بالفيديو والصور.. «ذو الكفل» «سَلَامٌ عَلَى الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ».. قبر «ابن أيوب» يثير الجدل بين العلماء.. مؤرخون يؤكدون وفاته بسيناء وقبر باسمه في العراق.. والم
اختلف المفسرون حول «ذي الكفل»، هل هو نبي، أم رجل صالح؟ والمشهور أنه من أنبياء الله، وكان يصلي كل يوم مائة صلاة، وقيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففعل فسمي بـ«ذي الكفل».
جبل قاسيون
لم تذكر الكتب المدة التي عاشها يقال: إنه ولد في مصر وتوفي في سيناء أيام التيه الثانية، قال أهل التاريخ: ذو الكفل هو ابن أيوب- عليه السلام- وقد بعثه الله بعد «أيوب»، وكان مقامه في الشام وأهل دمشق يتناقلون أن له قبرا في جبل هناك يشرف على دمشق يسمى «قاسيون»، إلا أن بعض العلماء يرون أنه ليس بنبي وإنما هو رجل من الصالحين من بني إسرائيل، ورجح ابن كثير نبوته لأن الله تعالى قرنه مع الأنبياء وقيل إنه دفن بجوار والده أيوب عليه السلام في أرض الشام (سوريا).
قال ابن كثير: فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونًا مع هؤلاء الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام وهذا هو المشهور.
قال الرازي: "والأكثرون أنه من الأنبياء عليهم السلام، وقال الآلوسي: "وظاهر نظم ذي الكفل في سلك الأنبياء عليهم السلام أنه منهم، وهو الذي ذهب إليه الأكثر".
دعوته ورسالته
والقرآن الكريم لم يزد على ذكر اسمه في عداد الأنبياء أما دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل إليهم فلم يتعرض لشيء من ذلك لا بالإجمال ولا بالتفصيل لذلك نمسك عن الخوض في موضوع دعوته حيث إن كثيرا من المؤرخين لم يوردوا عنه إلا الشيء اليسير.
ويذكر بعض المؤرخين أن ذا الكفل تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل وذكروا بعض القصص في ذلك ولكنها قصص تحتاج إلى تثبت وإلى تمحيص وتدقيق.
وروى ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق داود بن أبي هند، عن مجاهد أنه قال: لما كبر اليسع قال: لو أني استخلفت رجلًا على الناس يعمل عليهم في حياتي، حتى أنظر كيف يعمل.
فجمع الناس فقال: من يتقبل لي بثلاث أستخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب، فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟، قال: نعم، فردهم ذلك اليوم، وقال مثلها اليوم الآخر، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال: أنا، فاستخلف اليسع ذلك الرجل، الذي هو ذو الكفل.
مع إبليس
جعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بذى الكفل، فأعياهم ذلك. فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النّومة فدقّ الباب، فقال ذو الكفل: من هذا؟ قال: شيخ كبير مظلوم.، فقام ذو الكفل ففتح الباب، فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، وما فعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذي الكفل بين الناس، وذهبت القائلة، فقال ذو الكفل: إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك.
فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام، لكن الشيخ لم يحضر للمجلس، وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ، وعقد المجلس في اليوم التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضا، ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب، فقال: من هذا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم، ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فائتني؟ فقال الشيخ: إنهم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني، فقال ذو الكفل: انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فائتني.
ففاتته القائلة، فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعنَّ أحدًا يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم، فقدم الشيخ، فمنعوه من الدخول، فقال: قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا: لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحدًا يقربه، فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل، فاستيقظ ذوالكفل، وقال لأهله: ألم آمركم ألا يدخل على أحد؟ فقالوا: لم ندع أحدا يقترب، فانظر من أين دخل، فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت، فعرفه فقال: أَعَدُو اللهِ؟ قال: نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك.
فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به، وروى ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس قريبا من هذا السياق، هكذا روى عن عبد الله بن الحارث ومحمد بن قيس وابن حجيرة الأكبر وغيرهم من السلف نحو هذا.
قبر ذي الكفل
يقع قبر نبي الله ذي الكفل (عليه السلام) وأصحابه الصالحين في بلدة الكفل، الواقعة على نهر الفرات في منتصف الطريق الذي يربط محافظة بابل بمحافظة النجف في العراق وتشتهر ببساتينها المعمرة المليئة بالنخيل وباقي أشجار الفواكه والحمضيات وتنتج أراضيها أجود أنواع التين الأسود، وإن كانت هناك أقاويل تقول أنه توفى في سيناء بينما يرى فريق ثالث أن قبر نبى الله ذو الكفل موجود في جبل قاسيون بسوريا.
