«سي إن إن»: التحقيقات الألمانية حول تجسس واشنطن يشمل حرية الصحافة
أكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن تحقيق البرلمان الألماني حول تجسس إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الصحفيين الألمان، يشمل تهديد حرية الصحافة.
وأوضحت الشبكة، أن منسق الاستخبارات الألمانية، جونتر هييس، أدلى بشهادته قبل تركيز لجنة التحقيق البرلمانية الألمانية "البوندستاج" على أنشطة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على ألمانيا وجهاز مخابراتها.
وأكدت الشبكة، أن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على المسؤلين الألمان ليس جديدًا، ولكنها مستمرة مما أثار غضب دعاة حرية الصحافة وهؤلاء الذين لا يزالون يعانون من الحكومة القمعية سواء الشيوعية أو النازية، لافتة إلى كشف مجلة دير شبيجل الألمانية، عام 2013، عن تجسس الوكالة على هاتف المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل".
ونشر موقع "ويكيليكس"، الخميس الماضي، مزيدًا من المعلومات عن حيرة المسئولين الألمان بشأن الأزمة المالية اليونانية، وترجح المعلومات أن وكالة الأمن القومي الأمريكي كانت تتجسس أيضًا على وزراء ألمان بجانب "أنجيلا ميركل".
وطلب سفير الولايات المتحدة في ألمانيا "جون ايمرسون" لقاء وزير مكتب المستشارية الاتحادية "بيتر ألتماير" لمناقشة الأخبار.
وعلمت "سي إن إن"، أنه في أوائل صيف 2011، التقى رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية في برلين بـمنسق الاستخبارات الألمانية هييس، ومساعده جيدو مولر، لاتخاذ إجراءات ضد نائب هييس وهو "هانز جوزيف فوربيك" لتسريبه معلومات سرية للصحافيين.
ولم ينكر أو يؤكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "نيد بريس" الحقائق التي حصلت عليها "سي إن إن"، قائلًا: "الناس في جميع انحاء العالم، بغض النظر عن جنسياتهم، يجب أن يعرفوا أن الولايات المتحدة لا تتجسس على الناس العاديين الذين لا يهددون أمنها القومي".
وأردف "بريس": "رغم أننا لسنا بصدد مناقشة أهداف محددة، ولكننا أوضحنا مرارًا وتكرارًا أن الولايات المتحدة لا تجمع معلومات استخباراتية بغرض قمع المعارضة، أو حرمان أي شخص على أساس إنتمائه، عرقه أو دينه".
وقال أحد الصحفيين الألمان للشبكة، رفض الكشف عن اسمه خوفًا من حكومته والحكومة الأمريكية: "شعور مرير بأن نعلم أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تتجسس على الصحافيين من الدول الأخرى"، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال تصدر من دولة استبدادية كروسيا أو الصين، وليس ديموقراطية كالولايات المتحدة".
ونوهت الشبكة عن الصحافي أنه ركز في حواره معها على أن "المستشارية الألمانية متواطئة في ذلك، وهو ما يثير تساؤلات حول ما تعرفه المستشارية بالضبط عن التجسس الأمريكي ومتى عرفته".
وتابع الصحفي: "حرية الصحافة يكفلها الدستور ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في ألمانيا أيضًا"، مشيرا إلى أن الصحافة التي يجب عليها الخوف من الترصد والتجسس، لا تعتبر صحافة حرة.