الصحف الأجنبية: تجريف الأراضي الزراعية يهدد الحياة في مصر.. تمثال نفرتيتي الجديد خيب ظن المصريين في فن بلادهم.. اجتماع سري للقبائل السورية في جنيف..الاتفاق النووي الإيراني لن ينهي صراعات الشرق الأوسط
تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة، صباح اليوم الأربعاء، بالعديد من القضايا الدولية التي كان من بينها التوسع العمراني في مصر، والاتفاق النووي وسر تقدم داعش.
التوسع العمراني
سلطت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية الضوء على ظاهرة التوسع العمراني في مصر، وزحف المباني على الأراضي الخضراء الخصبة، حيث تعد التربة السوداء مصدرًا حيويًا للحياة منذ عصر الفراعنة، عندما وضع المصريون القدماء أول أساليب الزراعة المتطورة في المنطقة.
وأشارت الوكالة إلى انتشار المباني على أراضي نهر النيل في كل مكان؛ بسبب التزايد السكاني في بلد يبلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، موضحة أن المصريين يعيشون على 10% فقط من مساحة البلاد، حيث تعد هذه الأراضي سلة خبز للبلاد ولكن النمو الحضري أصبح خطرًا على الأراضي الزراعية لأن المزارعين جرفوا الأرض بشكل غير قانوني، وبنوا منازل للجيل الجديد من أولادهم.
وأضافت أن البناء العمراني زاد بشكل خطير، عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في ثورة عام 2011، حيث بنى المواطنون على الأراضي الزراعية دون ترخيص، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن أو الغرامة.
ولفتت إلى تحذير العالم فاروق الباز من ارتفاع معدلات تجريف الأراضي ما يجعل مصر تفقد أراضيها الزراعية خلال 180 عامًا، ما يؤدى إلى موت المصريين جوعًا واختفاء الأراضي الرزاعية تحت الزحف العمراني الحديث.
ونقلت الوكالة عن مزارع مصري يدعى حامد فتحي يبلغ من العمر 49 عامًا، قوله: "المزارعون ليس لديهم خيار سوى البناء دون الحصول على تصاريح، الحكومة تبيع الأراضي لرجال الأعمال برخص التراب في حين لا نستطيع الحصول على بضعة أمتار لبناء بيوت لأبنائنا، ماذا يفترض بنا أن نفعل؟"
وتابعت الوكالة أنه في عام 2011، وصفت مصر في تقرير للأمم المتحدة حول مكافحة التصحر والجفاف، بأنها البلد الذي يفقد أراضيه الزراعية بسرعة عن أي بلد آخر، لافتة إلى فقد 30 ألف فدان سنويًا.
سر تقدم داعش
كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، سر نجاح تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدةً أن مقاتليه هم أشد الأسلحة فتكًا في ترسانة التنظيم الوحشي.
وأوضحت الوكالة، أن مقاتلي "داعش" يتميزون بالتتعصب والانضباط، والتسلل من أجل الوصول للهدف، الفوضى والقتال حتى الموت وارتداء أحزمة متفجرات؛ لتفجير أنفسهم بين خصومهم إذا شعروا باقتراب الهزيمة.
ونوهت الوكالة إلى أن مقاتلي التنظيم يرجع لهم الفضل في الانتصارات الميدانية المذهلة، بما فيها الاستيلاء على مدينة السخنة، مايو الماضي.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم القوات الكردية "ديدور خليل": "يبدأ عناصر التنظيم في نشر الفوضى، ومن ثم يبدءون هجومهم البري الرئيسي".
وتابعت الوكالة، أنه بالرغم من شهرة التنظيم بوحشيته المروعة، إلا أن كبار مسئولي الجيش والمخابرات العراقية والقادة الأكراد، يرون أن التنظيم أثبت تمتعه بدرجة عالية من التنظيم والقوة القتالية المرنة.
ووصفت الوكالة تكتيكات "داعش" بالإبداعية في بعض الأحيان، لاستخدامه العاصفة الرملية كغطاء لأي هجوم، وربط مقاتليه أنفسهم بالنخل لضرب قوات العدو بالأسفل، مضيفةً أن قواته تجمع بين الحرب التقليدية وحرب العصابات.
وفي هذا السياق، أضافت الصحيفة أن "داعش" يستخدم تكتيكات حرب العصابات؛ لإنهاك خصومه قبل حشد مقاتليه بالعربات المدرعة للسيطرة على منطقة ما، مؤكدةً أن المقاتلين يستخدمون التفجيرات الانتحارية كتكتيك؛ لاختراق الخطوط وإضعاف معنويات العدو.
ولكن في الآونة الآخيرة، عزز التنظيم من الدرع الأمامي للسيارات التي يستخدمها في الهجمات، كيلا يتلقى المقاتل رصاصة تنهي حياته قبل تنفيذ مهمته.
ولفتت الصحيفة إلى تنفيذ "داعش" تلك الإستراتيجيات في جبهات جديدة منها مصر، حيث استهدف التنفيذ نقاط تفتيش لجنود الجيش المصري، الأسبوع الماضي.
