رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى مولده.. «زكريا محيي الدين» الرجل الذي يكرهه الإخوان.. نائب «عبد الناصر» وأول من تنبأ بخطر الجماعة.. طالب بإعدام كتب الإرهابية وتنقيح التاريخ الإسلامي.. رفض رئاسة الجمهورية

زكريا محي الدين
زكريا محي الدين

«لقد كلفت زميلي وصديقي وأخي زكريا محيي الدين بأن يتولي منصب رئيس الجمهورية»، بتلك الكلمات فاجأ عبدالناصر المصريين في 9 يونيو 1967 وبعد ساعات قليلة من النكسة التي تعرض لها الجيش المصري بعد الاجتياح الإسرائيلي للقوات المصرية في سيناء.


خطاب عبدالناصر الشهير والذي أطلق عليه خطاب التنحي، لم يكن يعلم زكريا محيي الدين عنه شيئًا، بل ولم يتم إخباره بأنه سيتولى رئاسة الجمهورية في وقت كهذا، ووفقًا لرواية الكاتب محمد حسنين هيكل أن ناصر اختار في بداية الأمر شمس بدران قبل أن يقترح هيكل اسم زكريا محيي الدين.

سبب الاختيار
وكان سبب اختيار زكريا محيي الدين بالتحديد كما يقول حسين الشافعي عضو مجلس قيادة الثورة في كتابه من أيام ناصر والسادات، هو قدرته على التعامل مع الأمريكان بجانب علاقته الجيدة التي تمكنه من ذلك، بجانب قبول الرجل من الناحية الشعبية وإدراكه بكيفية إدارة الدولة.

المولد
زكريا محيي الدين المولود في مثل هذا اليوم 5 يوليو من عام 1918 رفض المنصب الذي عرض عليه وتم الاعتداء عليه من الجماهير المصرية التي رفضت أن يكون هناك بديل لناصر، ولكن سبب رفض محيي الدين لم يكن من أجل ثقل المسئولية أن يتولى بلد تعرضت لنكسة بل كان السبب الرئيسي إنه لم ير زعيم لمصر سوى عبدالناصر ومن هنا رفض الرئاسة واختار ترديد شعار المصريين "لا تتنحى".

علاقته بناصر
كان الرجل الصامت الذي رحل في هدوء ولم يتحدث كثيرًا كغيره من أعضاء مجلس قيادة الثورة، علاقة قديمة مع ناصر تعود إلى عام 1938 حينما تعرف على ناصر في منقباد بأسيوط، ليسافر مع ناصر وباقي أفراد الجيش المصري إلى السودان ثم فلسطين التي كان لها أكبر الأثر في تشكيل الضباط الأحرار وكان محيي الدين هو همزة الوصل بين القوات المصرية وقوات الجيش المحاصرة في الفلوجا التي التقي فيها مع عبدالحكيم عامر وناصر وبدأت الأفكار تتلاحم بين الثلاثة في ضرورة التخلص من النظام الملكي وأن حل القضية الفلسطينية يبدأ من مصر.

مجلس قيادة الثورة
رغم قدم علاقته مع ناصر ومشاركته لجميع أفكار مجلس قيادة الثورة إلا إنه لم ينضم رسميًا إلى الضباط الأحرار إلى قبل قيام الثورة بثلاثة أشهر، وكانت مهمته محاصرة القصور الملكية أثناء قيام الثورة، وأثناء تواجد الملك فاروق، وهو ما نجح فيها محيي الدين ليتولي عام 1952 منصب مدير المخابرات الحربية في الفترة من 1952 وحتى 1953، وبعدها وزيرا للداخلية.

رجل المهام الصعبة
رجل المهام الصعبة وموضع ثقة عبدالناصر، هكذا تشير كافة المناصب التي تولاها محي الدين فناهيك عن إنه أحد القلائل الذين استمروا مع عبد الناصر بعد أن دبت الخلافات بين أعضاء مجلس قيادة الثورة بسبب بعض السياسات ما دفع البعض أن يتنحي عن الصورة الرسمية ظل محيي الدين فتولي مناصب وزير الداخلية لمصر وسوريا أثناء الوحدة، فرئيسا للجنة العليا للسد العالي حتى صدر عام 1965 تعيينه نائب لرئيس الجمهورية.

الصرامة والحدة والترويج لليبرالية والعلاقات الخارجية كلها صفات تجمعت في الرجل الذي اختاره ناصر ليخلفه، بجانب علاقته الجيدة مع الأمريكان باعتباره أحد الوجوه التي تعمل في المجال الأمني فكان مؤسس لجهاز المخابرات المصرية.

عدو الإخوان الأول
محي الدين الذي ولد في محافظة القليوبية وتلقي تعليمه في الكتاتيب ثم مدرسة العباسية إلى أن التحق بالكلية الحربية، كان له الدور الأكبر في محاربة جماعة الإخوان ويظهر هذا من التقرير الذي كتبه محي الدين بعد أن أسس جهاز المخابرات العامة وتولي وزارة الداخلية مدى إدراكه بخطر تلك الجماعة فطالب في التقرير الذي رفعه بعبد الناصر مصادرة كافة الكتب والنشرات لتلك الجماعة بجانب تغيير مناهج تدريس التاريخ الإسلامي بما يتناسب مع المرحلة الجديدة، ومنعهم من الالتحاق في السلك العسكري وأقربائهم حتى الدرجة الثالثة، وتفنيد مزاعمهم بأنهم من حاربوا في فلسطين.

كما طالب بمحاسبتهم بشدة على أي لقاء فردي أو زيارات أو اجتماعات واستئصال السرطان الموجود الآن، أعدم كل من ثبت تورطهم في عمليات إرهابية.
الجريدة الرسمية