رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الشعبي!!

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

اختاره الإخوان لقيادة المؤسسة العسكرية، قالوا عنه إنه وزير بـ"نكهة الثورة".. تحدثوا عن خصاله.. تربيته الإسلامية، لكنهم لم يقولوا صراحة إنه "واحد مننا".. وعندما رفض الانحياز لهم ضد الشعب، قالوا "انقلب السحر على الساحر"، ووصموه بألقاب عدة أقلها – على حد قولهم - "قائد الانقلاب".


من البداية لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي واحدا من هواة الجلوس في غرف السياسة، طبيعته العسكرية، ومن بعدها ظروف عمله في المخابرات الحربية، فرضت عليه نمطا معينا من الحياة، السياسة لم تكن واحدة من أولوياته.

وزير الدفاع الأسبق المشير محمد حسين طنطاوي، وصفه بـ"الابن".. المؤسسة العسكرية وقفت بجانبه؛ لأنه من الأساس اختار الوقوف في "صف الوطن"، البعض خرج ليؤكد أنه "رئيس الضرورة".. أو السائق الماهر الذي من الممكن أن يقود سيارة معطلة في صحراء، ويصل بها لأقرب "ورشة تصليح"، لكن الأيام – وحدها - كانت كفيلة بأن يغير أصحاب رأي "رئيس الضرورة" وجهة نظرهم، ويؤكدوا أنه "رئيس الاختيار".

رئيس الجمهورية الثالثة، بدأ حكمه بـ"التي هي أحسن"، تحدث عن "الضالين"، واشترط منحهم "صك الغفران" بــــ"الموافقة الشعبية"، لم يضع في حساباته – يوما - سيناريو الانتقام؛ لأنه أدرك أن اللحظة التي قدر له أن يحكم فيها مصر، لا يوجد بها متسع لـ"انتقام"، اتخذ من المشروعات العملاقة، طريقا لـ"العبور" بالعربة المتهالكة، أعلن عن مشروع "القناة الجديدة"، يومها خرج من يقول إن "السيسي" لا يتعدى كونه "تاجر وهم"، غير أن الأيام – وللمرة الثانية - أثبتت أن "النوايا الحسنة ليست دائما تكون في طريق جهنم"، وكانت "القناة الجديدة".

صراحته وضعته في أكثر من موقف في خانة "الأزمة"، تحدث عن "مبارك"، الرئيس الذي كتب له يوما تقريرا يحذره فيه من الغضب الشعبي ضده، ليس هذا فحسب لكنه حذره أيضا من تنفيذ "مخطط التوريث"، لكن الحكام "لا يسمعون إلا ما يطيب لهم" فكانت 25 يناير.

قبل أربعة أيام من 30 يونيو، جمعته جلسة أخيرة مع الرئيس "المعزول" محمد مرسي، كان واضحا جدا معه، حدثه عن "تجاوزات الجماعة" وخطاياها، حذره – للمرة الثانية - من الغضب الشعبي، ونصحه بأن يكون رئيسا لـ"المصريين"، وليس نائبا لـ"مرشد الجماعة" في قصر الاتحادية.

حصل على "كلمة شرف" من "المعزول"، لكن خطاب الليلة الأخيرة لـ"الرئيس" كان "القول الفصل"، الذي أكد له أن "الإخوان يجب أن يرحلوا.. وسيرحلون بأمر الشعب".. وللمرة الثانية "قد كان".
الجريدة الرسمية