رئيس التحرير
عصام كامل

آسفين يا ثورة !!


على غير عادة المصريين، كثر الأسف، كلٌ يتحسر على ليلاه؛ وليلاىَ هى الثورة.. آسفين يا ثورة..

نجد أنصار مبارك يتأسفون، متناسين شهداء الثورة، متناسين ثلاثين عامًا من الذل والفساد، يعادون الثورة منذ أن قامت، وأنصار العسكر يهتفون له متناسين مجازر عامين، محمد محمود، ماسبيرو، مجلس الوزراء، متناسين الشيخ عماد، متناسين مينا ..


وأنصار "مرسى" لا زالوا ممسكين بـ "طبلتهم"، لا يعرفون سوى مهنة "التطبيل"، متناسين "الجندى وجيكا، و... "، وكأن قتلانا ليسوا قتلاهم، وكأن دماءنا غير دمائهم، وكأن ما نحياه الآن "نهضة".. فهم كذبوا الكذبة وصدقوها.

"عملت لنا إيه الثورة؟!!!".. سمعناها كثيرًا ومازلنا نسمعها.. أرجوكم لا تُسمعوها للأم التى تتألم وجعا على ابنها الذى خرج يوم 28  يناير، صاخبا فى يوم الغضب، وما كان من النظام آنذاك سوى أن يمتص الغضب، أن يمتص الدم، أن يمتص أشلاءه..

 فهذه عادة كل الأنظمة الظالمة؛ تكميم الأفواه.. قطع الألسنة.. إسكات صوت الحق.. لقد أوجعتنا صورهم، أوجعتنا آهاتهم، فى حين اكتست مصر بالسواد حزنًا على شهدائنا ، واكتست فرحا بسقوط الحاكم الظالم القاتل، ثم ما إن تنفسنا الفرح، وما إن اكتسينا بلون النصر، إلا وقد تآمر المتآمرون علينا ليقتلوا فرحتنا.. تآمر العسكر والإخوان على الثورة.. كأننا حلمنا بالمستحيل، وكأن حقوقنا تحولت أحلاما!!.

"آسفين يا ثورة".. نجح من سمعته يقول: "لا أنام حتى ينال الشهداء حقوقهم"، هو حقا لا ينام، فهذا ليس نوما، إنما هو فى "غيبوبة"!!.

فالكرسى غايتهم.. الموت من أجل الدفاع عنه أسمى أمانيهم.. الثأر ينادى عليك أيها النائم، ينادى عليك من آخذى القلادة، وينادى عليك أيضًا من أهلك وعشيرتك، لكننى أعلم أنه "لا يعى لا يعقل لا يسمع غير أهله لا يطيع غير ولى أمره.. فهو رئيس مؤدب تربى على الطاعة ليس لأب أو لأم.. ولكن لمرشد وقادة.. تربى على تقبيل اليد ليس لأب ولا لأم، ولكن لمن يجلس على كرسى المرشد.. فكيف نطلب من هذا المؤدب أن ينصت لغير جماعته؟!!.

 وعندما يقول "أنا رئيس لكل المصريين".. فلنعلم جميعا أن "المرشد والشاطر" إعرابهما "مستثنى منه"، واجب الإضمار للعلم به، ليس إلا، كرم القاتل وقرب الظالم.. فما كان منه إلا أن أصبح قاتلًا ظالمًا كغيره، وما زال الدم ينزف، والأفواه تكمم، والفساد يعم، والفقر والجوع يقتلان المواطن المصرى.. ارحمونا يرحمكم الله.. قتلتم الثورة.. قاتلكم الله .. فما كان منى إلا أن أتأسف لمن عشت ومازلت أدافع عنها.."آسفين يا ثورة"!!.

الجريدة الرسمية