رئيس التحرير
عصام كامل

سوريا ما بعد الأسد


بدأت الإدارة الأمريكية فى بحث سبل الإطاحة بنظام "الأسد" مع المعارضة السورية، وكان اهتمام الولايات المتحدة ينصب حول تخوفاتها من ظهور جماعات إرهابية قد يخلفه الانفلات الأمنى الذى من المتوقع أن يحدث بعد سقوط "الأسد".


وحذر مسئول رفيع المستوى بالبيت الأبيض من تحول سوريا إلى عراق جديدة، وتتحول إلى بلد تفتتها الصراعات والفتنة على مدار سنوات متعاقبة.

وأضاف المسئول الأمريكى أن إدارة "أوباما" قد شددت على المعارضة السورية بأن الحل لا يكمن فى حل الجيش السورى بعد إسقاط الأسد، لأن هذا القرار لن يجلب سوى حرب أهلية جديدة تماما مثل ما حدث فى العراق، بعد قرار الولايات المتحدة بحل الجيش العراقى عام 2003، لذلك الولايات المتحدة تضع خطة عمل مع المعارضة السورية لتأمين انتقال أمن للسلطة، خاصة إن الوضع فى سوريا لم يعد يحتمل بعد الصراعات التى قسمت البلاد منذ بداية الأزمة منذ عامين تقريبا.

وبالفعل بدأت المعارضة السورية فى المطالبة بخطوات حاسمة للسيطرة قدر الإمكان على الوضع فى سوريا من خلال نيتها فى تشكيل حكومة انتقالية تضم أعضاء ائتلاف المعارضة السورية، بالإضافة إلى النداءات التى طالبت بتمثيل للمعارضة السورية دوليا من خلال تخصيص مقعد لها فى الجامعة العربية، والمؤتمر الإسلامى الدولى.

وقد طالب "معاذ الخطيب" رئيس ائتلاف المعارضة السورية بألا يتم اتخاذ خطوات مفاجئة قد تعرض المعارضة للانقسام، والذى سيعمق بدوره من جراح الأزمة السورية التى لا تحتمل أى فوضى جديدة، ولذلك نادى الخطيب بتشكيل سلطة تنفيذية فى المناطق السورية التى تم تحريرها بدلا من الحكومة الانتقالية التى قد تعجز عن إدارة البلاد.

وبالنسبة للجيش السورى، فقد وضع اللواء "سليم إدريس"- قائد الجيش السورى الحر خطة لإعادة هيكلة الجيش بعد سقوط الأسد، وذلك من خلال حصر الضباط والقادة الذين تعاونوا مع المعارضة السورية أو انشقوا عن نظام "الأسد" وترقيتهم إلى مناصب قيادية بالجيش، ووضع "لائحة سوداء" لأولئك الذين ظلوا موالين للنظام.

ولكن ماذا عن الوضع الحالى فى سوريا على أرض الواقع؟ فالتقارير تؤكد أن الثوار قد سيطروا على أغلب المدن بشمال سوريا، بالإضافة إلى سيطرتهم على أكثر من 60% من إجمالى الناتج المحلى، لذلك إسقاط الأسد يبدو قريبا للغاية، ولكن المهمة الأصعب هى بإحلال الأمن فى المناطق التى سيطر عليها الثوار من خلال تشكيلهم حكومة قوية قادرة على العبور بسوريا إلى بر الأمان.

ولكن لأكون صادقا..سوريا ستحتاج إلى المساعدات الدولية أكثر بعد سقوط الأسد، للنهوض باقتصاد هذه البلد التى ستخرج من الأزمة لتواجه تحديات جديدة، لن تتخطاها سوى بالمساعدات الأوربية والعربية.

نقلا عن الإندبندنت البريطانية


الجريدة الرسمية