الثائر المغوار.. أبو العينين الجبار!
ليس من حق كل من هب ودب أن يتشعلق في سبنسة الثورة.. وليس من حق من قفزوا من مركب عشق جمال مبارك أن يحدثونا عن مناقشاتهم الفكرية مع جمال، واعتراضاتهم ضد جمال وملاحظات تهم عليه.. قد يكون من حق الوزراء المتورطين في عصر مبارك أن يعلنوا أنهم كانوا ضد النظام، وأنهم كانوا جزءًا من المعارضة، ولكن ليس من حق محمد أبو العينين بتاع السيراميك أن يعلن أو يشير أو يحاول التمويه من قريب أو بعيد إلى أن رابطة سرية ربطته بالمذكورة، سواء تلك التي أسقطت نظام مبارك أو هذه التي أسقطت فاشية الإخوان.
أقول ذلك بمناسبة سخريته على الهواء مباشرة في دكانته المسماة مجازًا “قناة صدى البلد” عندما قال في معرض تهنئته للأخ أحمد موسى بمناسبة البراءة “نرحب بثوار ٢٥ يناير في قناة صدى البلد” فالمذكور -أبوالعينين- لم يضبط متورطًا بفعل ثورى، وقد اختزلت ثورة سيادته فيما استفاد منه طوال أيام مبارك، حيث أصبح بلا مقدمات واحدا من أثرياء مصر زاده الله وبارك له فيما رزقه!!
الأخ محمد أبو العينين بتاع السيراميك ظل لشهور طويلة مختفيا، يخشى أن تلمحه الكاميرات أو تراه عيون الصحفيين.. ظل على تلك الحالة وحدث ما حدث معه، ولن نطيل فيما حدث له، فهو يعلم ونحن نعلم أكثر مما يعلم.. ظل على حالة الهروب الطوعى حتى وصل الإخوان إلى سدة الحكم.. لم يصبر طويلا حتى مد يد العون وبحث في دفاتره القديمة والحديثة عن وسيط فلم يُرهق كثيرا حيث انتشر سماسرة الإخوان مثل باعة المناديل في شوارع القاهرة.
وكان منه ما كان.. دفع من تحت الترابيزة ومن فوقها بحثا عن ستر كان كثيرون يحلمون به.. كثيرون غيروا بطاقاتهم، وآخرون أطلقوا لحاهم، وفريق ثالث وجد السكة في اعتياد المساجد.. مساجد الجماعة.. المهم أن أبو العينين بتاع السيراميك انتقل من مدح طنطاوي، وأصدر قراره بنشر إعلان يهنئ فيه الرئيس الجديد محمد مرسي بالنجاح.. في الحقيقة لم يطلب الإخوان إعلانا من محمد أبو العينين بتاع السيراميك، وإنما هو تطوع بذلك مثلما كان متطوعا أيام مبارك، غير أن مبارك كان صاحب أفضال عليه وعلى كثيرين من أمثاله.
ولم يكتف الرجل بذلك بل إن حسن البرنس القيادى الإخوانى أصبح بقدرة التحول الدرامى الكبير في حياة أبو العينين كاتبا في موقع صدى البلد الذي يمتلكه رجل الأعمال صنيعة نظام مبارك.. لن نتحدث عن صفقات طمأنة الإخوان لأبو العينين ولا عن طمأنة قواعد الوطنى ليعملوا تحت لواء الإخوان، ويخوضوا المعارك بالنيابة عنهم.. في ذلك الوقت كنا ضمن فريق المتعاطفين مع أبو العينين، خشية أن يكون الرجل قد تعرض لضغوط.. غير أن هذه الضغوط لم تفرض عليه ما كان يقدمه من انبطاح على طول المدى ودون مبرر واضح.
ليس من حق أبو العينين أن يردد في خيلاء بأنه يرحب بثوار ٢٥ يناير، فلا الرجل كان ثائرا، ولا حتى كان ضمن الفريق الذي التزم داره وبكى على خطاياه.. لم يكن ضمن الفريق الذي ناضل ليثبت للجميع أنه لم يكن جزءا من فساد النظام، ولم يكن جزءا من معادلته.. كل ما نعرفه أنه كان جزءا من باعة التاريخ لصالح الحاضر أيا كان هذا الحاضر.. حتى لو كان هذا الحاضر تحكمه جماعة تتاجر بالوطن.. أيضا لا أتصور أن يكون أبو العينين جزءا من نظام ٣٠ يونيو.. محمد أبو العينين ليس إلا جزءا من نظام «الكرسي» !!