رئيس التحرير
عصام كامل

ثلاث مراحل في حياة «الإرهابي».. «الإعداد الفكري» واستغلال التعصب والمشاكل بحجة رفع راية الإسلام.. «التأهيل» وشحن النفوس واستحلال الدماء وتبريرها بـ«أحكام الشريعة

فيتو

الحياة المتطرفة والأفكار التكفيرية والدينية المتشددة، يتم صناعتها عبر الاستعانة بالمناخ السياسي، والاجتماعى، وأصول الشريعة، في برامج إعداد العناصر، أما عن الطابع المسلح «تحويل الإنسان إلى آلة قتل»، فهو ينبع من داخل الإنسان، عن طريق الإحساس بـ «الاضطهاد والتهميش».


شروط العضو
وتعتمد الجماعات المتطرفة في أساس اختيار عضو الجماعة على شروط محددة، تتوافر في طبيعة الإنسان، ليتحول بها إلى عضو فعال، يجنى ثماره في المستقبل، وترتكز هذه الشروط على نقطتين «التشدد الدينى، ورفض الغير»، والتي تكون لبنة بناء العقيدة التكفيرية، ومن ثم يمر العضو بثلاث مراحل «الإعداد الفكرى، التأهيل الجسدى والنفسى، ومرحل التنفيذ».

«الإعداد الفكرى»
تستخدم الجماعات وحدات خاصة للإعداد الفكرى، وتغيير عقيدة العضو بشكل جذرى، والتي تناسب قواعد الحياة العنيفة والترهيب والقتل، وتستغل في ذلك النزعة الدينية، والمشاكل المجتمعية، والصراعات السياسية، لتحويل الفكر المعتدل إلى فكر تكفيرى.

يقول سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتجية، إن الجماعات الإرهابية، تعتمد على الصفات الإنسانية لمرحلة الإعداد للعنصر، تبدأ بأسس التربية، والفكر الثقافى، والمستوى التعليمى، وطبيعة رفض الغير، والتكوين الأسرى، عن طريق وحدات متخصصة، موضحًا بأن فترات الإعداد تعتمد على قدرة الفرد على الاستيعاب والتطبيق.

مشاكل الفرد
وأضاف غطاس، بأن الجماعات تستغل باحترافية، مشاكل الفرد، من مشاكل عائلية، ونفسية، وجنسية، ومن ثم يتم بث الخطابات والوعود، عن حياة الجنة ونعيم الآخرة، والتضحية من أجل راية الإسلام، ونصرة المسلمين، وعظمة الاستشهاد، وغيرها، وفى بعض الأحيان يتم الاستعانة بأعضاء العصابات، ويكون إعدادهم أسهل من الفرد العادى.

انتهاز الفرصة
وأشار غطاس، إلى أن الفكر المتطرف مترسخ لدى الملايين من المواطنين، فقط كل ما حدث تواجد تنظيم استطاع التقاط هذه العناصر، وأضاف بأن 4% من الشعب يؤيد الفكر المتطرف، والذي تتخذه الجماعات الإرهابية منهجا لها، وفى مقدمتها «داعش»، بالإضافة إلى وجود 6% يؤيدون الفكر المعتدل، والمجهز لتغيير أفكاره للفكر المتطرف، منتظرين فقط انتهاز الفرصة للانضام لهذه الجماعات.

اَليات التجنيد
فيما أكد غطاس، على أن اَليات التجنيد والإمكانيات تعمل على إعداد الفرد أيضًا، وذلك عن طريق المساجد، والزاوية، منابر الإسلام بالإضافة إلى توجيه الأفراد وجهًا لوجه، من قبل العناصر، بجانب شبكة الإنترنت، وتستغل الجماعة وفرة الأموال، والدعم المعنوى واللوجسيتي أيضًا في إعداد الفرد.

وتابع: «وأثناء إعداد العناصر تستعين وحدات الإعداد، بالمناهج الدينية، وقصص التعذيب والقتل لأوئل المسلمين، كمبرر لأفعالهم، بالإضافة إلى بعض مناهج التدريس الأزهرى، والتي تعتبر البنية الأساسية في خطة الإعداد الممنهجة، لإعداد العنصر الإرهابى».

«مرحلة التأهيل»
وتعد مرحلة التأهيل الخطوة الثانية في حياة العناصر الإرهابية، وتتم على يد نخبة الجماعة، عن طريق التأهيل الجسدى والنفسى، للقيام بأعمال العنف والقتل واستحلال الدم، دون الشعور بالذنب، والاعتقاد بأن حمل السلاح السبيل الأوحد للتغير، ونصر الدين.

الاختلاف الجذرى
وقال محمد هاشم الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن مرحلة تأهيل العنصر للقيام بأعمال القتل، تعتمد على خبرة المدربين من قبل الجماعة، والتي اختلفت عما قبل بشكل كبير، واعتمدت الجماعات الإرهابية خلال الفترات الماضية، على تأهيل الفرد، للاعتداء على الأفراد من أجل قضية محددة، لا يوجد بها استحلال الدم، بدليل المواجهات بالرصاص وجهًا بوجه، والحفاظ على أرواح غير المعنين بالقضية.

شحن النفوس
وأضاف هشام، أن الجماعات تعمل على ترسيخ أفكار العنف والقتل واستحلال الدم، وعدم الشعور بالذنب، وتبريرها بأحكام الشريعة، ورفع الحالة الروحانية عندهم، وشحن النفوس بنعيم الحياة الأخرى، واستخدام الواقع المحيط، لتأجيج العنف داخل النفوس، ومن ثم يبدأ التأهيل الجسدى، والاستعداد لتنفيذ العمليات الإرهابية، ويظهر من خلالها قدرة الفرد على القيام بالأعمال الإرهابية المختلفة، ويتم تقسيمهم إلى مجموعات تتخصص كل واحده بعمل منفردة، من وحدة العمليات الانتحارية، ووحدات المواجهة، ووحدات البحث ونشر الفكر، وغيرها من المجموعات.

الاستشهاديون الهواة
وتابع أن بعض الجماعات الإرهابية الحديثة تستخدم الاستشهاديين الهواة، والذين تأسسوا خارج التنظيم، وهم مجموعات صغيرة من خارج التنظيم، عمدوا في بداية حياتهم على العمل الشعبى للتغيير، وعقب أحداث العنف الأخيرة، تحولوا إلى آلة قتل.

«مرحلة التنفيذ»
أما المرحلة الثالثة في حياة الفرد، مرحلة التنفيذ القتل المستمر، والتي تنتهى بحياة الفرد، إما بقتله في عملية انتحارية، أو الموت بسبب الاشتباكات، أو الهروب إلى المنفى، أو السجن مدى الحياة.

مرحلة الفصل
وأكد سمير غطاس، أن مرحلة التنفيذ، تبدأ بطرح العنصر الإرهابى في عملية القتل الأولى، والتي تعتبر مرحل الفصل في حياة الإنسان، وذلك بسبب صعوبتها على نفس الإنسان، وبعد الانتهاء من عملية القتل الأولى، يبدأ العنصر في القتل دون توقف، ودون الشعور بالذنب تجاه الضحايا، بهدف الجهاد، ورفع راية الإسلام عالية.
الجريدة الرسمية