رئيس التحرير
عصام كامل

التاريخ المجهول فى حياة «نظير جيد».. شنودة صاحب مقولة كنيسة بلا شباب هى كنيسة بلا مستقبل

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث

فى كتابه «صومعة أبى»، ألقى الباحث القبطى رامى عطا الضوء على فترة الشباب فى حياة البابا شنودة الثالث، وعلى وجه الخصوص اهتمامه بالكتابة حيث تلك المقالات التى كان يكتبها الأستاذ نظير جيد» البابا شنودة الثالث» فى عدد من المجلات منها مجلة (الحق)، وهى المجلة التى صدرت سنة 1947م لصاحبها القمص يوسف الديرى الذى كاهن كنيسة مار جرجس بشبرا البلد وأب اعتراف الشاب نظير جيد فى ذلك الوقت.


وقد جاءت مقدمة الكتاب التى قام بكتابتها الأنبا موسى تحت عنوان( الشباب المثمر) ويقول فيها قداسة البابا:
«إن للشاب المسيحى رسالة مهمة فى حياته على الأرض، عليه أن يجتهد فى أن يقوم بها ويؤديها بأمانة، وهذه الرسالة هى أن يكون شاباً مُثمراً، يُثمر فى محيطه وفى كل مكان يتواجد فيه، ذلك لأنه نور للعالم وملح للأرض.. ويمكننا أن نصف الشاب المثمر بصفات وفضائل كثيرة وأوصاف إيجابية عديدة... فهو شاب مجتهد، مبدع ،مبتكر، طموح، ناجح، منتج، مفيد، إيجابى، متفاعل مع المجتمع الذى يعيش فيه.. هو كذلك عضو نافع يقدم ويعطى بكل حُب وسخاء دون انتظار المقابل، له حضور وتواجد يستثمر كل إمكانياته ولا يعطل أياً منها، لا يستسلم للصعوبات أو المعوقات التى تعترض مجرى حياته، لا يعرف اليأس ولا الإحباط، يقوم وينهض سريعاً بعد أى سقوط، يفكر دائماً فى تجاوز الفشل.. الخ.. والشاب يستطيع أن يكون مثمراً متى كان يعيش بصدق ثقافة الحُب الباذل والمعطى.. أيضاً، متى كان منطلقاً خارج ذاته فى محبة من أجل الآخرين، وعارفاً بنفسه وبالوزنات التى فى حياته، وعالماً أن بداخله طاقات إبداعية هائلة عليه أن يشغلها،ومدركاً لإمكانياته ومواهبه.. عاملاً على تنميتها باستمرار، ومتجاوزاً لفشله.. ومحولاً إياه إلى نجاح، ومحدداً لنفسه أهدافاً راقية.. ساعياً إلى تحقيقها، ومستثمراً لوقته كوزنة ثمينة وغالية أعطاها له الله لكى يستثمرها..

ويؤكد الأنبا موسى فى مقدمته على أن هناك أمام الشباب مجالات كثيرة للإستثمار منها: الأسرة– الكنيسة– المجتمع/ الوطن..، ومنها فصول الخدمة، ومعاهد الدراسة، ومواقع العمل،.. الخ. وهو يستطيع أن يُثمر فى كل هذه المجالات وكل هذه المواقع دون أن يكون هناك تعارض.
ومن نماذج الشباب المُثمر يبرز أمامنا اسم الأستاذ نظير جيد– قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابع عشر بعد المائة من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية– ذلك الرجل الذى اهتم فى سنة 1980م، وبعد أن صار بطريركاً، بأن يؤسس أسقفية للشباب تهتم بهم وترعاهم روحياً وثقافياً..، وتساعدهم على أن يكونواً شباباً مثمرين، فقداسته هو صاحب المقولة الخالدة «كنيسة بلا شباب هى كنيسة بلا مستقبل»، وقد رسم صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا موسى ليكون أسقفاً عاماً للشباب ينمو بهم فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس.

ثم يعرض الكتاب فى أحد أجزائه لقراءة فى مقالات الأستاذ نظير جيد أو البابا شنودة الثالث ويقول إن قداسة البابا كتب عدة مقالات فى مجلة (الحق)، وقد كان شاباً صغيراً فى ذلك الوقت، إذ كان عمره آنذاك لا يتعدى الخامسة والعشرين، ورغم صغر سنه فإنه قد أظهر براعة فائقة فى كتابة مقالاته من حيث اختيار موضوعاتها وتناوله لها وجاذبية أسلوبه..

وهذه المقالات هى (هل الطهارة صعبة؟)،فى مجلة الحق، العدد الثانى، السنة الأولى، أكتوبر 1947م.و(مدرسة القديسين.. الثمن)،فى مجلة الحق، العدد الثالث، السنة الأولى، نوفمبر 1947م.و(حول سر الاعتراف.. أخطأت إلى الرب)، فى مجلة الحق، العدد الرابع، السنة الأولى، ديسمبر 1947م.و(الرجوع)،فى مجلة الحق، العدد السادس، السنة الأولى، فبراير 1948م.و(من أقامنى قاضياً؟)، مجلة الحق، العدد الثامن، السنة الأولى، أبريل 1948م.و(ليأت ملكوتك)، مجلة الحق، العدد العاشر، السنة الأولى، يونيو 1948م.و(فى صومعة أبى)، مجلة الحق، العدد الثالث، السنة الثانية، نوفمبر 1948م.

وبقراءة هذه المقالات فإنه يمكن الإشارة إلى مجموعة من المؤشرات الأولية والتى تمثلت فى تنوع المقالات فى مضمونها ما بين موضوعات للشباب وموضوعات أخرى عامة.وتضمنت تلك المقالات الكثير من التعاليم المفيدة والنصائح المهمة، فضلاً عن مجموعة من التوجيهات والإرشادات. واتخذت هذه المقالات فى أغلبها شكل حوار جمع بين الكاتب (الأستاذ نظير جيد) من جهة والقارئ من جهة أخرى.. وهو الأمر الذى يجعل هناك إطاراً من العشرة والصداقة يُزيد بدوره من مساحة الألفة بين الكاتب والقارئ.. أى بين صاحب/ منتج الرسالة من ناحية ومستقبلها من ناحية أخرى. لاسيما وأن الكاتب كان يخاطب القارئ دائماً بكلمة (أخى.. المبارك/ العزيز..)، فى حب وود حقيقى.
الجريدة الرسمية