رئيس التحرير
عصام كامل

خيرت الشاطر استخف إخوانه فأطاعوه

خيرت الشاطر
خيرت الشاطر

قبل أيام قليلة من الإعلان عن اسم المرشح الفائز بانتخابات الرئاسة 2012، تحدث الرجل القوى داخل جماعة الإخوان، لصحفى أمريكي من الـ”واشنطن بوست” يدعى “ديفيد إيجنيشاس”، عن الانتخابات الرئاسية، وموقف الإخوان المسلمين، حال فشلهم في الوصول بـ”مرشحهم” – وقتها- الرئيس المعزول محمد مرسي.


الرجل القوى لم يكن إلا المهندس خيرت الشاطر “شهبندر الجماعة”.. عقلها الاقتصادى والتنظيمى، ويكاد يكون هو المرشد الفعلى الذي يدير الجماعة، ومن قبلها حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة.

“الشاطر” قال نصا للصحفى الأمريكى: إن الشعب لن يقبل أحمد شفيق رئيسا، وسيعود إلى التحرير فور الإعلان عن ذلك، وإذا كان خيار الشعب هو الاحتجاج فنحن معه، والثورة المقبلة على “شفيق” ستكون أقل سلمية، وأكثر عنفا من تلك التي أطاحت بمبارك، وسيكون من الصعب السيطرة على الشوارع، بعض الأطراف وليس من بينها الإخوان، قد تلجأ لمزيد من العنف والتطرف، عندما يجدون باب التغيير السلمى موصدا.

“لا بديل عن العنف”.. وعد فأوفى النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان، تحدث عن الثورة المقبلة، لكنه لم يكن يدرى أنها ستكون من الجانب الآخر، كشف حقيقة جماعات العنف، واستثنى جماعته، لكن الأيام أثبتت أن “الشاطر وإخوانه” هم من يحملون “صكوك العنف” في مصر.

“الشاطر” الذي ظل لسنوات طويلة، واحدا من الألغاز الصعبة داخل جماعة الإخوان بشكل خاص، وفى المعادلة السياسية بشكل عام، لم يستطع أن يثب أركان حكمه أكثر من 12 شهرا، كان يريد أن يحكم 500 عام، فلم يستطع أن يدير 500 يوم.

الجماعة حاولت خلال “عام الحكم” تحت قيادة “الشاطر” – الرئيس الفعلي للبلاد- أخونة الدولة، وتخويل رئيسها صلاحيات دكتاتورية بالإعلان الدستوري الذي أصدره “المعزول” في نوفمبر 2012، الذي كان هدفه الأول والرئيسي أيضا تنفيذ خطة “التمكين”، وفى الوقت ذاته حصار المعارضة التي بدأ يعلو صوتها للمطالبة بـ”المشاركة” التي وعد بها “شيوخ الإخوان”.

“الشاطر” لم ينصت كثيرا لـ”النصائح السياسية” أدار أزماته ومن قبلها أزمات الجماعة بمنطق التجارة “ المكسب والخسارة”، لم يعترف بـ”لغة التفاهم” سنوات “البيزنس” الطويلة منحته غرورا، وضيق أفق، وهو ما كشفته رواية موثقة للواء حسن الروينى، قائد المنطقة المركزية السابق، الذي أبلغ “الشاطر” أن هناك ثلاثة خيوط لا يجب تخطيها، أو مجرد التفكير في الاقتراب منها، الأول، التفكير في حصة للجماعة في دفعات الكليات العسكرية، والثانى، التفكير في تولى الحكومة، أما الثالث، التفكير في الترشح للرئاسة.

المثير في الأمر أن “أذن الشاطر” لم تنصت لـ”نصائح الروينى”، فسرعان ما بدأت سياسة “قفز الحواجز” وأعلنت خوضها انتخابات الرئاسة، بعد حصولها على ضوء أمريكي أخضر، وكان “الشاطر” هو المرشح الأول الذي طرحته الجماعة، وخرج يومها المرشد العام لـ”الإخوان” محمد بديع، ليعلن أن “الشاطر” تخلى عن كل مناصبه داخل الجماعة استعدادا لـ”حكم مصر”.

بالقانون خرج “الشاطر” من مربع “الرئاسة”، لكنه دفع بـ”الإستبن” محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة،وقتها، وبعد نجاح “مرسي” طالب، “الشاطر” بحقه في الرئاسة، وتحدث صراحة عن “رئاسة الحكومة”، وهو ما برره البعض بأنه يريد أن يكون صاحب الكلمة الأولى في أية قرارات سياسية، لكن يبدو أنه لم يضع في حساباته “نفسية الإستبن” الذي لم يترك فرصة واحدة تمر دون تأكيد تمسكه برئيس حكومته “هشام قنديل”، وهو أمر برره البعض بأن “مرسي” يدرك جيدا مطامع “الشاطر”، وأن صدور قرار بتوليته “رئاسة الحكومة” سيجعل الأقاويل التي وصفته بـ”الإستبن” حقائق لا تقبل التشكيك.

“هنفضل قاعدين على قلب النظام”... جملة مثيرة ألقى بها “الشاطر” من داخل فقص الاتهام أثناء محاكمته في قضية “أحداث مكتب الإرشاد”، الذي استطاع تحويله خلال السنوات القليلة الماضية قبل صعود “مرسي” وعزله لـ”مكتب عائلى”، حيث أصبح رجال الشاطر وشركاؤه نجوما في المشهد السياسي الإخوانى، ثم شركاء داخل زنازين السجون التي دخلوها بسبب “غرور الشاطر”.
الجريدة الرسمية