رئيس التحرير
عصام كامل

..والمصريون ينتظرون الآن كلمة السيسي !


عملية اغتيال النائب العام معقدة وكبيرة..فهناك متفجرات بكمية كبيرة أدخلت إلى العاصمة -العاصمة وليس إلى سيناء- وتم إخفاؤها بـ "أمان" حتى ساعة الصفر وهناك أيضا سيارة مسروقة تمت بها الجريمة وهناك انتحاري تم تدريبه وهو ما يستلزم وقتا لتجهيزه أو تم استدعاؤه من مكان آخر أو هناك مجموعة مدربة على التفجير عن بعد وهو ما يتطلب تجهيز مسرح الجريمة واختيار أنسب وأقرب مكان إلى الهدف وهو ما يعني أن هناك مجموعة أخرى راقبت ودرست المكان لا ينبغي لها أن تتردد مرة أخرى إلى المكان نفسه منعا لإثارة الشبهة حولها !


هذه المجموعات كلها هناك من أدارها ومولها وهناك من أخفي بعضها في أماكن للإقامة وهناك من اشتري لها هواتف غير مرصودة وغير مسجلة ولذلك فنحن أمام مجموعة إرهابية لا تقل عن 20 فردا !

السؤال الآن: أبسط إجراءات التأمين تقول إن المسئولين الكبار المحيط بهم الخطر والتهديد ليس فقط يتغير خط سيرهم بل يجب أن يتوفر لهم أكثر من مكان إقامة وتتبدل سياراتهم وتتبدل أرقام السيارة الواحدة وتتبدل مواعيد عودتهم وذهابهم إلى أعمالهم مع تغيير أطقم الحراسة وعدم علمهم بخط السير الحقيقي إلا في اللحظات الأخيرة وعدم استخدامهم للمحمول أثناء العمل.. وهناك أيضا الموكب الوهمي الذي يشبه تماما الموكب الأصلي ويكون خاليا طبعا من المسئول المستهدف والذي يكون قد غادر بطريقة أخرى وهناك طريقة سير موكبين في نفس الوقت أحدهما وهمي والآخر حقيقي!

السؤال الآن أيضا: كيف جري كل ما سبق ؟ وسؤال المستقبل: ما العمل حتى لا يتكرر ما جري ؟ نقول:
ثمة تراخٍ في التعامل مع الحالة العامة كلها..فمثلا في واقعة أحمد منصور تحدثت تقريبا الأجهزة القضائية بينما نفضت الدبلوماسية يدها من الأمر.. وكان يمكن أن تكون مدخلا لمعركة كبيرة لإحراج تركيا ولتعرية قطر..فنحن -وقتئذ- كنا أمام جريمة جنائية لمواطن مصري لا شأن لتركيا أو لقطر به ولا بها..لكنها قرائن على التدخل في الشئون الداخلية لمصر ودليل على أن الجزيرة لا تعمل بالإعلام وإنما بالإجرام..صحيح أننا نحن المصريين نعرف ذلك وإنما نريد أن يعرف العالم ذلك!

وهكذا..تراخى بعض الأجهزة لا تريد أن تصدق أنها في حرب..والصورة تبرز الغضب الشعبي العارم في مصر ومطالب باستعجال تنفيذ أحكام الإعدام وهو أمر مستحيل ـ ببقاء الأوضاع كما هي دون فرض أحكام استثنائية لعدم انتهاء إجراءات التقاضي وكلها مع الضغوط الخارجية وضغوط منظمات حقوق الإنسان الداخلية تشكل ضغطا على الرئيس السيسي نفسه الذي- كان الله في عونه -ربما وفي اعتقادنا لن يتحدث وينعي الشهيد هشام بركات بنفسه إلا أن جاء إلى المصريين بأخبار من شأنها تهدئتهم وتؤكد لهم قدرة دولتهم على الفعل..هل سيحدث ذلك؟ الساعات القادمة ستجيب!
الجريدة الرسمية