قيادي إخواني يطرح مبادرة لـ«حل جماعة الإخوان في مصر».. بان: لحماية المنتمين فكريًا للجماعة.. النجار: سلاح ذو حدين..الاستسلام والهزيمة لحماية باقى الأعضاء.. والعودة للعمل السري والحل مناورة
باءت كل المبادرات التي تم طرحها من قادة سياسيين أو أحزاب أو شخصيات عامة لإتمام المصالحة الوطنية بين جماعة الإخوان والدولة بالفشل لأنها لم تكن إلا مناورات لكسب المزيد من الوقت لصالح عناصر الإخوان أو لفرض واقع جديد للجماعة بعد أن انتهت تماما وجاءت آخر هذه المبادرات باقتراح القيادى الإخوانى أشرف عبد الغفار حل تنظيم جماعة الإخوان في مصر ولو بشكل مؤقت، خاصة بعد مقتل عدد من أعضاء الجماعة في مدينة 6 أكتوبر.
وأشار القيادي الإخواني، في مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن وزارة الداخلية دعت المواطنين إلی الإبلاغ عن أنصار الجماعة وقياداتها، موضحًا أن حل الجماعة في مصر بات أمرا ضروريا؛ وتابع: "إن الجماعة فكرة وحل التنظيم لن يقتل الفكرة أو يقضي عليها".
حماية للجماعة
ويقول أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية إن دعوة حل الجماعة جاءت متأخرة وتقطع الطريق على فكرة الصراع القائم بين الجماعة والدولة، وتحمى المنتمين للجماعة فكريا أو حتى تنظيميا ولم ينخرط في أي أعمال عنف وهم العدد الأكبر.
مشيرا إلى أن دعوة أشرف عبد الغفار القيادي بجماعة الإخوان، إلى حل تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية داخل مصر، جاءت حقنًا للدماء وحفاظًا على أعضاء التنظيم.
وأوضح بان في تصريح لـ"فيتو"، أنها دعوة تصدر من قيادى في التنظيم الدولى وجاءت تأييدا لدعوة جمال عبد الستار القيادى بالجماعة أيضا من تركيا وأتصور أنها من الممكن أن تلقى تجاوب العقلاء في الخارج والداخل.
مناورة للجماعة
ويقول هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن دعوة أشرف عبدالغفار القيادي الإخوانى إلى حل التنظيم داخل مصر، محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجماعة بإعلان حلها، ومن ثم انسياب باقى أعضائها في المجتمع فلا يكونون عرضة للملاحقات الأمنية والرصد.
سلاح ذو حدين
وأوضح النجار في تصريح لـ"فيتو"، هذا الطرح سلاح ذو حدين بالنسبة للتنظيم، فقد يفهم منه استسلامًا وإعلانًا للهزيمة وهروبًا من ميدان الصراع مع الدولة، وقد يفهم منه أنه يسعى بذلك لتحويل الجماعة بالكلية إلى العمل السرى، وما الحل في هذه الحالة إلا مناورة لا أكثر.
وأضاف النجار، من الممكن أن يفهم منه أن الجماعة تتعرض لانقسامات شديدة بالفعل وتسعى من خلال طرح الحل إلى تدارك أزمة ما بعد الانقسام واستباقها بإجراء احترازى يخفى حجم ومقدار الانقسامات داخلها.