رئيس التحرير
عصام كامل

الثانوية العامة وأشياء أخرى !


-امتحانٌ الثانوية العامة الذي كان كابوسا يفزع منه الطلبة ويطٌير النوم من عيون الآباء والأمهات خوفا على مستقبل أبنائهم.. تحول بقدرة قادر إلى كرنفال للتسريب والتصوير والغش، فلم يعد يشغل بالنا الامتحان كان صعبا أو سهلا، كان طويلا أو مناسبا للوقت، كان به أسئلة للمتميزين ومتوسطي الذكاء أو كان في قدرة جميع الطلبة، كان به أسئلة من خارج المقرر والكتاب أو في حدود ما تم تدريسه للطلبة لو كان هناك تدريس في المدارس بالفعل!!


أصبح ما يشغلنا ونسأل عنه هو هل تم تسريب الامتحان وهل حدثت حالات غش أم لا ؟ الثانوية العامة لم تعد البعبع الذي تحدثنا عنه كثيرا.. الثانوية العامة صارت ( أليس في بلاد العجائب ) يمكن أن تفعل أي شيء، ويمكن أن نسمع عنها كل شيء، ولم يعد الخوف منها مبررا بعد أن فشلنا بكل فخر أن نمنع الغش والتسريب والتصوير، أو حتى نمنع وسائل الغش الحديثة.. الدنيا تطورت وحني لا نبدو متخلفين كان علينا توظيف التكنولوجيا في الغش بدلا من البرشام الصغير والكتابة على الذراع وفي بطن اليد.. الدنيا بخير طول ما الطلبة تستطيع الغش بالمحمول وتطبيقاته.. المهم الولد لا يرسب في الامتحان ويعدي ويدخل الجامعة ويتخرج من الجامعة بالغش ويقف في طابور العاطلين بالتعليم !

ابحثوا عن طريقة أخرى لهذه الشهادات أو ألغوها تستريحوا وتريحوا الطلبة وبلاش فضايح في الدنيا كلها.. وزارة غير قادرة على منع الغش في الامتحانات.. هل تستطيع أن تقدم رؤية مستقبلية للتعليم.. والله أشك

-أحمد موسى نجم العشر الأوائل من رمضان، وكل سنة والإعلام بخير والمصريين عيونهم مفتوحة أمام الشاشات وآذانهم مطقطقة بتسمع دبة النملة عن أحمد موسى، ناس واقفة معاه وناس واقفة ضده وأصل الحكاية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. مذيع وسياسي، مذيع قال رأيا وسياسي ركب دماغه وقرر يقاضيه ويحاكمه وشغل نفسه بكتابة صيغة اعتذار يتلوها أحمد موسى صاغرا على المشاهدين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الترهات التي حدثت بين موسي والغزالي حرب.. ! لكن الحكاية يبدو أنها أكبر من ذلك..انقسم الناس كلاهما على حق وكلاهما على باطل، فالوطن هو من يدفع الثمن والإعلام هو من يجد ضالته في شغل الناس بالتافه من القول والفعل.. وأخيرا أحمد موسى براءة.. والغزالي يحترم حكم القضاء.. الحمد لله القضية خلصت والناس كمان تخلص من وجع الدماغ.. بس كان كل ده ليه ؟ أهو مولد ساير داير شالله يا أصحاب البيت !

-ضابط مرور جالس على كرسي في الجزيرة الخضرة وضارب النظارة الشمس فوق عينيه ورافع رجل على رجل، وفي عز الزحمة عامل لخمة..أقصد لجنة.. ومشغل مجموعة من العساكر حتى توقف السيارات وسط الشارع تأخذ الرخص من السائقين وتذهب بها إلى حضرة الضابط.. يبص فيها شويه ويتكلم في الموبايل شويه والدنيا معكوكة في الشارع، وهو ولا على باله والدنيا صيام والناس مخنوقة من الحر والزحمة، ولو حصلت خناقة أو حادثة من التكدس ندخل في مشكلة أكبر.. !

الثلاث حالات يبدو أنه لا رابط بينهم.. لكن لو دققت النظر تكتشف أننا أمام حالة من إفساد متعمد في التعليم والإعلام والقانون أو قل نموذج لإدارة الفساد وهذا أخطر على الوطن من الفساد نفسه.. اللهم إني صائم.
m.elazizi@hotmail.com
الجريدة الرسمية