رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر.. الحارس الله

الشيخ أحمد الطيب-
الشيخ أحمد الطيب- شيخ الأزهر

>> ضابط حراسات خاصة يلازم «الإمام» في تحركاته
قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير، لم يكن منصب شيخ الأزهر، هدفًا للجماعات المتطرفة، ولم تكن عمامة الإمام الأكبر ضمن اهتمامات الإرهابيين وانصب تركيزهم على قتل السياح وضرب السياحة، وحتى حين لجأوا إلى أسلوب التصفية الجسدية اختاروا مفكرين ومسئولين بعيدًا عن المؤسسة الدينية قتلوا فرج فودة، واغتالوا رفعت المحجوب، وحاولوا التخلص من نجيب محفوظ لكنهم لم يقتربوا من أعلى رأس في مؤسسة الأزهر.


ورغم الخلاف الكبير بينهم وبين شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى وهجومهم غير المسبوق على فتاويه الدينية وتصريحاته السياسية فإنهم حافظوا على «شعرة معاوية» في علاقتهم بالرجل.. تركوا ميليشياتهم الإلكترونية تشوه سمعته وتقدح في ذمته وانشغلوا هم بتقوية الروابط مع الأزهر وشيخه.

لكن العلاقة مع الشيخ أحمد الطيب اختلفت تمامًا عمن سبقوه من شيوخ الأزهر فمنذ اليوم الأول لاستلامه مهام منصبه، لم تتوقف حملات التشويه والاتهامات ضد الرجل، قالوا إنه ربيبة الحزب الوطنى، واتهموه بمجالسة شاربى الخمر خلال دراسته في فرنسا، وحين وصلوا إلى السلطة كانت معركتهم الأولى كيف يسيطرون على الأزهر، ومنذ اللحظة الأولى حدث الصدام المباشر في جامعة القاهرة، يومها أعدت الجماعة احتفالا كبيرًا للاحتفاء بوصول مرشحهم محمد مرسي إلى سدة الحكم.. ذهب الطيب إلى هناك بدعوة من رئاسة الجمهورية لكنه «ضرب كرسى في الكلوب» وأعلن انسحابه من الحفل لشعوره بالإهانة بعد أن خصص له منظمو الحفل من شباب الجماعة مكانًا يجلس فيه بعيدًا عن الصفوف الأمامية دون مراعاة للبروتوكول الذي ينص على أن يكون شيخ الأزهر في مقدمة الصفوف.

واستمرت العلاقة بين الجماعة والإمام في مرحلة شد وجذب إلى أن جاءت لحظة النهاية وشارك الطيب في بيان إعلان عزل مرسي ومن يومها وضعت الجماعة شيخ الأزهر في قائمة الأعداء وحرضت شبابها على التخلص منه في مرات عديدة بطرق غير مباشرة، الأمر الذي استدعى تشديد الحراسة على الإمام الأكبر خوفًا من تعرضه لأى مكروه بعد أن تم وضعه على قوائم المطلوبين من جماعات إرهابية متطرفة.

وبعد أيام قليلة من ثورة الـ 30 من يونيو تم تغيير الحراسة الخاصة بالطيب، وتم استبدال سيارته بأخرى مصفحة ومجهزة ضد الرصاص ليستخدمها في تحركاته، بعد تلقيه تهديدات من جماعة الإخوان، بسبب مشاركته في بيان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، ويتولى مهمة تأمين شيخ الأزهر طاقم من الضباط وأمناء الشرطة الذين يرافقونه في كل تحركاته سواء داخل المشيخة أو في مقر إقامته بالقاهرة أو حتى خلال سفرياته المتعددة إلى مسقط رأسه في "الأقصر" أقصى صعيد مصر.

ورغم أن الطيب لم يطلب زيادة عدد الأفراد المكلفين بتأمين تحركاته فإن الأجهزة الأمنية رأت أن هناك خطورة على حياة الشيخ وأن هناك مساعي عديدة لاستهدافه وتصفيته جسديًا، فبادرت وزارة الداخلية بتكثيف الحراسة حوله من خلال ضباط مؤهلين على أعلى مستوى وسيارات مصفحة على درجة عالية من الكفاءة تصاحبه في تنقلاته.

وفى الزيارات الخارجية للإمام الأكبر، يتولى ضابط الحراسات الخاصة المكلف بحمايته مهام تأمينه، ولا تتم الاستعانة بأفراد آخرين، وقبيل سفره للخارج يتسلم طاقم التأمين تقريرًا مفصلا عن الحالة الأمنية في الدولة المقرر زيارتها ومدى قدرة جهاز الأمن في تلك الدولة على توفير التأمين اللازم لشخصية في حجم ووزن شيخ الأزهر.
الجريدة الرسمية