رئيس التحرير
عصام كامل

"فلسطين" وطن يُدمى وقلوب جريحة.. سكان غزة ينتظرون إعادة الإعمار وسط الركام.. معاناة من نقص المياه وتضاؤل المساعدات الإنسانية خلال رمضان.. و"حماس" تزيل المساكن المؤقتة والخيام بدعوى "عدم التصريح"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحت ظروف إنسانية قاسية، مازالت عائلات فقدت منازلها في حرب غزة بلا مأوى حقيقي، DW عربية التقت بعائلات تعيش في كرفانات وحالهم يقول: "فقدنا منازلنا في حرب لا ذنب لنا فيها، ونتساءل متى سيعاد إعمار غزة؟".

تبدأ الحاجة تهاني خليل (أم محمد)، بإشعال الحطب لإعداد الخبز؛ إيذانا بتناول وجبة الإفطار قبل موعد أذان المغرب بساعات قليلة، تساعدها الحاجة فضة حمد (أم بسام)، التي فقدت أحد أولادها في الحرب الإسرائيلية الأخيرة في غزة.

وتشير السيدتان في حوارهما مع DW عربية، إلى أنهما وعائلتهما يعيشون في كرفانات (غرف مصنوعة من الحديد) قرابة العام في ظل ظروف إنسانية صعبة.

الحاجة حسنة النجار "أم محمد"، فقدت زوجها ومنزلها المكون من ستة طوابق، لتصبح هي وأولادها الأربعة وأحفادها من بين عائلات تنقلت نزوحا ما بين مراكز الإيواء، ليستقر بهم الحال في كرافانات في بلدة خزاعة جنوب شرق القطاع.

DW عربية رصدت جانبا من معاناة بعض هذه العائلات التي فقدت منازلها، التي تسكن في الكرافانات المنتشرة في مناطق شرق وشمال غزة.

"حياة غير آدمية"
يركض الأولاد الصغار لعبًا بين طرقات عشرات الكرافانات الحديدية في منطقة خزاعة على بعد مئات الأمتار من الحدود الإسرائيلية، كرافانات أقيمت بالقرب من أنقاض مئات المنازل التي دُمرت.

الحاجة حسنة تشرح لـDW، أن الكرفانات الحديدية ينقصها الصرف الصحي والماء، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة داخلها التي تصل إلى 60 درجة مئوية.

وتحكي حسنة (أم محمد) أنها فقدت زوجها وممتلكاتها في الأنقاض، "الآن نتلقى الصدقات بعدما كنا نعطي الصدقات ونعيش حاليا عيشة لا تتناسب مع الحياة الآدمية"، تضيف الحاجة حسنة وهي تشير إلى سقف وأرضية الكرافان، لتؤكد إعادة ترميمهما على نفقتهم الخاصة.

مساعدات ضئيلة
"نعاني بكل معنى الكلمة في شهر رمضان الذي قرب على الانتهاء، في أجواء شديدة الحرارة"، هكذا يقول باسم النجار الذي فقد منزله المكون من طابقين ومزارع الدواجن وكل ممتلكاته، ويحكي باسم: "خرجت أنا وزوجتي وأطفالي مسرعين خلال الحرب بملابسنا، ولم نتمكن من حمل أوراقنا الشخصية"، ويضيف باسم أنه رزق بطفل منذ أيام، والمعاناة تزداد مع النقص الشديد في المساعدات الإنسانية المقدمة له ولعائلته.

وعن المساعدات في رمضان، يؤكد باسم أنهم يتلقون من أصحاب الخير وجبات لعشرات الأسر التي تقطن 27 كرافانا في مربعهم الخاص بعائلة النجار، ويتابع باسم حواره مع DW عربية قائلا: "كنا نعتقد أنها أيام قليلة وستبدأ عملية إعادة إعمار غزة، ولكننا نسمع وعودا تلو الأخرى ليتبين لنا أنها كاذبة".

ظروف صعبة
منازل ومناطق بأكملها دُمرت تماما ومازال ركامها قائما، فضلا عن وجود آلاف المنازل التي مازالت مدمرة جزئيا، وأصحابها "لا ذنب لهم في الحرب بل دفعوا ثمنا باهظا من حياتهم وممتلكاتهم وأموالهم فيها"، هكذا قال جميع من تحدثوا إلى DW عربية.

محمد النجار، المسئول عن كرافانات عائلة النجار، الذي رافقنا يقول: "لا نرى من هو جاد في إيجاد حلول لمشاكلنا الحياتية أو إعادة الإعمار"، ويضيف محمد النجار: "تنقلنا عدة أشهر في منازل بالإيجار، قامت وكالة الغوث (الأونروا) بدفع القيمة الإيجارية، لكننا خرجنا من هذه المنازل المؤجرة بعد توقف المساعدات المالية من الوكالة، ولا نعرف ما سنفعل أو أين نذهب؟، وسينتهي عقد إيجار الأرض المقام عليه الكرافانات في نهاية الشهر الحالي".

منازل مؤقتة
وتنتشر الخيام في المناطق الحدودية وغير الحدودية على أنقاض المنازل التي دمرتها الحرب، الكثير ممن دُمرت منازلهم ينتظرون بلهفة الأخبار التي تتناقل عن محاولات إعادة الإعمار، البعض يأس من الانتظار وحاول أن يقيم بشكل مؤقت غرفة أو غرفتين على ركام وأنقاض منازلهم المدمرة.

هنا ما يثير دهشة أبو سمير، أن بلدية الحي المسئول عنها عناصر من حماس، أخطرتهم "بإزالة الغرفة المؤقتة المبنية على أرضهم وعلى أنقاض منزلهم"، ما يحزن أبو سمير حالة التشرد التي باتوا يعيشونها، وأمر الإزالة للغرفة التي تأويهم بدعوى "عدم الحصول على رخصة بناء".


هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية