وزارة الثقافة تتشح بالسواد حزنًا على «شهداء سيناء».. وقف أنشطة «الأوبرا» تضامنًا مع القوات المسلحة.. أبو سعدة: تأجيل حفلات شهر رمضان.. «قصور الثقافة» تجمد فعالياتها 3 أيا

جمدت بعض قطاعات وزارة الثقافة أنشطتها، في حين أعلنت أخرى الحداد 3 أيام حدادا على أرواح شهداء الشرطة والجيش الذين سقطوا أمس، جراء العمليات الإرهابية التي اندلعت في عدد من مناطق مدينة الشيخ زويد، التي تعد الأخطر منذ سقوط محمد مرسي في 30 يونيو 2013، واستهدفت عددا من الأكمنة الأمنية وأقسام للشرطة تسببت في سقوط 17 شهيدا. 

الأوبرا
قررت الدكتورة إيناس عبد الدايم وجميع الفنانين تعليق كل الأنشطة الفنية على جميع المسارح بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، على أن يتم الإعلان عنها في موعد لاحق، وذلك تضامنا مع الجيش في حربه على الإرهاب في سيناء.

وأضاف فنانو الأوبرا في بيان لهم أن الأوبرا جزء من المجتمع المصري وأن الفن يعبر عن نبض الشارع يؤثر فيهم ويتأثر بهم.

وأوضحت رئيس الأوبرا في تصريح خاص لـ«فيتو» أن الأوبرا جزء من المجتمع، ولا يجوز فصلها عنه، وقرار وقف الحفلات والأنشطة الثقافية جاء بناء على تضامننا مع المجتمع المستهدف الآن من قبل الجماعات الإرهابية، مؤكدة أن شوكة المصريين لن تنكسر أبدا أمام تلك التهديدات.

وقف واليس إلغاء
وأشارت إلى أن وقف الأنشطة ليس معناه إلغاءها نهائيًّا، بل تأخيرها إلى وقت آخر، موضحة أن منافذ بيع تذاكر الحفلات على استعداد لاستبدال التذاكر للجمهور، مضيفة أن خسائر الأوبرا المادية محدودة للغاية، وقت إعلان الحداد، فكل الفنانين والفرق المشاركين في البرنامج الرمضاني يقفون صفا واحدا معلنين أيضا الحداد على شهداء الوطن فهم الخسارة الحقيقية لمصر، مشيرة إلى أن الفن والثقافة سيظلان القوة الناعمة التي تواجه التطرف الفكري والإرهاب.

صندوق التنمية الثقافية
أما المهندس محمد أبو سعدة، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، فأعلن عن توقف النشاط الفني والثقافي الذي يقيمه الصندوق بمراكز الإبداع المتنوعة خلال شهر رمضان، وتأجيلها حتى إشعار آخر، ويأتي ذلك ضمن حالة الحداد التي يمر بها الوطن بعد حادث اغتيال النائب العام والأحداث الإرهابية التي طالت سيناء صباح أمس.

وأضاف أبو سعدة، في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن ميزانية صندوق التنمية لم تتأثر بفترة الحداد التي أعلنتها الوزارة، وذلك لأن معظم الحفلات تتاح مجانيًّا للجمهور، ما لا يسبب أي خسائر مادية للصندوق، إلا عددًا قليلًا من الحفلات مثل قبة الغوري، وتكون أسعارها مدعمة وقليلة، بحيث لا تتأثر، مشيرًا إلى أن جميع الحفلات التي تم إلغاؤها خلال فترة الحداد، ستتم جدولتها في الأيام المقبلة.

قصور الثقافة
وأصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة بيانا تنعي فيه شهداء الوطن بسيناء، قالت فيه: «تنعي الهيئة العامة لقصور الثقافة قيادة وعاملين ببالغ الحزن والأسى شهداء الواجب من رجال قواتنا المسلحة ومن المواطنين الذين سقطوا صباح أمس إثر الحادث الإرهابى الغاشم عليهم بعد أن أطلقت يد الإرهاب الأعمى قذائف صاروخية على كمائن أمنية بمواقع نادي ضباط الشرطة بالعريش، وكمينى السدرة وأبو رفاعى بالشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء».

أضاف البيان: «تؤكد الهيئة أن ما حدث إنما هو محاولة يائسة للنيل من قوة مصر وتفتيت وحدتها وتماسكها الوطني، وأن هذه المحاولات الآثمة اليائسة لن تزعزع وحدة النسيج المصري بين أبناء الوطن الواحد، بل ستزيد من التفاف الشعب المصري حول جيشه، وأن ما حدث سيدفع مصر ورجالها إلى بذل مزيد من التضحية من أجل استقرار الوطن، وبناء الدولة المدنية التي تقوم على مبادئ ثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيو».

وتنوه الهيئة عن أن تلك العمليات الإرهابية تدفعها إلى بذل مزيد من الجهود لاستعادة العمل الثقافي، ومواجهة قوى الظلام والتخريب، فضلا عن مساندة الدولة في حربها ضد الإرهاب وفي سياستها الداعمة لبناء الدولة المصرية الحديثة.

وتعلن الهيئة إعلان الحداد ووقف جميع الأنشطة الثقافية والفنية بالمواقع على مستوى الجمهورية بدءا من اليوم الخميس، ولمدة ثلاثة أيام.

لا حداد ولا وطنية
وأكد الشاعر والناقد شعبان يوسف، أنه لا معنى لإيقاف الأنشطة في وزارة الثقافة، لأنها لا تدخل في نطاق الحداد، ولامعنى للقرار الذي اتخذه المهندس محمد أبو سعدة، رئيس صندوق التنمية الثقافية بتعطيل أنشطة مراكز الإبداع باعتبارها أنشطة لهو ومجون، بينما الثقافة هي جزء لا يتجزأ من عملية المقاومة والتنوير والمواجهة الفعّالة، وكان من الممكن أن يعمل على ترشيد تلك الأنشطة وتوجيهها وتفعيلها، وإقامتها لخدمة الأهداف الإيجابية، لكن إيقافها وتعطيلها ومنعها، فهذا ليس حدادا ولا حزنا ولا وطنية.

وأوضح أن الفهم البائس للثقافة باعتبارها نوعا من الترف واللهو لا بد من وقفه، هو فهم يقترب من السذاجة، ويخدم كل الأفكار المعوقة للثقافة والتنوير، وبالتالى ينمّ عن العقليات "العبيطة"، التي تقود عملية الثقافة الرسمية في مصر.