كما كان للرئيس "كنيدي" موقف أخلاقي آخر من خلال رفضه أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة للصراع والتسلح النووي وقد دفع حياته ثمنًا لها، فالسيد "كارتر" كان نصيرًا للحرية والعدالة، وكان لبوش الأب موقف أخلاقي في إقامة تحالف دولي ضد احتلال العراق لدولة الكويت، وحاول كلينتون إصلاح ما أفسده الدهر، وتم توقيع أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 1993»

وأشار إلى «المنظور الثاني ينطلق من دعمها المطلق لإسرائيل، في إطار فلك الصهيونية العالمية، وعلى وجه الخصوص سيطرتها على مفاصل حركة البيت الأبيض مثل دعم الرئيس "جونسون" لإسرائيل في عدوانها على ثلاث دول عربية عام 1967م، وتأييد ريجان 1982م لإسرائيل في عدوانها على جنوب لبنان، أما بوش الابن فقد تحالف مع الشيطان "الإرهاب" في إطار خداع إستراتيجي وأخيرًا إصرار إدارة أوباما ودعمها لإرهاب داعش والإخوان الإرهابية في المنطقة ككل».


أوباما والإرهاب
واستكمل الدويك تحليله قائلا «نستشهد هنا برأي ساسة الولايات المتحدة الأمريكية، فقد ذكر تشيني أمام "معهد أمريكان إنتربرايز" (American Enterprise Institute ) في سبتمبر2014م منتقدًا إدارة أوباما بسبب رعونة مواقفها مع جماعات الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين) وعما ما يحدث في مصر قال "إن أوباما انتهج سياسة أسهمت في تصاعد الإرهاب في الشرق الأوسط، وأسهب قائلًا: "إن جماعة الإخوان المسلمين هي مصدر تفريخ أغلب الإرهابيين في العالم"، ودعا البيت الأبيض أن يعتبرها "منظمة إرهابية"، كما انتقد تشيني قرار تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر آنذاك ووصفه بأنه خطأ فادح وهي في حالة حرب ضد الإرهاب الدولي".

وأضاف «أما هيلاري كلينتون، فقد طرحت رؤية إدارة أوباما، كما جاء في مذكراتها العام الماضي التي أكدت فيها أن إستراتيجية البيت الأبيض هدفت إلى تحقيق مصلحة إسرائيل أولًا بغض النظر عن أصدقائها التاريخيين في مصر والخليج والأردن، من خلال "إعادة تشكيل المنطقة وفق رؤى جديدة تقوم على أساس إقامة كيانات جديدة على أنقاض كيانات قديمة تحقق الجديدة "المصطنعة" فيها قدر من الانسجام بين الأمة والدين والعرق والطائفة، وطبيعي أن تتحول هذه الكيانات لاحقًا إلى صراعات فيما بينها وعندئذٍ يتحول الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع هامشي»

وتابع الدويك «كما أشارت هيلاري إلى ما تم من اتفاق مع جماعة الإخوان الإرهابية مقابل قبولهم "بغلاف ديمقراطي" لنظام حكمهم والحفاظ على تفاهمات دائمة مع الوجود الإسرائيلي».

وأضاف «لنا هنا وقفة المفترض أن الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض تملك أكبر ترسانة معلوماتية واستخباراتية في العالم، وأعتقد أن مراكز الفكر والرأي في واشنطن تدرك تاريخيًا أنه لم تتحالف التيارات الدينية مع أحد إلا وغدروا به، وجماعة الإخوان الإرهابية هي التنظيم الأم الذي خرج من رحمها كل تنظيمات الإرهاب في العالم العربي والإسلامي»



جرائم الإخوان
وذكر الدويك عددا من جرائم جماعات الإسلام السياسي قائلا "ألم يغتالوا السادات بين جنوده، وحاولوا الاستئثار بالسلطة وإقامة دولة دينية في الخرطوم، وحاولوا اغتيال الرئيس مبارك مايو 1995م في أديس أبابا، أليست تجربة الإدارات الأمريكية في القرن العشرين كانت مأسوية عندما أسست ودعمت القاعدة لمحاربة الشيوعية في أفغانستان فانقلبت عليهم، وكان الكارثة الإنسانية في هجوم إرهابي شرس يوم 11 سبتمبر أدمى قلوب الإنسانية، لأن ما ارتكب عمل إجرامي بكل المقاييس لا يقره شرع أو دين، ولم تسعد به إلا الصهيونية العالمية»

وتساءل « فلماذا كل هذا الإصرار على التعاون مع القيادة الإرهابية المطلوبين للعدالة بعد الانكشاف الإستراتيجي للتنظيم الدولي للإخوان وممارسته للإرهاب، فكيف يستقبل قيادات الإخوان في واشنطن، وتدشن لهم أبواقا إعلامية في أنقرة والدوحة».

وتابع الدويك أسئلته المنطقية قائلا «أليس إصرار البيت الأبيض على سيناريو الإرهاب اللامحدود في الشرق الأوسط وصرف المليارات على تسليح تنظيمات إرهابية لإسقاط مصر، من خلال إنهاك جيشها الذي حارب جوارهم في حرب تحرير الكويت وساندهم في الحرب على الإرهاب، وتعاون معهم في تدريبات مشتركة كانت خبراته سببا في انتصار التحالف في تحرير الكويت»

وأضاف « كيف غاب عن مخططي السياسة الأمريكية أن سقوط مصر قد يكون سببًا في سقوط الغرب في مستنقع الإرهاب عندما يعود الإخوان والداعشيون إلى أوربا وأمريكا، إن إصرار البيت الأبيض على إسقاط مصر أو إرباكها يؤكد أن مانفيستو الإرهاب المعاصر للقاعدة وعناقيدها الإرهابية فيما سمي "إدارة التوحش" ليس لكاتب مجهول الهوية، بل مؤلفه حتمًا في مكان ما في واشنطن D.C».



ووجه الدويك رسالة إلى الإدارة الأمريكية قائلا «العم سام أدواتكم فاشلة في الشرق الأوسط وها هي تركيا متأرجحة بين آسيا وأوربا وحلمها التاريخي في استعادة الخلافة تقترب من نهايتها ورجبكم في طريقه للسقوط، وإيران الفارسية المقلقة تاريخيًا والمثيرة لكل فتنة طائفية ترون مناورتها وزيف ادعاءاتها في ملفها النووي ولن تتراجع عن مشروعها الفارسي في الخليج، وإسرائيل التي لم تحترم تعهداتها مع جيرانها رغم ما قدمته الولايات المتحدة لها تاريخيا تتعمد إحراجها أمام العالم كان أخرها لي ذراع البيت الأبيض أمام الكونجرس».

واختتم الدويك تحليله قائلا «أخيرا هناك سؤال موجه إلى السيد أوباما: كيف يكون الشرق الأوسط إذا سقطت مصر وتحولت إلى دولة فاشلة لا قدر الله».
الجريدة الرسمية