بالفيديو والصور.. أصحاب الكهف «فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ».. خلاف بين العلماء حول مكان «مغارة» الشباب الصالحين.. 33 كهفًا حول العالم محل جدل بين خبراء الحفريات.. والمفسرون يرجحون
«أصحاب الكهف» من القصص التي اختلف حولها العلماء المسلمون والمسيحيون أيضًا، بشأن وقت حدوثها، ولكنهم أجمعوا على أنها حدثت في وقت تعرض فيه عدد من الفتية المؤمنين لطغيان الإمبراطور «ديقيانوس»، وحذروا قومهم مرارًا من أن يتركوا دين الله، ولكن أمام إعراض قومهم، واشتداد ظلم الملك، وتوعده لهم بالقتل، ترك الفتية مساكنهم، وآووا إلى أحد الكهوف.
وورد في سورة "الكهف" العديد من القصص القرآنية العجيبة والمتعددة، منها قصة موسى مع الخضر، وقصة ذي القرنين، وقصة الفتية المؤمنين الذين فروا بدينهم واعتزلوا قومهم فآووا إلى أحد الكهوف بوحي من الله.
موقع الكهف
اختلفت الآراء حول موقع ومكان الكهف الذي ارتبط بقصة الفتية المؤمنين المذكورة في القرآن الكريم ضمن سورة الكهف، وقد أشارت بعض الاكتشافات الأثرية في العقود الماضية، لبعض الكهوف التي تم اكتشافها بالقرب من عمان بالأردن أو أفسوس أو طرسوس أو أفشين بآسيا الصغرى (تركيا حاليا) أو حتى في فلسطين أو اسكتلندا أو سوريا أو اليمن أو إسبانيا وإيطاليا واليونان وقبرص، وصل عددهم إلى 33 كهفًا يعتقد أن أحداث القصة وقعت في أحدها.
أما بالنسبة للمكان الذي كان يعيش فيه أصحاب الكهف، فإن الآراء تتعدد وتتباين، فمنهم من قال إنها مدينتا "إفسوس" و"طرسوس" تركيا، ومنهم من قال في منطقة سحاب بعمان بالأردن، ومنهم من قال في اليمن، ومنهم من قال في سوريا، وكل منهم يدلل على صحة حجته.
ويعد القديس السوري "جيمز" (وُلد 452 ميلادية) أقدم المصادر في ذلك الصدد، واستشهد "جيبون" المؤرخ الشهير في كتابه "تدهور وسقوط الدولة الرومانية"، بالكثير من دراسة "جيمز".
كما يرى بعض المفسرين المسلمين، أن المكان الذي وقع فيه الحدث هو إما "أفسوس" أو"أفسُس"، في حين يرى "جيبون" أنه "إفسوس" لأن تلك المدينة تقع على الساحل الغربي لتركيا، واليوم يُعرف حطام تلك المدينة باسم "مدينة إفسوس العتيقة".
ويرى الباحثون المسلمون، أن الإمبراطور الذي كان يحكم البلاد في الفترة التي قام فيها أصحاب الكهف من رقدتهم اسمه "تيزوسيوس"، في حين يرى "جيبون" أن اسمه "ثيودسيوس الثاني"، وقد حكم هذا الإمبراطور البلاد في الفترة من 408 إلى 450 ميلادية بعدما دانت الإمبراطورية الرومانية بالمسيحية.
أما بالنسبة للمكان الذي كان يعيش فيه أصحاب الكهف، فإن الآراء تتعدد وتتباين، فمنهم من قال إنها مدينتا "إفسوس" و"طرسوس" تركيا، ومنهم من قال في منطقة سحاب بعمان بالأردن، ومنهم من قال في اليمن، ومنهم من قال في سوريا، وكل منهم يدلل على صحة حجته.
ويعد القديس السوري "جيمز" (وُلد 452 ميلادية) أقدم المصادر في ذلك الصدد، واستشهد "جيبون" المؤرخ الشهير في كتابه "تدهور وسقوط الدولة الرومانية"، بالكثير من دراسة "جيمز".
