من الملفات السرية لمشاهير الأدب.. «شكسبير» احتقره النقاد وتمنوا قتله.. «ديكنز» ترك تعليمه الإعدادي وسُجن والده بسبب الديون.. «جوتة» فكر في الانتحار لأنه أحب.. والمستنقع ن
عادة ما تختلف اتجاهات النقاد والقراء، فلكل منهم رؤيته لما يقرأ سواء كانت لكاتب كبير أو شاب، فلم يتوقع كلٌّ من: الشاعر الإنجليزي وليم شكسبير، أو الشاعر الألماني فولفجانج فون جوتة، أوالروائي الإنجليزي شارلز ديكنز، أن تصبح أعمالهم الأكثر توزيعا في العالم، خاصة أن النقاد هاجموهم في حياتهم وبعد وفاتهم بسنوات، ولو كان أحد منهم صدّق النقاد لامتنع عن الشعر والمسرح والرواية وقصف قلمه لأن النقاد لم يرحموا أحدا.
"شكسبير"
يقول الكاتب محسن محمد في كتابه "إنهم يقتلون الأدباء"، إن شكسبير نشر أقل من أربعين مسرحية خلال عشرين عاما، ولم يحصل إلا على 8 جنيهات عن كل مسرحية، ولم يزد دخله على عشرين جنيها سنويا، وكان يكتب بالحبر ولم يستعمل "النشافة"، ليجفف كلمة واحدة، فقال الشاعر والمسرحي الإنجليزي "بن جونسون": "ليت شكسبير جفف ألف كلمة"، يقصد بذلك أنه كان يتمنى لو أن الشاعر جفف كلماته ومحاها كلها.
ويوم قيل إن مسرحيات شكسبير ستنتشر في أمريكا هاجمتها الصحف؛ لأن أمريكا لن تقبل هذه المسرحيات أبدا، وانتقد كاتب آخر وهو "صامويل ببس" مسرحية "حلم ليلة صيف"، قائلا إنها أسخف مسرحية قرأها في حياته، أما "برنارد شو"، فتمادى في النقد قائلا: إنه لا يحتقر كاتبا كما يحتقر شكسبير وأنه يتمنى أن يحفر قبره ويلقي على جثمانه الحجارة.
"ديكنز"
لم يكمل تعليمه الإعدادي، وسُجن والده بسبب الديون، فعرف الفقر في طفولته واشتغل بالصحافة، وألف فرقة مسرحية وكتب أشهر الروايات "قصة مديننتين"، و"أوليفر تويست"، "دافيد كوبر فيلد"، و"أوراق بيكويك"، ومع ذلك فإن مجلة "ساترداي ريفيو"، التي تصدر في لندن لم يعجبها مدح البعض له فقالت: "نحن لا نؤمن بأن شهرته ستدوم".
"جوتة"
هو أكبر شعراء ألمانيا، درس القانون وعمل كبيرا لوزراء دوق فيمار، ودرس علوم الأحياء والنبات، وأجاد الرسم وعزف الموسيقي، وتعلم 6 لغات، ونقل شكسبير المسرحي وترجم "فولتير" و"بايرون"، وألف "آلام فرتر"، و"فاوست".
لكن هتلر كان يكره جوتة لأنه انتقد الألمان، ورأى كاتب ألماني شهير وهو "توماس مان"، إن جوتة هو الفنان الكامل، وألف كتابا عن حياة جوتة العاطفية الذي فكر يوما في الانتحار لأنه يحب، أما مجلة "أدنبرة"، فرأت أن كل كل ما كتبه جوته كلام فارغ.
ولم تقتصر هجمات النقاد على هؤلاء الثلاثة فقط، فكل كاتب وشاعر، أخذ نصيبا كبيرا في حياته، وبعد مماته من النقد، وإن كانت الكلمات الطيبة تكررت كثيرا بعد الوفاة، فـ"بلزاك" الروائي الفرنسي، الذي عاش في أخصب عصور الأدب، وابتكر ألفي شخصية في رواياته، ووصف المجتمع الفرنسي بـ"الكوميديا الإنسانية"، مع ذلك فإن مجلة العالمين الفرنسية وجدت أن مكانة بلزاك في الأدب الفرنسي لن تكون عالمية أو محترمة، وقد ظهر خالي محدود في قدرته على إظهار العواطف وابتكار عقدة الرواية.
والكاتب الفرنسي "وجوستاف فلوبير"، هجر الطب؛ ليتفرغ للأدب وألف "مدام بوفاري"، قالت عنه صحيفة "الفيجارو" ببساطة:"إنه ليس كاتبا".
والشاعر البريطاني مؤلف "الفردوس المفقود"، لم ينل عنها سوي عشرة جنيهات عام 1665، وقال النقاد إذا كانت ميزة لملتون فهي أنه أطال وأطال ولكن شهرته مثل شمعة في مهب الريح ستطفأ، وذكراه ستستقر في مستنقع، ومع ذلك بيعت 1300 نسخة من "الفردوس المفقود"، خلال 18 شهرا وهو رقم قياسي بحسابات ذلك الزمان.