رئيس التحرير
عصام كامل

أطفال وتلاميذ ينتحرون.. «طفل» يتخلص من حياته شنقًا بسوهاج خوفًا من عقاب والده.. وآخر بالشرقية بسبب «الامتحان».. شجار بين «صبي» و«ابن الجيران» يكتب نهاية إنسان..

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بات انتحار الأطفال ظاهرة خطيرة جدًا ومعقّدة، انتشرت على مستوى العالم، بدون أن تأخذ حقها في البحث والدراسة، ووفق دراسات حديثة قليلة أُجرِيَت في الولايات المتحدة وسويسرا واليابان، يتضح أنّ هناك تزايدًا في انتحار الأطفال والسلوك المحفوف بالأخطار على نحوٍ كان معروفًا سابقًا عن المراهقين فقط.


طفل سوهاج
آخر حوادث الانتحار، شهدتها مدينة طهطا بمحافظة بسوهاج، اليوم السبت، حيث أقدم طفل في الصف الخامس الابتدائي، على التخلص من حياته شنقًا بعد تسلله إلى أعلى أسطح المنزل؛ خوفًا من عقاب والده له بعد تشاجره مع طفل من أبناء الجيران.

وانتقل إلى مكان الواقعة العميد عمر خطاب، رئيس البحث الجنائي بمركز طهطا، وخلال الفحص تبين وجود جثة الطفل "عبد الرحمن جابر محمود جابر" (12 عامًا) بالصف الخامس الابتدائي، ملفوفًا بحبل من رقبته ومعلق بماسورة حديدية، أعلى سطح منزله، وبسؤال والد الطفل جابر محمود جابر، رجح قيام نجله بالانتحار خوفًا من محاسبته، فتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات.

ولم تكن هذه حالة الانتحار الوحيدة التي أقبل عليها طفل بسبب الخوف من والديه، ونرصد أبرز حالات انتحار الأطفال بسبب الخوف.

الخوف من الامتحان
وفي يوليو 2014، تخلص طالب بالصف الثاني الإعدادي، بمركز أنشاص بالشرقية من حياته شنقًا داخل غرفته؛ بسبب صعوبة الامتحان وخوفًا من معاقبة والديه، وتم التحفظ على جثته، تحت تصرف النيابة، وتبين من تحريات المباحث أن الطالب قام بشنق نفسه؛ لصعوبة الامتحان وخوفًا من عقاب والديه، في حالة الرسوب.

منعه من رحلة
كما أقدم طالب بالصف الأول الإعدادي بقرية كفر إبراش بالشرقية، على التخلص من حياته بالانتحار شنقًا؛ بسبب حرمانه من الذهاب مع مجموعة من أصدقائه في رحلة لمدة يوم، وتبين من التحريات أن الطالب بالصف الأول الإعدادي، قام بشنق نفسه بسلك داخل غرفته بعد أن رفض والده ذهابه في رحلة مع أصدقائه خوفًا عليه.

الطفل شخصية هشة
وقال الدكتور أحمد الباسوسي، أستاذ الطب النفسي: "إن الانتحار يرتبط ببناء الشخصية، وإن الطفل شخصية هشة، يتسرع في أخذ القرار"، لافتًا إلى أن التركيب النفسي للطفل مختلف عن الكبار، وأن قرار الانتحار سواءً من العقاب أو الخوف من الوالدين، يرتبط بحالة من الاكتئاب والهلع تصيب الطفل قبل أن يُقبِل على لانتحار، ولابد للوالدين أن يدركوا ذلك قبل أن يصل الطفل لهذه الحالة.

البناء النفسي
وأشار "الباسوسي" إلى أن الخوف دائمًا يرتبط بالبناء النفسي، وأن الأسرة عليها عامل كبير جدًا في تكوين البناء النفسي؛ نظرا للمعاملات التي يتلقاها الطفل من والديه بأن يكون الأب أو الأم دائمًا تهدده بالضرب والعقاب، فيسبب ذلك نوعًا من الإحباط والخوف والعقاب بالمدرسة أيضًا، فيحاول الطفل أن يلقي بنفسه، في أي مكان؛ خوفًا من المدرس أو الوالدين.

عُرضة للأزمات
ومن جانبه، يقول الدكتور محمد فايد، أستاذ الطب النفسي: "إن الطفل حتى إذا لم يقم بالانتحار في هذا السن المبكر سيكون عرضة للانتحار في المستقبل، أو عُرضة للأزمات؛ نظرًا لأنه يعاني نوعًا من الاضطرابات النفسية في هذا السن، تجعله لا يستطيع مواجهة الضغوط الشديدة، مثل الخوف من الامتحانات والمشاجرات، والخوف من عقاب الوالدين"، لافتًا إلى أن الأب والأم لابد أن يكتشفوا حالة الطفل مبكرًا وليس عندما ينتحر؛ نظرًا لأنه تظهر عليه الأعراض قبل أن يُقبِل على الانتحار، مشيرًا إلى أن البيئة الأسرية تكون السبب وراء هذه حالات الانتحار.
الجريدة الرسمية