رئيس التحرير
عصام كامل

5 مليارات جنيه خسائر "السكك الحديدية" وخبراء يكتبون روشتة إصلاحها.. تشغيل قطارات البضائع المتوقفة.. التخلص من العمالة غير المدربة.. تشجيع القطاع الخاص.. وزيادة التعريفة "الأهم"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف التقرير النهائي لختام الموازنة العامة لهيئة السكك الحديدية، للعام المالي 2014 - 2015، أنها حققت خسائر صافية بنحو 5 مليارات جنيه عن عام 2014؛ حيث بلغت مصروفات الهيئة خلال هذا العام 7 مليارات جنيه، بينما حققت إيرادات بـ2.11 مليار.


وأرجع التقرير الذي تلقى نسخة منه المهندس هاني ضاحي، وزير النقل، زيادة العجز إلى ارتفاع السولار وزيادة الأجور.

وأكد المهندس وجدي رضوان، معاون الوزير للسكة الحديد، خلال تصريحات صحفية، أن خسائر الهيئة في آخر 4 سنوات بلغت 12 مليار جنيه؛ حيث بلغت المصروفات 20 مليار جنيه، والإيرادات 8 مليارات جنيه.

زيادة التعريفة
وفي هذا الإطار، قال الدكتور مجدي صلاح - أستاذ الطرق لـ"فيتو": إن الحل لتعويض خسائر السكة الحديد هو زيادة التعريفة، للدرجات الأولى والثانية والثالثة من أجل تغطية الخسائر، لافتا إلى ضرورة إعادة هيكلة السكة الحديد بأكملها، خاصة أن هناك أعباء كثيرة مثل العمالة غير المدربة التي لا تحقق أي دخل للهيئة، وتعتبر عبئا كبيرا عليها.

القطارات المتوقفة
وأضاف صلاح، أنه لا بد من تشغيل قطارات البضائع التي توقفت منذ فترة لتعويض بعض الخسائر، خاصة أنها توقفت لعدم وجود تجهيزات لها من قبل الهيئة؛ نظرا للظروف الاقتصادية التي تمر بها، مؤكدا أنه في حال تطوير قطارات نقل البضائع وإنشاء سكك لها داخل الموانئ، وتوصيلها ببعض الشركات ستغطي كثيرا من الخسائر.

وأضاف أن قطاع التذاكر يحقق جزءا كبيرا من الخسائر؛ نظرا لعدم وجود تذاكر كافية في بعض الأوقات، وبيعها في السوق السوداء في أوقات أخرى، لافتا إلى أنه في قطارات الدرجة الثالثة لا يشتري بعض الأشخاص التذاكر على الإطلاق، ما يؤدي إلى خسائر فادحة في قطاع السكك الحديدية، وبالتالي يتطلب إصلاح المنظومة إعادة هيكلة الهيئة ووضع خطة لإدارتها.

خطة كاملة
ومن جانبه، قال الدكتور أسامة عقيل - خبير الطرق - إن هناك خطة كاملة لإصلاح السكة الحديد لكن الدولة لا تريد الإصلاح، لافتا إلى أن الخبراء تقدموا بخطط للإصلاح قبل ذلك؛ للتركيز على الخطوط الرئيسية وتطويرها؛ لأن هناك أكثر من 80% من الخطوط لا يوجد عليها كثافة ركاب تماما، مثل قطارات السويس ومطروح وغيرها من الخطوط، وفي بعض الأحيان تقوم الرحلة بـ10 ركاب فقط مما يحقق خسائر عالية للهيئة.

تكاليف عالية
وأضاف الدكتور خالد عباس، عميد معهد النقل القومي، أن أسباب الخسائر في السكك الحديدية تشمل التكاليف العالية في التشغيل والصيانة والعمالة، لافتا إلى وجود عدد كبير من العمالة لا يحقق أي دخل للهيئة.

وأوضح أن هناك أسطولا من القطارات المتهالكة، الذي يتكلف صيانة عالية، ويعود للأعطال مرة أخرى، مشيرا إلى أن التزام الهيئة أيضا بعدم رفع تعريفة الركاب أدى أيضًا إلى ارتفاع الخسائر.

منظومة متدهورة
قال الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ هندسة السكك الحديدية: "إن منظومة السكك الحديدية متدهورة منذ 40 عاما"، مشيرا إلى أن هناك قطارات متهالكة لا بد من تغييرها، وقطارات باهظة الثمن لا توجد لها قطع غيار، إضافة إلى عدم وجود خبرة نتيجة استيراد قطارات لا توجد لها قطع غيار.

وأوضح مبروك، أن القطارات لا توجد بها صيانة؛ نظرا لعدم وجود عمالة مدربة مما يزيد من قيمة الخسائر، مشيرا إلى وجود نحو 1800 مزلقان سكة حديد بمصر لا تعمل بالتكنولوجا الحديثة، ما يؤدي إلى زيادة الحوادث.

ولفت إلى وجود 9 آلاف كيلو متر من السكك الحديد و4 آلاف مزلقان في مصر، ما يعني وجود مزلقان كل 2 كيلو، موضحا أنها مزلقانات عشوائية تتسبب في كثير من الحوادث كما حدث في الأيام الماضية.

وتابع أن هناك مشروعات كثيرة تعود على الدولة بالكثير، مثل إنشاء فنادق ومستشفيات ومنتجعات على جانبي السكة الحديد؛ للاستفادة من هذه الأماكن ولتعويض الخسائر.

تشجيع القطاع الخاص
وأشار مبروك، إلى أن اليابان لديها 12 شركة سكة حديد تتبع القطاع الخاص وشركة واحدة تابعة للقطاع الحكومي، وأنه لا بد من فتح المجال للقطاع الخاص للدخول لهذه المنظومة لكي تنجح، موضحا أن مستوى الخدمة سيئ للغاية، وأنه في حال تحسن الخدمة سيعتمد المواطنون على القطارات وستعوض الخسائر.
الجريدة الرسمية