(نور) يركِّب دَقن!
فبعد أن طار (أيمن نور) إلى لبنان فارًا هاربًا خائفًا من شيء ما بعد ثورة يونيو، وقضاؤه هناك عامين، البعض قال أنه يعيش في قصر منيف بحمام سباحة سُخن وساقع، والبعض قال إنه يعيش في حمام فحسب، وما بين هذا وذلك لا يُمكن أن تتشابه البيئة هنا مع البيئة هناك، ولكن ما ظل على نفس الشبه بدون اختلاف هو (نور) نفسه، ما يُعنى أن العيب ليس في البيئة المُحيطة، لكن العيب في الناس !
فأيام وجود (أيمن نور) في مصر، محاولًا التقرُّب والتزلُّف للنظام الإخوانى الإرهابى، أثبت حضرته فشله الذريع في عالم السياسة، فلم يكتف بعدم قدرته على اتخاذ قرارات أو اتباع وسائل محترمة لإثبات أحقيته بأى حاجة، ولم يُخرج لنا نظرية أو مُقترحًا أو رأيًا سياسيًا أو حلًا مُجتمعيًا ناجعًا لأية مشاكل أو تعقيدات، وإنما كان كبيره سيناريو حمضان اقترحه يوم اجتماع بعض المأفونين لمُناقشة موضوع سد النهضة على الهواء مُباشرةً، عندما تمطَّع وشبط في ديل الميكروفون على طريقة (محمد نجم) في (عش المجانين) عندما اقترح بث شائعة تقول إن مصر تسعى لامتلاك طائرات قادرة على السفر لإثيوبيا لدَك السد، ومن ثم العودة مُباشرةً للقاهرة!
وبغض النظر عن الكارثية المُفرطة في هذا الاقتراح الساذج، الذي لا يُمكن أن يُقدِّمه عيِّل أهبل بريـالة لسَّة، مع احترامنا لريـالة العيِّل إذ تبدو أكثر قيمة من ذلك، إلا أن هذا الجُزء من المسرحية الشهيرة (عش المجانين) اتظلم معانا، عندما قال (نور) إنه هيركِّب دقن، وبعدين يطلب إيد أخت حبيبته البايرة من أبوها، وأول ما يوافق، وتتحل عُقدتها، يروح شايل الدقن، وطالب إيد حبيبته، وألف مبروك وربنا يتمم بخير، إلا أنه تأكَّد ـ مُجددًا ومؤخرًا ـ أن (أيمن نور) غير قادر أبدًا على الابتكار، وأن ما كان يُردده في مصر قبل سنوات، هو نفسه ما يُردده بنفس الإلحاح وهو في لبنان، فيما صار على وشك الرحيل أو الترحيل إلى تُركيا!
فرغم مرور كُل هذا الوقت، إلا أن مزوِّر التوكيلات الشهير لا يزال عاجزًا عن الابتكار، إذ أكَّد أن رحيله من لبنان سببه تهديد حياته، قائلًا إن جهات أمنية رفيعة المستوى هُناك أكدت له كونه مُستهدفًا، وعلى لسانه يؤكد أنهم قالوا له ـ بعدما سألهم عن مَن يسعى للقضاء على حياته ـ أنه يعرف جيدًا مَن هو الساعى لقبض روحه، والدليل فعلًا قالوله، وهو دليل بات حاسما، لا يقبل التشكيك، خاصةً وأن (متولى مرزوق) سبق له واتشنق بسبب نفس الدليل في مسرحية (شاهد مشافش حاجة)!
إذن الفارق كان في تبديل اسم المسرحية فقط، خاصةً و(نور) يؤكد أنه بالفعل تعرَّض لشُعاع ليزر قبل أيام وهو في سيارته في لبنان، ما يعنى أن أحد القناصة كان راغبًا في إهدار مال عام، أو مال خاص عن طريق إطلاق رصاصة ثمينة على كلام فارغ ميسواش، ويبدو أن الأخ القناص عاد لرشده سريعًا، فبعد أن قام بتصويب شعاع الليزر على رأس (أيمن نور)، يبدو أن ضميره أنبه، واستخسر ثمن الرصاصة، أو يمكن شعاع الليزر ده كان من النوع اللى بيظهر محتويات الرأس نفسها، فاكتشف القناص إنها فاضية، وبالتالى لما تنكسر مش هتصيب صاحبها بأى ضرر، بالعكس ده كده مُمكن يكون أفيد له، فقرر القناص مُعاقبته بطريقة أكثر قسوة بالإبقاء له على رأسه في مكانها!
لم يختلف (أيمن نور) في لبنان عن (أيمن نور) في مصر، ولن يختلف عنه أكيد في تركيا، فالعُمر الباقى لن يكون مثل السابق لا في الكَم ولا الكيف ولا العار بمُناسبة أسماء الأفلام، وسيظل (نور) آكلًا أسفل موائد أعداء مصر وثورتها، طالما لم يكُن بمقدوره أن يأكُل على مائدة هذه الثورة، وسيظل يستهلك تُراثنا الكوميدى بطريقة مُبتذلة، خالية من أي قُدرة على الابتكار، ومش بعيد يطلَّع لنا إشاعة إنه من تركيا اشترى ريموت كونترول زى بتاع طيارات سد النهضة كده، وأن هذا الريموت يقدر يغيَّر النظام في مصر مثلًا، أو يرفع صوت الكام هلفوت اللى واقفين ضد إرادة الشعب، مُنادين بعودة الإرهابيين للحُكم ومن خلفهم (نور) نفسه، وإلى ذلك الحين، فقد قرر اللجوء لحُضن (أردوغان) لحمايته مش عارف من إيه الصراحة، المُهم إنه يلجأ له ويرتاحوا الاتنين سوا، وينشغلوا عننا شوية، وعلى رهان.. أول ما يشبعوا من بعض، سيكون مُبرر (نور) عند مُغادرة تركيا هو إن مخبولها سأله: إنتى جاية تشتغلى إيه؟!