رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا».. خلاف العلماء حول مدة بقاء نبي الله يونس في بطن الحوت.. دعا أهل «نينوى» إلى التوحيد 9 سنوات.. ولا دليل على وجود قبره بالم

فيتو


لم تذكر كتب التفسير، على وجه الدقة، المدة التي عاشها نبي الله يونس- عليه السلام- ولم يرد أي خبر عن قبره إلا ما يردده أهل العراق من أنه مدفون في مدينة الموصل، قبل أن يتعرض القبر للتفجير، مؤخرًا، على يد عناصر تنظيم «داعش الإرهابي».


وقال أهل التفسير إن قوم يونس كانوا بمدينة "نينوى " من أرض الموصل وكانوا يعبدون الأصنام، فأرسل الله إليهم يونس عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك ما هم عليه فأبوا فقيل: إنه أقام يدعوهم تسع سنين فيئس من إيمانهم فوعدهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام.

وقالوا: هو رجل لا يكذب فارقبوه فإن أقام معكم وبين أظهركم فلا عليكم، وإن ارتحل عنكم فهو نزول العذاب لا شك.

نزول العذاب
قال ابن مسعود، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد من السلف والخلف: فلما خرج من بين ظهرانيهم وتحققوا نزول العذاب بهم، قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة، وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم، فلبسوا المسوح، وفرقوا بين كل بهيمة وولدها، ثم عجوا إلى الله عز وجل، وصرخوا وتضرعوا إليه، وتمسكنوا لديه، وبكى الرجال والنساء، والبنون والبنات، والأمهات، وجأرت الأنعام والدواب والمواشي، ورغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وحملانها، وكانت ساعة عظيمة هائلة، فكشف الله العظيم، بحوله وقوته، ورأفته ورحمته، عنهم العذاب الذي كان قد اتصل بهم بسببه، ودار على رءوسهم كقطع الليل المظلم.

قصة الحوت
لما ذهب عليه السلام مغاضبا بسبب قومه، ركب سفينة في البحر، فلجت بهم واضطربت، وماجت بهم وثقلت بما فيها، وكادوا يغرقون، على ما ذكره المفسرون، قالوا: فتشاوروا فيما بينهم على أن يقترعوا، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة، ليتخففوا منه، فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبي الله يونس، فلم يسمحوا به، فأعادوها ثانية فوقعت عليه أيضا، فشمر ليخلع ثيابه ويلقي بنفسه، فأبوا عليه ذلك، ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضا.

ألقى بنفسه في البحر وبعث الله حوتا عظيما فالتقمه، وأمره الله تعالى: ألا يأكل له لحما، ولا يهشم له عظما، فليس لك برزق، فأخذه فطاف به البحار كلها.

وقيل: إنه ابتلع ذلك الحوت حوت آخر أكبر منه. قالوا: ولما استقر في جوف الحوت، حسب أنه قد مات، فحرك جوارحه فتحركت، فإذا هو حي، فخر لله ساجدا، وقال: يا رب، اتخذت لك مسجدا لم يعبدك أحد في مثله.

واختلفوا في مقدار لبثه في بطنه؛ فقال مجالد عن الشعبي: التقمه ضحى، ولفظه عشية. وقال قتادة: مكث فيه ثلاثا. وقال جعفر الصادق سبعة أيام وقال سعيد بن أبي الحسن، وأبو مالك: مكث في جوفه أربعين يوما. والله أعلم كم مقدار ما لبث فيه.

وروى ابن جرير في تفسيره والبزار في مسنده من حديث محمد بن إسحاق عمن حدثه عن عبدالله بن رافع مولى أم سلمة سمعت أبي هريرة يقول: قال رسول الله: «لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت فلما انتهى به أسفل البحر فسمع تسبيح الحيتان للرحمن، وحتى سمع تسبيح الحصى لفالق الحب والنوى، فسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة تسبيحه، فقالوا: يا ربنا إنا نسمع صوتًا بأرض غريبة فقال: ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر. فقالوا العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح؟ قال: نعم. قال فشفعوا له عند ذلك».

قال تعالى: «وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين». سورة الأنبياء {87: 88}.

طرح بالعراء، وأنبت الله عليه اليقطينة (يقال إنها نبات القرع) وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض- أو قال: هشاش الأرض- قال: فتنفشخ عليه فترويه من لبنها، كل عشية وبكرة، حتى نبت. ولم تذكر الكتب المدة التي عاشها بعد ذلك أو أين توفي أو متى؟

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز، مفتى السعودية السابق رحمه الله: ومن ادعى أن قبر يونس موجود، فكله كذب لا صحة له.
الجريدة الرسمية