رئيس التحرير
عصام كامل

فورين بوليسي: وسائل الإعلام السورية تمجد الأسد رغم انهيار أركانه.. «بشار» خيب ظن السوريين باعتماده سياسة والده.. يفتقر سلطة فعلية يتمتع بها «السيسي» في مصر.. الثورة اليتيمة تتحول إ

 الرئيس بشار الأسد
الرئيس بشار الأسد

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن وسائل الإعلام السورية تتبع منطق الجنون لتفاؤلها بشكل غريب على الرغم من انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، وسيطرة المعارضة على المناطق التي كانت تسيطر عليها حكومة الأسد.


سلوك نمطي
وأوضحت المجلة أن وسائل الإعلام السورية تتبع سلوكا نمطيا للحكومة الاستبدادية لخداع الناس بالاعتقاد أن النظام قوي وأكثر كفاءة مما هو عليه في الواقع وأن الأمور تسير بشكل سيئ واعترف الأسد بذلك في خطابه في مايو الماضي.

تلقين الإعلام
وأشارت المجلة إلى أن وسائل الإعلام تعمل على التلقين وذلك للمال الذي يدفع لها للدعاية للأسد وذلك النمط كان يتبعه حافظ الأسد الذي حكم البلاد عام 1970 بعد سلسلسة من الانقلابات الداخلية، واستمد شرعيته من الاتحاد السوفيتي وبنائه للسدود ومشاريع الري، واشتهر بسحق انتفاضة جماعة الإخوان في عام 1982 وقتل آلاف الأشخاص في مدينة حماة، ويعمل بشار الأسد باعتماد لغة أبيه حافظ الأسد التي تعد بمثابة حزام الأمان له.

شعبية الأسد
ولفتت المجلة إلى أن بشار الأسد عندما جاء إلى السلطة في عام 2000 واعتبر أنه النفس النقي وساعد في إدخال الإنترنت إلى سوريا وأجري عددا من الإصلاحات وكانت محدودة ولكنها كانت ملموسة، وكان هناك مزيد من التسامح لوسائل الإعلام طالما لم تتطرق للرئيس نفسه، وكان يتمتع بشعبية.

ترديد شعارات مصرية
وأضافت المجلة أن المعارضة السورية عند اندلاع الانتفاضة في جنوب مدينة درعا رددوا شعارات من الثورة المصرية واعتقلتهم السلطات السورية وقاموا بتعذيبهم ثم اندلعت الاحتجاجات وانتشرت في باقي سوريا وركزت الاحتجاجات على رموز السلطة، وبعد أسبوعين ظهر الأسد وتعهد بإصلاحات وادعي أن ما يحدث في سوريا مؤامرة لتقويض دور سوريا على الساحة الدولية وحينها صدم السوريون من خطابه، ومنذ ذلك الوقت يعتمد الأسد على وسائل الإعلام ويجري مقابلات مع صحف عالمية ونفي الجرائم التي ارتكبتها قواته في حق الشعب السوري التي من بينها استخدام السلاح الكيماوي، وتحولت الثورة لحرب طائفية.

بين مصر وسوريا
وقارنت المجلة بين وضع مصر وسوريا مشيرة إلى أن مصر وضعها يختلف عن سوريا فالرئيس عبد الفتاح السيسي منتخب ديمقراطيا وله جذور أعمق مما كانت عليه سوريا، المؤسسات لديها بعض السلطة الفعلية ومصر متجانسة دينيا والسيسي يتمتع بدعم كبير ومراكز القوى في الداخل تعمل على مراقبة مزاج الشعب كما هو الحال في سوريا وهذا لعب دورا هاما حتى الآن.

الاستقرار للمصريين
ولفتت المجلة إلى أن السيسي يشبه الزعيم جمال عبد الناصر الذي جعل العالم يشهد ذروة النفوذ المصري تحت قيادته ولكن سياسات السيسي لا تشبه سياسات ناصر الاشتراكية فهو يعتمد سياسة اقتصادية ليبرالية، ولا يستمد السيسي قوته بتشبيه بالزعيم الراحل وإنما بقوته في محاربة الإرهاب ووعده بتحقيق الاستقرار للشعب المصري.

بيئة عنيفة
ورأت المجلة أن الاضطرابات العنيفة لبيئة الربيع العربي ساعدت على صعود هويات طائفية في الشرق الأوسط، وكانت سوريا الأكثر حضورا للطائفية واعتمد الأسد على وسائل الإعلام لبقائه مؤشر ضعف وليس قوة.
الجريدة الرسمية