رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تخفيض الجنيه؟ «١»


في غضون أيام تم تخفيض الجنيه المصري.. التخفيض تم بقرارات من البنك المركزي ولم يتم عفوًا.. أي أنه تخفيض ممنهج، وبالتأكيد فإنه يستهدف أن يحقق شيئا أو أمورا محددة.. فإن تخفيض أو زيادة قيمة العملة الوطنية هو أحد أدوات وآليات السياسة النقدية للبلاد المختلفة.

ولعلنا نتذكر كيف أن الصين حرصت طوال الوقت وحتى الآن على الاحتفاظ بسعر منخفض لعملتها تجاه العملات الأجنبية؛ لأنها اعتمدت في تحقيق أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم خلال السنوات الماضية على تخفيض عملتها، وهو ما أثار ضيق الولايات المتحدة والدول الأوربية، وجعلها تلح دومًا على الصين رفع سعر عملتها.. ومؤخرا حدث ذات الشيء، لجأت أوربا التي أثخنتها جراح الأزمة المالية والاقتصادية إلى تخفيض سعر عملتها الموحدة «اليورو» تجاه الدولار، وحصدت مقابل ذلك زيادة ملحوظة في صادراتها.

ولعل هذا ما وضعه في اعتباره البنك المركزي وهو يتجه إلى تخفيض الجنيه المصري، أنه أراد منح الصادرات المصرية فرصا تنافسية أفضل في أسواق العالم تشجعها على الزيادة.. ولكنه في الأغلب، أراد المساهمة بدور من خلال السياسة النقدية وإدارتها، في تشجيع الاستثمار الأجنبي في مصر ؛ لأن زيادة الصادرات سوف تظل محدودة الآفاق مادامت الاستثمارات محدودة ولا تزيد.

ولكن ماذا عن الآثار الجانبية لتخفيض سعر الجنيه، وخاصة ما يتعلق بالتضخم، وهو أحد مسئوليات البنك المركزي؟.. الإجابة نبحث فيها غدا.
الجريدة الرسمية