رئيس التحرير
عصام كامل

أشهر كُتاب الحكام.. «هيكل» كتب رسائل «عبد الناصر».. «السادات» يخرج عن نصوص «موسى صبري» وكلماته تتحول إلى نكات.. و«درويش» سطر خطابات ياسر عرفات في الأم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يكتب كبار القادة والحكام والمسئولين خطاباتهم أو كلماتهم الموجهة لعموم الناس، بل دائما هناك كتاب متخصصون في هذا النوع من الكتابة، توكل إليهم مهمة متابعة الشخصية الكبيرة أينما ذهبت، والاستعداد للحدث الذي ستحضره بتدبيج الكلمات والخطابات التي سيلقيها المسئول أو الحاكم، بل والرسائل التي يبعث بها إلى رؤساء الدول الأخرى في مختلف المناسبات.


هذه هي طبيعة الأمور، فالكتابة ليست مهنة الحكام ولا المسئولين، خاصة إذا كانوا مثل معظم الحكام العرب.

"هيكل" وخطابات "عبد الناصر"
وحتى جمال عبد الناصر الذي كان عسكريا متميزا بما كان يبذله من جهد منذ شبابه لتثقيف نفسه عن طريق البحث والقراءة ومقابلة شخصيات لها وزنها السياسي وتدوين الملاحظات، كان يعرف حدود قدراته، وأنها لم تكن تشمل القدرة على الكتابة، فكان يعهد بكتابة رسائله وبياناته وخطاباته إلى الكاتب والصحفي المعروف محمد حسنين هيكل.

خطاب التنحى
والطريف في الأمر أن خطاب "عبد الناصر" الشهير والذي أعلن فيه تنحيه عن الحكم بعد هزيمة 1967، أصبح مقررا في العام التالي 1968 على طلاب الثانوية العامة، يدرسونه كلمة كلمة، كمثال على البلاغة اللغوية، باعتبار أن "عبد الناصر" هو كاتبه، أي صاحب أسلوبه البليغ.

موسى صبرى ونكات "السادات" 
أما خليفته أنور السادات، فقد لجأ إلى موسى صبري بعد خلافه مع "هيكل"، وعندما كان السادات "يخرج عن النص" أي يرتجل في الخطابة، كان يقول جمل ساخرة، سرعان ما كان الكثير منها يتحول في اليوم التالي إلى نكات يرددها العامة.

"درويش" وياسر عرفات
أما محمود درويش فكان في منزلة الابن لياسر عرفات، وكان "محمود" يعتبر أبو عمار والده، وقد كان لصيقًا به في بيروت وتونس ورام الله، ولعل من غير المعروف تمامًا، إلا لقلة من الناس، أن محمود درويش كان من أهم "الباحثين" الذين يفهمون إسرائيل فهمًا عميقًا وثاقبًا، وكان "أبو عمار" يستمع إليه بشغف ويستشيره في الشئون الإسرائيلية.

إعلان الاستقلال
وقد شارك محمود درويش في كتابة خطاب ياسر عرفات الذي ألقاه في الأمم المتحدة سنة 1974، وكتب إعلان الاستقلال الذي قرأه ياسر عرفات أمام المجلس الوطني في الجزائر سنة 1988، وكتب أيضًا خطاب ياسر عرفات أمام الاونيسكو سنة 1993، وخطابه في حفل تسليمه جائزة نوبل في سنة 1994، كما سطر محمود درويش أجمل قصائده عن ياسر عرفات، وهي "مديح الظل العالي، قصيدة بيروت، رثاء ياسر عرفات".
الجريدة الرسمية