رئيس التحرير
عصام كامل

التسويق بمنطق البلاء.. السياسة الإبليسية (2)


الإسفاف فى الدعاية والإعلان هو وسيلة لقطاء العلمانية المنتسبين للإسلام زوراً وبهتاناً، بينما قلوبهم تجحد الإسلام حقًداً وحسداً وعدواناً وهم من تربوا فى أحضان الغرب الفاجر يروجون للفحش والجنون والهزيمة النفسية عند الرجال وخدش الحياء فى البيوت.


سألتُ الدكتورة "هدى صلاح"، أستاذ التسويق بالأكاديمية العربية للعلوم المالية والنقل البحرى قائلا: ما رأيك يا دكتورة فى هذه الإعلانات فأجابت: أن دور الإعلان هو الترويج والتسويق وهذه الكلمات غير لائقة وتعتبر إهانة لقيم الشعب المصرى وكانت هناك بدائل تسويقية أفضل وأقنع للمستهلك، فمثلاً لو استخدم المسوق فى إعلان بيريل أنه مشروب صحى وبديل للدواء ويعالج عدّة مشاكل لكان أوقع ولكن مدير التسويق فشل فى الإعلان واستخدم الإسفاف فى الوصول إلى هزال الناس.

أما الدكتور إيهاب مسلم خبير التسويق فكان رأيه: "البلاء موكول بالمنطق"، هذا ما ورد عن أبوبكر الصديق رضى الله عنه.

فإن سياسة الجاهلية الإعلامية فى إيقاع المسلمين فى منطق البلاء هى سياسة إبليس على وجه الحدود فى إخراج أبينا آدم عليه السلام من الجنة بإدخاله فى حرب المصطلحات والمسميات عندما غرر به فى الطعام من شجرة الخلد وأنّى لبشر أن يُخلّد؟!

ولكنه بلاء المصطلحات والأسماء وحرب الألفاظ ..... لقد استطاع إبليس وهو يملك رصيد التجربة البشرية أن يعود بالجاهلية للواقع من خلال مصطلح العلمانية بأركانها السالف ذكرها.

• ولقد جاء فى صحيح البخارى: أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل على أعرابيٌّ يعوده، قال: ( لا بأس، طهور إن شاء الله)، فقال الأعرابى: طهور؟!!! كلا، بل هى حمى تفور، أو تثور، على شيخ كبير، تزيره القبور.
فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فنعم إذا).
مات الرجل لأنه نطق بالبلاء (بل حمى تفور.. تزيره القبور)، ولم يلتمس الطهور من الذنب بالمرض الذى هو من قدَر الله ابتداءً والذى قدّرهُ الله كفارة .

• كما جاء فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم: "عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ، إنَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ، وإن أصابَهُ ما يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلَّا المؤمنُ".

• ولقد جاء عن إبراهيم النَخعى أنه قال: "إنى لأجد نفسى تحدثنى بالشىء فما يمنعنى أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى بمثله".
• وانشد ابن بهلول: "لا تنطقن بما كرهت فربما.. عبث اللسان بحادث فيكون".

مدافعة واقع بلاء التسويق ركيزة إيمانية

لابد أن يتحرك المدافعون المخلصون من أبناء الدعوة فى مدافعة هؤلاء المسفهين بملاحقتهم قضائيا أولا بأول حتى يحترموا قيم مجتمعهم المسلم وألا يتجاوز أذاهم حدود أشخاصهم إلى باقى المجتمع المسلم "فنصلح ما يفسدون".
الجريدة الرسمية