أبانوب وعبد الرحمن
" شهيد" هو لقب يتجاذبه الجميع، وصفة أصبحت تُمنح وتُمنع! لقب يستغله الجميع بحق وبدون حق يصبغونه على أمواتهم معتقدين أن الله جل جلاله يسير على هواهم، لقب يخلب الأفئدة وتشتهيه كل النفوس لقب يقدس الروح ويرفع النفس.
هذا اللقب الذي أصبح يثير الشك حينما نسمعه لأنه أصبح يطلق على قاتل أو لص وربما سفاح أو مغتصب وحينما نسمعه نسأل كم قتل هذا الشهيد وكم من أرواح الأبرياء حصد.. ومن أطلق عليه شهيد؟ هل جماعات إرهابية متطرفة أم سياسية متناحرة أم.؟؟... هذا اللقب العجيب امتلكته الجماعات الإرهابية لتغري به الدهماء والغوغاء راسمين للمغيبين جنة مزعومة بها ملذات جنسية مع حور العين معتقدين أن الله يكافئهم على قتلهم نفوس الأبرياء واغتصابهم حقوق البسطاء والمسلمين.
بينما يتفاخر الإرهابيون والمتطرفون بامتلاكهم الجنة التي أمموها لحسابهم واختزلوا الله وفكره داخلهم بل خيل لهم أن كلماتهم هي كلمات الله جل جلالة لذلك شعارهم الدائم شهدائنا في الجنة وقتلاهم في النار !! بينما يعتقد المتطرفون أن لقب شهيد لا يطلق إلا على اتباعهم معتقدين أن الله يسير على هواهم ويسمع لخرافاتهم.
بينما لقب شهيد لوث من العديد من التيارات الدينية والجماعات الإرهابية وعند سماعها نصاب بالشك والريبة.. إلا أن هناك شهداء الحق والواجب والوطنية من خلال أعمالهم على أرض الواقع لم يكونوا مفخخين ولم يكونوا ذابحين أو قاتلين إنما هم مدافعون عن وطن عابدين في محراب الواجب ناسكين في حب بلادهم هم أسود بشرية تعيش بفكر وطنى وبعقيدة فداء وشرف وواجب..
منهم الشهيد الحق مثل أبانوب صابر هذا الجندي الشجاع الأسد المرابط في سيناء حينما أرادت الجماعات الإرهابية تفجير كمين القوات المسلحة لم يرتعب ولم يتوان بل صوب سلاحه إلى سائق الشاحنة وأطلق الرصاص ليستشهد رغم علمه أنه سيلاقي الموت إلا أنه ضحي بنفسه لأجل مصر ولأجل أصدقائه ليحمي كمينا كاملا من انفجار مريع كان سيطيح بكل الكمين.
وهناك عبد الرحمن الذي لاقي رصاصة في جنبه لم يستسلم للموت بل دافع عن العرين كالأسد وأسقط اثني عشر إرهابيا لينال الشهادة بطلقة في الرأس ليموت مرفوع الرأس.
تخيلت في لقاء مع الشهيدين المسيحي أبانوب والمسلم عبد الرحمن شابين مختلفي الديانة متحدي الجنسية والوطنية هل أنتما شهداء ؟ سوف يجيبان نعم، نحن شهداء الواجب وحب الوطن، ولكن هناك البرهامي وعدد من السلفيين يعتبرون أبانوب ليس شهيدا بل هناك وسائل إعلام وبرامج تليفزيون تجاهلت اسم أبانوب فأسمع صوتا واحدا من شخصين نحن شهداء الحق والواجب والوطن نحن استشهدنا رافعين الرأس لنرفع رأس وطننا أمام العالم وثق أن معايير الله تختلف عن معايير هؤلاء المغيبين وثق من يتجاهل اسم أبانوب أو عبد الرحمن غير وطنيين والأهم أن دماءنا معا سفكت على أرض الفيروز لتطرح لمصر الخير فدماؤنا الممزوجة معا في تراب سيناء شاهدة للتاريخ برهان للعالم أجمع أننا أبناء مصر الحقيقيين في وحدة وحب.
لقد تجاهل الإعلام اسم الشهيد أبانوب، بينما احتفي به كل البسطاء والمواقع الاجتماعية، لقد انصهر اسم الشهيدين وكُتب على باب صوانه آية من القرآن ورحب المسيحيون بهذه المبادرة الجميلة، وكان كلماتهم نعم نحن المصريين لا نفرق بين شهدائنا، أما عن الإعلام والحكومة فقد ارتضوا لأنفسهم أن يسبحوا ضد الرغبة الشعبية فالحكومات زائلة والشعب هو الباقي وشهداء الحق لن تهدر كرامتهم بل ستتحدث ذرات رمال سيناء عن فدائيتهم ودمائهم المسفوكة لأجل اسم مصر عاليا.
Medhat00_klada@hotmail.com