شيخ الأزهر: اجتماع السقيفة نموذج مبكر لديمقراطية المسلمين
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن الإمامة مفهوم إلهي عند الشيعة، بينما هو عند السنة مفهوم خاضع للأحكام البشرية.
وأضاف أن أهل السنة يرون أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم ينص على أحد من بعده وترك المسلمين أحرارًا فيمن يختارون؛ مثلما حدث في اجتماع الصحابة في السقيفة واختاروا سيدنا أبا بكر -رضي الله عنه- خليفة للمسلمين بطريقة ديمقراطية.
وأشار إلى أن الشيعة يقولون: "إن النبي حدد إماما من بعده؛ وهو الإمام على بن أبي طالب-رضي الله عنه- وأن المسألة لا تخضع لاختيار الأمة ولا لاختيار المسلمين، بل الإمام دائما يُحدد من فوق سبع سماوات؛ إذ الإمام منصوص عليه بالوحي ويسميه النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ثم يسميه الإمام للإمام الذي يليه؛ وهو اختيار إلهي".
وأضاف في حديثه اليومي، الذي سيذاع على الفضائية المصرية قبيل الإفطار: "إن مسألة الإمامة لا توجد عند أهل السنة من جذورها، وإنما يوجد عندهم ما يسمى بانتخاب أهل الحل والعقد أو أهل الرأي الذين يجتمعون وينتخبون من بينهم شخصًا يسمى بالخليفة".
وأكد أن الخليفة ليس معصومًا؛ لكنه معصوم عند الشيعة الذين يقولون بعصمة الإمام المنصوص عليه من النبي –صلى الله عليه وسلم- أو المنصوص عليه بالوحي، وتكون عصمته مثل عصمة الرسول -صلي الله عليه وسلم- وعصمة الإمام لا دخل لاختيار الأمة فيها.
وبين الإمام الأكبر أن الإمامة عند الشيعة أصل من أصول الدين، وليست أمرا متروكا لتقدير الناس أو اختيارهم، ومن لا يعتقد بذلك فلا يكون شيعيًّا، بل لا يكون مسلمًا عندهم، مشيرًا إلى أن الخلافة عند أهل السنة فليست من أصول الدين، وإنما هي من المسائل العملية، إذ لما كانت هناك أحكام تتطلب خليفة أو حاكمًا وجب اختيار الأمة لخليفة يقيم لها الأحكام ويحفظ عليها شريعة الإسلام.
واختتم حديثه بأن باب الإمامة عند أهل السنة محله في الأصل كتب الفقه بخلاف الشيعة فإن محله عندهم في كتب العقائد، وقد ترد مسألة الإمامة عند السنة في باب العقائد، ليس لأنها أصل، وإنما لما يترتب عليها من خلاف دخل في العقائد بين السنة والشيعة، وكأنهم يقولون لولا أن الشيعة قالوا إنها أصل من أصول الدين، ما درسناها في كتب العقائد؛ لأن الإمامة من الأحكام العملية.