رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم عطية لنجوم الدراما المصرية: عفوًا لقد نفد رصيدكم

 الكاتب إبراهيم عطية،
الكاتب إبراهيم عطية، رئيس اتحاد كتاب فرع الشرقية

قال الكاتب إبراهيم عطية، رئيس اتحاد كتاب فرع الشرقية والقناة وسيناء: "إن ما يعرض من طوفان الأعمال الدرامية في رمضان يجعلنا نتعجب مما يقدم من أعمال درامية مليئة بالألفاظ المتدنية التي تخدش حياء المتلقي والإشارات والإيحاءات الجنسية وأعمال البلطجة والقتل".


وأضاف أن هذه المسلسلات تصور المجتمع المصري وكأنه لا يوجد به إلا هذه النماذج وما فيها من العجب العجاب وقال: "فنجد مسلسل مصطفى شعبان (مولانا العاشق)، يظهر البطل الدنجوان ابن البلد الذي تذوب النساء عشقًا فيه، عبارة عن توليفة من التصوف الممزوج بالبلطجة والعنف والدعارة، يقابله (الصعلوك) لخالد الصاوي، نفس الفكرة التي تعتمد على التصوف في جو من أعمال من البلطجة والعنف وعالم تجارة السلاح".

وتابع: "نجد الطامة الكبرى في (حارة اليهود) التي تحاول اللعب على وجدان المصريين لتغيير عقيدتهم نحو العدو الصهيوني، كأنهم هم الأبرياء والإخوان هم العدو الذي يهدد الشعب المصري، يقابلها (حارات بوخارست) بنفس التقنيات والفكرة، ويأتي (ولي العهد) المصنوع خصيصا لحمادة هلال، يناقش قضية الميراث في جو من المؤامرات بين الإخوة والعصابات في بنية درامية مترهلة، أما مسلسل (العهد9 الذي يحاول مؤلفه ومخرجه سطر واقع مغاير للفت الانتباه للنية وغرائبية الأحداث".

وأكد أن عادل إمام يستدرك في "أستاذ ورئيس قسم" ما يدور في المجتمع المصري من صراعات سياسية يضعها في بنية ساخرة للتأكيد على أن المجتمع صار لا يوجد به معارضة حقيقية، نتيجة ممارسات السلطة الحاكمة، وتظهر الصنعة والتكلف الدرامي لصالح النجم الفرد الذي يسير الأحداث في فلكه كنوع من الكوميديا السوداء.

وقال:" إن "يوميات زوجة مفروسة لداليا البحيري، وسمير غانم ورجاء الجداوي به استظراف واستخفاف ويصر أحمد مكي على سخافة مسلسله "الكبير قوي" في الجزء السابع وطرح موضوعات فنتازيا ليس لها صلة بالواقع، وتطل علينا هيفاء وهبي في مريم وفي صحبة فيفي عبده في مولد وصاحبه غايب".

وتابع: "إنها أعمال درامية مقتبسة من أفلام أبيض وأسود مثل تمر حنة، أما الاستظراف الدرامي في مسلسل يا (أنا يا أنتي) بين فيفي عبده وسمية الخشاب فيدعو إلى السخرية الدراما الهابطة، وحركات الفهلوة والنصب".

وأشار إلى أنه من الغريب في الأمر أن هذا الكم من الأعمال الدرامية تم إنتاجها بأكثر من 90 مليون جنيه والمحصلة صفر، وتظهر أن نجوم الدرامية المصرية نفد رصيدهم الفني لدى جمهور المشاهدين.

وقال: "ويؤكد ذلك انصرافهم إلى المتابعة بشغف للدراما الهندية والسورية نتيجة عدم قناعتهم بما يقدم في الدراما المصرية المغيبة البعيدة كل البعد عن واقعنا المصري في ظل الأجواء الثورية والواقع الاقتصادي المرير وانفصالها تماما عن قضاياه، هذا بخلاف البرامج السخيفة المقتبسة من فكرة واحدة تدور في فلكها".

وأوضح أن ما يقدم في الدراما من إنشاد ديني للعب على الوجدان الشعبي المتدين لجذب انتباه المتلقي وقال: "عندما نشاهد (مولانا العاشق) نتذكر حسن أربيسك لصلاح السعدني لكنها بشكل يناسب ما تغير في المجتمع".

وطالب بوقفة جادة للدراما المصرية وإنتاج أعمال أدبية فهناك روايات كثيرة للمبدعين تعالج قضايا المجتمع للنهوض من الكبوة التي تعانيها الدراما المصرية التي تراجعت كثيرا عن القيام بدورها في نشر الوعي وتهذيب الشخصية لخطورتها في دخولها إلى المتلقي في عقر داره في غرفة نومه، ولتصحيح المسار لبناء مواطن صالح يسهم في بناء وطنه.
الجريدة الرسمية