«صفحة الموت» تثير الجدل بين نشطاء «فيس بوك».. تطبيق يحدد موعد وسبب الوفاة..«هبة»: سرطان الرئة ينهي حياتي في رمضان.. «أيمن » مهددا بالانتحار.. وخبير برمجيات يحذر
تطبيق غريب نشرته إحدى الصفحات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" تحت عنوان اكتشف سبب ووقت موتك، يظهر في صورة إعلان لأغلب النشطاء ويحقق آلاف المشاهدات يوميا، للدخول على صفحة التطبيق الذي يحدد موعد وسبب الوفاة، وينشر النتيجة على الصفحة الخاصة لمجرب التطبيق حتى يراه الأصدقاء، وليستعدوا لحضور جنازته، وتقديم واجب العزاء قريبا أو بعد سنوات.
تطبيق مرح
قالت إيمان محمود 30 عاما، إن التطبيق يعد نوعا من المرح واللهو، يطلب من مستخدمه فقط إدخال الاسم ثم يدعوه؛ لمعرفة النتيجة بعد الموافقة على نشرها لأصدقائه، ليظهر على الصفحة الشخصية للمستخدم صورة القبر وعليه اسمه وتاريخ وفاته باليوم والعام ويحدد أيضا سبب الوفاة.
اهتمام واسع
وأضافت شيماء حسن، ربة منزل، أن الغريب في التطبيق هو الاهتمام الواسع به من قبل المستخدمين، فلم يعد بين الأصدقاء حديث غير الكلام عن الموت، منهم من يقول " أنا هموت بعد خمس سنوات، ومنهم من يقتنع بسبب وفاته المحتملة، إلا أن الأمر يثير نوعا من الدهشة؛ بسبب بعض التوافقات التي تصادف عادات المصريين؛ لأسباب الوفاة بمشكلات صحية بسبب التدخين أو أمراض عصبية جراء حالات الاكتئاب والتوتر المستمر.
الوفاة
أكدت هبة مصطفى "55 عاما" أنها جربت التطبيق لأكثر من ثلاث مرات، وظهر لها موعد وفاتها رمضان القادم بسبب سرطان الرئة، الأمر الذي يسبب لها حالة من الذعر؛ لأنها فعلا مدخنة شرسة وتعاني من أمراض صدرية، وتجرى حاليا فحوصات شاملة لإمكانية التنبؤ بسرطان الرئة، بحسب ما أفاد تقرير التطبيق.
حقيقة مفزعة
على العكس يضحك أيمن سلامة، من نتيجة التطبيق الذي يظهر موته بعد 30 سنة بالانتحار، رغم أنه شخصية مؤمنة ومتفائلة جدا، ويرى نتيجة التطبيق مجرد نوع من الفكاهة، ويتعجب من زيوع الإعجاب به بهذه الصورة، الأمر الذي يكشف حب الناس للحياة، وأن العمر حقا هو أهم شيئ والموت حقيقة مفزعة.
العدو الغائب
كشف الدكتور سيد سلامة الحجار، استشاري الأمراض النفسية والعصبية سر إعجاب المصريين بالتطبيق، موضحا أنه يسلط الضوء على الحقيقة الوحيدة في الحياة وهي "الموت"، العدو الغائب واللهو الخفي المجهول، ورغم بساطة التطبيق الذي لا يتطلب سوى إدخال الاسم الفردي للمستخدم مثل، أحمد أو مصطفى أو سيد، ليظهر لك بيانات الوفاة، وهو ما يؤكد أنه نوع من المرح ليس أكثر، إلا أن بعض الناس بدءوا في الاعتقاد به وأخذ احتمالاته الفكاهية على محمل الجد، بسبب بعض التوافقات أو الصدف البحتة في بيانات المتوفين المتوقعة كشخص مدخن يتوقع البرنامج وفاته بسرطان الرئة أو أمراض القلب، أو شخص كثير النسيان فيبرهن التطبيق وفاته بالزهايمر.
الأمراض الشائعة
ويلتقط طرف الحوار المهندس هشام يونس خبير البرمجيات، موضحا سبب توافق نتائج التطبيق مع حالات المصريين الصحية، في أن البرنامج مصمم خصيصا؛ ليعمل طبقا لظروف كل دوله ومسجل عليه أهم الأمراض المنتشرة في كل قطر ومتوسط الأعما، فمثلا عندما يدخل مستخدم من مصر على صفحة التطبيق عبر الإنترنت، فإن البرنامج يحدد الدولة من عنوان IP الجهاز المستخدم، وبالتالي يتعامل مع الاسم من خلال الأمراض الشائعة في هذه الدولة، ففي مصر من المعروف أن سرطان الرئة والثدى والرحم والتدخين وأمرض القلب من أكثر المشكلات الصحية، ثم تأتي الأمراض العصبية والنفسية، وبالتالي يعطي التطبيق توقعا؛ لسبب وموعد الوفاة مشابها لما هو موجود في الواقع.
خطورة البرنامج
وحذر خبير البرمجيات من خطورة استخدام التطبيقات مجهولة المصدر، والتي تظهر في صورة برامج فكاهية أو اختبارية، ومن الممكن أن تحمل ملفات للتجسس أو تحكم عن بعد في كاميرا الكمبيوتر أو اللاب توب، أو ربما تضر بشيئ من الخصوصية أو تتيح الاستغلال بأي وسيلة، خاصة في ظل الزيوع السريع للبرنامج، والنهم في الإقبال عليه وتجربته.
التطبيق شرك
وقال الدكتور محمد رمضان الداعية والخطيب بوزارة الأوقاف، إن مجرد التصديق في التطبيق هو نوع من الكفر؛ لأن الله أخبرنا أن الموت لا يعلم وقته ولا موعده أحد غير الذي بدأ الخلق ثم يعيده " وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأى أرض تموت "؛ لذلك لا يجب النظر إلى هذا التطبيق بعين أوسع من مجرد اللهو أو المرح الساذج، ويفضل الانصراف عنه تماما.