كما يرى بعض المفسرين المسلمين، أن المكان الذي وقع فيه الحدث هو إما "أفسوس" أو"أفسُس"، في حين يرى "جيبون" أنه "إفسوس" لأن تلك المدينة تقع على الساحل الغربي لتركيا، واليوم يُعرف حطام تلك المدينة باسم "مدينة إفسوس العتيقة".
ويرى الباحثون المسلمون، أن الإمبراطور الذي كان يحكم البلاد في الفترة التي قام فيها أصحاب الكهف من رقدتهم اسمه "تيزوسيوس"، في حين يرى "جيبون" أن اسمه "ثيودسيوس الثاني"، وقد حكم هذا الإمبراطور البلاد في الفترة من 408 إلى 450 ميلادية بعدما دانت الإمبراطورية الرومانية بالمسيحية.
7 فتية
وأشار عالم الآثار دكتور "موسى باران" في كتابه "إفسوس"، إلى مدينة "إفسوس" باعتبارها المكان الذي كان يعيش فيه مجموعة الفتية، وأضاف قائلًا:
"في عام 250 ميلادية، كان يعيش سبعة فتية في "إفسوس"، وقد اختاروا المسيحية دينًا لهم وتركوا عبادة الأوثان، وفيما هم يبحثون عن مكان للهروب بدينهم، عثروا على كهف بالمنحدر الشرقي لجبل "بيون"، وقد رأى ذلك جنود الرومان فبنوا حائطًا ليسدوا به مدخل الكهف"، وأظهرت الحفريات التي قام بها المعهد الأسترالي الأثري عام 1926، أن الآثار التي ظهرت على سفح جبل بيون تعود إلى بناء تم تشييده تكريمًا لأصحاب الكهف في منتصف القرن السابع (خلال حكم ثيودوسيوس الثاني).
ورأى علماء مسلمون، أن المكان الذي عاش فيه أصحاب الكهف هو مدينة "طرسوس"، وبالفعل فإن هناك كهفًا شديد الشبه بذلك الذي وصفه القرآن الكريم، ويقع على جبل يُعرف باسم "إنسيلوس" أو"بنسيلوس" بشمال غرب "طرسوس".
وحدد الإمام "الطبري" اسم الجبل الذي يوجد به الكهف على أنه "بينسيلوس"، وذلك في كتابه "تاريخ الأمم"، كما أوضح "فخر الدين الرازي" أن وصف القرآن الكريم للكهف ينطبق على الكهف الموجود في طرسوس.
ورد في مقالة البروفيسير الدّكتور "محمد أوزكارجيلار" المدرّس بجامعة "سوتشي إمام"، في مدينة كهرمان مرعش، نشرتها ترك برس بتاريخ 29 ديسمبر 2014 قال فيها:
"هناك أيضا أربع مغارات تحمل اسم أصحاب الكهف، فهذه المغارات موجودة في مناطق سلجوق وليجا وطرسوس وأفشين، وعلى الرّغم من ادّعاء سكّان هذه المناطق أنّ أصحاب الكهف نزلوا في المغارة الموجودة في مناطقهم، إلّا أنّ الاكتشافات والبحوث الأثرية تُرجّح أنّ أصحاب الكهف كانوا موجودين في إحدى المغارتين الموجودتين في منطقتي (طرسوس وأفشين)، وإنّ معظم علماء الدّين الإسلامي يتّفقون على أنّ حادثة أصحاب الكهف جرت في مغارة "أفسوس" الموجودة في منطقة أفشين.
شباب مرعش
فإنّ أهالي مدينة كهرمان مرعش ما زالوا يسمّون أولادهم بأسماء الشّباب السّبعة الذين تدور قصّة أصحاب الكهف حولهم، وهذا الأمر دليل على وقوع حادثة أصحاب الكهف في المغارة الموجودة في مدينة كهرمان مرعش.
