رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. انتشار مافيا اللحوم الفاسدة بأسيوط.. تجار «الوقيع» يذبحون الماشية المريضة في منازلهم.. تقليد أختام المجازر وبيع الكيلو بـ 70 جنيها.. والمطاعم والمحال تشتري بأبخس الأثمان

فيتو

"المصرى بياكل الزلط" من أكثر الأمثلة الشعبية التي ارتبطت وترسخت لدى المصريين، وشجعت الكثير منهم على تناول الأطعمة بدون التأكد من سلامتها، ورغم أن الصعيد يمتاز بأنه قائم على الزراعة، وانتشار الكثير من الأسواق به كونه مصدرًا لتوريد الماشية من قبل التجار إلى محافظة القاهرة، والمحافظات الساحلية الأخرى ورواج تجارة بيع الماشية بين قاطنيه، إلا أن انتشار الأوبئة والأمراض التي تصيب الأبقار والجاموس، كالحمى القلاعية التي تتسبب في نفوق أعداد كبيرة من رؤؤس الماشية، يدفع المزارعون لشراء ماشية مريضة بأثمان أبخس من أسعارها الأصلية.


مجازر بئر السلم

" فيتو " ترصد في هذا التقرير أسباب ظهور اللحوم الفاسدة بالأسواق، وتكشف بعض هولاء التجار الذين تحولوا إلى مافيا لتجارة اللحوم الفاسدة، والتي أصبحت كثيرًا من المحال والمطاعم تعتمد عليهم، خاصة مع رخص ثمن اللحوم الموردة إليهم وتقديمها للمواطنين على أنها لحوم طازجة، كما تخترق مجازر بئر السلم التي يتم الذبح فيها، وختم اللحوم لتخرج بعد ذلك، ولا يستطيع المواطن التفريق بينها وبين اللحوم المختومة داخل المجازر المعترف بها من قبل المحافظة والطب البيطري.

الأوبئة

قال الدكتور أحمد أبو الفتوح، بمديرية الطب البيطري بأسيوط لفيتو: إن أهم أسباب ظهور اللحوم الفاسدة هي الأوبئة التي تصيب الماشية، وتتسبب في نفوقها كالحمى القلاعية وغيرها من أمراض وبائية، خاصة مع غياب دور الطب البيطري في كثير من المناطق بالصعيد، واعتماد المزارع على وصفات بدائية لعلاج الماشية .

وأشار إلى تأخر تشغيل ثلاثة مجازر تابعة للإنتاج الحربي بأسيوط، وهي مجزر الدواجن، ومجزر الأغنام والماشية بمنقباد، ومجزر الأغنام والماشية بعرب مطير، وإغلاق مجزر المطيعة بأسيوط بعد تقديم الأهالي العديد من الشكاوى لوجوده وسط الكتلة العمرانية، موضحا أن ذلك ساهم في تشجيع بعد التجار على الذبح خارج المجازر، حتى وإن كانت الماشية مصابة.

تجار الوقيع

وأضاف: انتشر مؤخرًا تجار " الوقيع " الماشية النافقة أو المصابة بالأمراض، حيث يقومون بالحصول على تلك الماشية بأثمان بخسة، ويذبحونها داخل بيوتهم، ويقلدون الأختام التي توضع على الماشية بعد ذبحها، وسلخها وبيع لحومها للمواطنين على أنها طازجة وتوزيع كميات منها على المطاعم والمحال.

وأوضح أن ثمن الكيلو من هذه اللحوم يصل إلى 70 جنيه حيث تباع على أنها طازجة، في مراكز أسيوط رغم أن كيلو اللحوم المستوردة يباع ب45 جنيه بالمحافظة، كما أعرض مؤخرًا عدد من التجار عن الذهاب إلى المجازر، واالذبح أمام منازلهم وفوق الطرق الأسفلتية وختم اللحوم وعرضها للمواطنين كما يحدث بقرية الزاوية بأسيوط مع غياب الرقابة من التموين والطب البيطري.

الحملات

وتمكنت رئاسة مركز البداري أقصى جنوب شرق أسيوط، منذ أيام من ضبط كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة وبعض المتاجرين فيها في إحدى الحملات التموينية بإشراف اعتماد عمر عثمان مدير إدارة تموين البداري.

وتمكنت الحملات من ضبط كميات من اللحوم غير الصالحة للاستخدام الآدمي في مجزر الأمانة، إدارة "مصطفى.ع " ومجرز "شعبان. م ".

وتحفظت على كميات كبيرة من اللحوم بمجزر "المعتز بالله" ملك " محمد. م " بعد العثور على دهون متعفنة، وكبد ولحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي، للتخلص منها فور صدور إذن النيابة -بحسب بيان صحفي صادر من رئاسة مركز ومدينة البداري بأسيوط.
الجريدة الرسمية