"حاضر ونعم" تضعف شخصية طفلك
يفخر الآباء دائمًا بأبنائهم إذا ما وجدوهم دومًا سمعًا وطاعة "حاضر ونعم"، دون أدنى نقاش أو حوار أو تعليق أو إبداء الرأى، ظنًا منهم أن تلك الصفة تميّز أبناءهم، فيظل الوالدان حريصَين على تنمية تلك الصفة فى أبنائهما ويمتدحوها، دون أن يعلما بالعواقب الوخيمة التى ستظهر فى ما بعد نتيجة هذا الأسلوب الخاطئ فى التربية.
فاتن عدلى أستاذ بالمركز القومى للبحوث التربوية، تقول إن هذا الأسلوب يؤثّر على شخصية الطفل فى ما بعد، لأن الطفل لديه عديد من الطاقات، منها القدرة على الحوار، فقتل هذا الحوار داخل الطفل يقضى على النقد والتحليل بداخله، ويصبح متلقيًا فقط لكل ما يُتلى عليه.
وتوضح فاتن أن النتائج السلبية لهذا الأسلوب الخاطئ تظهر بوضوح فى فترة البلوغ والمراهقة، فإما يتحول الطفل إلى شخصية عدوانية متمردة بشكل مبالغ فيه، إلى جانب محاولات مستمرة منه فى إثبات الذات والوجود بأى طريقة أيًّا كانت خاطئة، مثل الإصرار على رأى خاطئ قد يضرّه، أو يتحول الطفل إلى العكس تمامًا، ليصبح شخصًا إنطوائيًّا سلبيًّا مترددًا ضعيف الشخصية لا يستطيع اتخاذ قرار مصيرى بمفرده حتى إن كان رب أسرة يتعلق مصيرها ونجاحها على قراراته.