كليّة أصحاب الكهف موجودة في منطقة "أفشين" التّابعة لولاية كهرمان مرعش التركية، وقد تمّ بناء هذه الكليّة خلال العصور القديمة؛ عطفًا على الشّباب السّبعة الذين تدور حولهم قصّة أصحاب الكهف، وقصّة هذه الكليّة تُعرف من قبل جميع سكّان هذه المنطقة؛ وذلك لأهميّتها التّجارية والثّقافية والعلمية، بالإضافة إلى الفن المعماري التركي المُنعكس على جدران الكليّة.
وبحسب ما تبقّى من مصادر من تلك الأيام، فإنّ الإمبراطور البيزنطي "ثيودور" الثّاني أمر ببناء الكنيسة المذكورة، ومع مرور الأيام تحوّل اسم الكنيسة إلى مسجد عيسى قبل أن تتحوّل إلى خرابةٍ، ومن ثمّ قام الأمير السلجوقي "نصر الدّين حسن بيك" المسئول عن ولاية كهرمان مرعش، بتشييد عدّة مبانٍ مكان تلك الكنيسة.
ففي عام 1215 تمّ إنشاء مبنى الرّباط؛ من أجل استيعاب الزّوار الذين يأتون لرؤية المغارة وتأمين احتياجاتهم من مسكنٍ وما شابه ذلك، أثناء القيام بالزّيارة، وما بين عامي 1215 و1234 تمّ إنشاء جامعٍ وخانٍ كبير؛ حيث تمّ بذلك إعادة إنشاء الكليّة الكبيرة.
ومع مرور الزّمن تمّ توسيع الكلية؛ حيث تمّت إضافة مدرسة في عهد (1480 – 1492) "دول قادر" ومسجدٍ للنساء عام 1500، أمّا العثمانيّون، فأنشأوا جناحًا للباشا في عام 1531.
فكلّ هذه الدّلائل، تدلّ على الاهتمام البالغ الذي أولاه الأتراك لهذه المغارة، كما تدلّ على جريان حدث أصحاب الكهف في منطقة أفشين وفي مغارة "أفسوس".
كهف الأردن
في عام 1963 قامت دائرة الآثار العامة الأردنية بحفريات أثرية تحت إشراف المرحوم رفيق وفا الدجاني في منطقة تسمى "سحاب"، وتقع على بعد نحو 13 كم جنوب شرق العاصمة الأردنية عمان.
واستدل علماء الآثار والتاريخ بعدة أدلة، ترجح بقوة أن يكون هذا الكهف هو الذي جاء ذكره في القرآن الكريم، وهذه الأدلة هي من الأدلة التاريخية التي يذكرها رجال الآثار، أن العديد من الصحابة وقادة الجيوش الإسلامية قد ذكروا أن موقع الكهف الذي يوجد به أصحاب الكهف موجود بجبل الرقيم بالأردن؛ حيث زاروا هذا الموقع وعرفوه، ومنهم الصحابي عبادة بن الصامت، الذي مر على الكهف في زمن عمر بن الخطاب، وأيضًا معاوية بن أبي سفيان، وكذلك حبيب بن مسلمة وابن عباس قد دخلوا هذا الكهف ورأوا عظام أصحاب الكهف.
الدليل الأثري: فقد أثبتت الحفريات وجود بنيان فوق هذا الكهف كان معبدا (كنيسة)، ثم تحول إلى مسجد في العصر الإسلامي، ويوجد بقايا سبعة أعمدة مصنوعة من الأحجار غير مكتملة الارتفاع ومخروطة على شكل دائري، كما يوجد بقايا محراب نصف دائري يقع فوق باب الكهف تمامًا، وبين الأعمدة الباقية بالمسجد بئر مملوءة بالماء، وهي البئر التي كان يتم استخدامها في الوضوء.
الدليل الأثري: فقد أثبتت الحفريات وجود بنيان فوق هذا الكهف كان معبدا (كنيسة)، ثم تحول إلى مسجد في العصر الإسلامي، ويوجد بقايا سبعة أعمدة مصنوعة من الأحجار غير مكتملة الارتفاع ومخروطة على شكل دائري، كما يوجد بقايا محراب نصف دائري يقع فوق باب الكهف تمامًا، وبين الأعمدة الباقية بالمسجد بئر مملوءة بالماء، وهي البئر التي كان يتم استخدامها في الوضوء.