تمثال نفرتيتي
سلطت صحيفة "إنترناشيونال بيزنس تايمز" البريطانية الضوء على إزالة تمثال الملكة نفرتيتي، بعد موجة الغضب التي أثارها المصريين لبشاعة تصميمه، لدرجة وصفه بوحش فرانكنشتاين.
وأوضحت الصحيفة، أن مسئولي سمالوط أزالوا التمثال، الموجود عند مدخل المدينة على طريق "مصر- أسوان" السريع، لافتةً إلى الموجة التي أثارتها صور التمثال على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لإهانته الملكة وتمثالها الذي يعود لأكثر من 3 آلاف عام.
ومن جانبها، قالت شبكة "بي بي سي" البريطانية، إن التمثال الجديد الذي يحمل بعض الشبه من جمال الملكة الأسطوري، خيب ظن المصريين في فن بلادهم.
ونقلت "بيزنس تايمز" بعضًا من تغريدات المصريين على التمثال، منها تغريدة وصفت التمثال بأنه نفرتيتي بعد الإصابة بالبلهارسيا والتهاب الكبد الوبائي "سي".
اجتماع سري
صحيفة الإندبندنت البريطانية عن اجتماع سري بين العشائر السورية والقوي الغربية ودول الخليج في جنيف لبحث سبل التخلص من تنظيم داعش.
وقالت الصحيفة: "إن القبائل السورية شاهدت شعبها يذبح وعاشت مجتمعاتها في رعب وحرمان من أراضي أجدادهم".
وأوضحت الصحيفة أن القبائل السورية شكلت ائتلافا، وستكون هناك محادثات سرية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وممثل للرئيس الأمريكي باراك أوباما، بجانب المعارضة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى اجتماع زعماء القبائل أيضا مع وزراء من المملكة العربية السعودية ودول الخليج؛ لتقديم الدعم المالي والعسكري للمعارضة الرئيسية، كما سيلتقون بالعاهل الأردني، الملك عبد الله.
وأضافت الصحيفة: أن هؤلاء القادة يمارسون نفوذا هائلا، ويتمتعون بقيادة كبيرة ويدين لهم الآلاف من السوريين بالولاء من خلال نظام العشائر الموسع.
وطالب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، من زعماء العشائر قبل أسبوعين في جنيف، التوصل إلى اتفاق سلام مع الحكومة السورية.
ولفتت الصحيفة إلى أن جميع الأطراف المجتمعين في جنيف عازمون على عدم مواجهة بعضهم البعض من أجل إنقاذ بلادهم من الحرب الوحشية التي تعصف ببلادهم.
وأشارا إلى أن العشائر السورية ليس جزءا من الائتلاف السوري الوطني الذي يعيش في المنفي أو يسعون لأخذ مكانه، فبعضهم ما زال يعيش في سوريا وبعضهم اضطر للعيش في المنفي بسبب داعش أو بسبب نظام الأسد.
ونوهت الصحيفة إلى أن زعماء القبائل يشككون في نوايا الولايات المتحدة لمحاربة داعش، وقال الشيخ إياد " إننا نحارب داعش دون أي غطاء من واشنطن.. لماذا تدعمون الأكراد والمقاتلين الشيعة في العراق، ولا تقدمون هذا الغطاء لنا وخاصة أننا طلبنا المعاملة بالمثل؟".
وأضافت الصحيفة: أن الولايات المتحدة ليس القوة الأجنبية الوحيدة، وكل طرف له أجندته المختلفة، فالسعودية ودول الخليج يريدون مواجهة الرئيس بشار الأسد وأيضا داعش.
شياطين الشرق الأوسط
قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العظمي الست لن يبعد الشياطين في الشرق الأوسط، مشيرة إلى اقتراب الموعد النهائي لكبح جماح برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات.
وأوضحت الصحيفة إن الرئيس باراك أوباما لن يكون سعيدا بالتوصل لاتفاق نهائي، ولكنه سيعتبره دليل على نجاح الدبلوماسية وأنها سلاح جيد لمواجهة التهديدات العالمية، حيث يحرص أوباما على التخلص من البرنامج النووي لإيران حتى لا يثير سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط، ومنع طهران من الحصول على السلاح النووي سيخفف الصراع بين السنة والشيعة والحروب بالوكالة في المنطقة.
وأشارت إلى تزايد المعارك الطائفية في الشرق الأوسط منذ الاتفاق النووي في شهر نوفمبر عام 2013، حيث ظهر داعش وهو في الأصل من تنظيم القاعدة الذي ظهر بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وأعلنوا الخلافة في سوريا والعراق، ونشرت إيران قوات الحرس الثوري في سوريا والعراق حيث تعتمد العراق على الحرس الإيراني بدلا من الجيش، والسعودية تقصف اليمن لاستهدافها المتمردين الحوثيين من الشيعة، وفي نفس الوقت الأكراد يحاربون داعش.
وأضافت الصحيفة إن الشرق الأوسط ينزلق لأعماق شيطانية من مذابح طائفية، ولكن بطرق مختلفة والاتفاق النووي لن يغير شيئا من هذا.