وتم ترميم المسجد أكثر من مرة، وفقا لما هو مدون على الأحجار التي وجدت داخله، وهي تشير إلى تجديد تم عام 117 هجرية ثم عام 277 هجرية، ثم أعيد التجديد مرة أخرى عام 900 هجرية، ما يدل على اهتمام المسلمين الأوائل بهذا المسجد؛ لاقتناعهم بأنه المذكور في القرآن الكريم.
كما تم العثور على ثمانية قبور بنيت بالصخر، أربعة منها يضمها قبو يقع على يمين الداخل للكهف والأربعة الأخرى تقع في قبو على يسار الداخل للكهف، والمرجح أنها القبور التي دفن فيها الفتية التي ورد ذكرهم في القرآن، وفي المنطقة الواقعة بين القبوين في الجزء الأول من الكهف تم العثور على جمجمة لكلب، وبفكه ناب واحد وأربعة أضراس، ويوجد بالكهف دولاب زجاجي يحتوي على جمجمة الكلب، إلى جانب بعض قطع من النقود التي كانوا يستعملونها ومجموعة من الأساور والخواتم والخرز وبعض الأواني الفخارية.
كهف اليمن
ذهب رأي إلى أن مسجد أهل الكهف، يوجد في بلدة "المعقاب" أعلى قمة جبل "صبر" في مدينة تعز جنوبي اليمن، يعد واحدًا من أبرز المساجد المثيرة للجدل، والحاوي للكثير من الأسرار، وتذهب روايات تاريخية إلى أن المسجد تم بناؤه على "رفاة أهل الكهف" الذين ذكروا في القرآن.
ولا يُعرف التاريخ الحقيقي لبناء المسجد القديم، لكن مؤرخين وسكانا محليين قالوا إن شكله الحالي يعود إلى عصر الدولة الرسولية (1229 حتى 1454م).
وبحسب وكالة الأناضول، قال قيّم المسجد عبد الله محمد يحيى: "جميع المعلومات الخاصة بالمسجد نتوارثها من الأولين، وهي معلومات تاريخية على الباحثين التأكد من صحتها".
وأشار إلى بعض الترميمات التي أجريت للمسجد قبل عقدين من الزمن، وشوّهت ملامحه بشكل كبير، ويعيش المسجد حالة إهمال كبيرة من قبل السلطات المختصة والسكان المحليين في المنطقة، فبإلاضافة إلى عملية الترميم التي شوهت ملامحه، غزت المنازل الحجرية كل المساحات المحيطة به وبات بلا متنفس.
وأشار الخبير الأثري اليمني في تعز "العزي مصلح"، إلى أن المؤرخ اليمني "أبو الحسن الهمداني"، أشار في كتابه "صفة جزيرة العرب"، إلى أن أفسوس هي "مدينة الجند" حاليًّا وتبعد 21 كيلومترًا شمال شرقي مدينة تعز.
وقال "مصلح"، وهو مسئول سابق في مكتب الآثار بتعز: إن القائد التركي "حسين بن حسن باشا" قد رصف الطريق المؤدي إلى "جامع أهل الكهف" خلال توليه حكم تعز في العام 1002 هجرية، الموافق 1593م، لافتا إلى أن الإهمال بات يلف هذا الموقع الأثري النادر، الذي لا بد من وضع حماية له - بحسب قوله.
يشار إلى أن اليمن وقعت تحت الحكم العثماني من عام 1539 وحتى 1911هـ.
وقال بلال الطيب، وهو صحفي من أبناء المنطقة التي يوجد فيها المسجد: "حاليا الكهف مطمور، ولا أحد يستطيع دخوله، لكن روايات الأجداد تقول إن مشايخ صوفية دخلوه، وقاموا بتدوين شهادتهم عنه، ومنهم الشيخ الصوفي الشهير عبد القادر الجيلاني (1077 – 1166م)".