ولماذا لا يسقط مجلس "الصحفيين".. بالخرطوش؟!
"عاش كفاح الصحفيين.. عاشت وحدة الصحفيين ونقابتهم"، بهذه الهتافات الكاذبة تنتهى الليلة انتخابات مجلس نقابة شارع عبد الخالق ثروت، عقب إعلان نتيجة التجديد النصفى وتنصيب النقيب الجديد، لتظل شعارات الضاحكين على أنفسهم بعيدة تمامًا عن واقع أدائهم المنتظر تجاه حقوقهم وموقف مرشحيهم منها.
المعركة على مقعد النقيب بدت لكثيرين منحصرة بين مرشحين اثنين، أكثر التعليقات سخرية منها تشبه كليهما بـ"مرسى وشفيق"، دون أن أفهم شخصيًا من هو الإخوانجى رجل الجماعة وصبى مرشدها، ومن رجل النظام السابق وأكبر فلوله، ومن يدعمهما من مرشحى العضوية أو ينضم إلى قوائم تقف خلفهما، ربما لأن الصراع ما بين الوطنى المنحل والجماعة ومجموعة المتمسحين بالفكر الناصرى، يغزو النقابات المهنية منذ سنوات وعقود برعاية النظام، ويبتعد بها عن مهمتها الأولى، وهى رعاية أعضائها والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم، فى عمل مستقر لقاء أجر عادل، ومناخ سياسى وتشريعى ملائم يضمن حرياتهم فى الحصول على المعلومات دون قيود أو عقبات.
خناقة المرتزقة من القوى السياسية داخل النقابات قلبت أوضاعها رأسًا على عقب، وجعلت شباب الصحفيين المهنيين ضحايا دائمين لجرائم هؤلاء من ناهبى الأعمار والأرزاق داخل المؤسسات الصحفية، وأولها الحزبية والخاصة، وصدرت لجداول القيد عضوية السكرتارية والأرشيف وهتيفة مظاهرات الشوارع وعمال البوفيه، لتخسر تلك المهن كفاءات كبرى تمتعوا بها، لحساب حضورهم وقيادتهم المشهد الانتخابى الآن داخل النقابة، ليخسر الصحفيون حقوقهم وحرياتهم.
ولا أجد مبررًا لمنافسة رئيس تحرير أو مجلس إدارة مؤسسة صحفية على مقعد النقيب أو عضوية المجلس معلنًا تطوعه للدفاع عن حقوق من يحل خصمًا لهم داخل مؤسساتهم ويمتلك الوسيلة والسلطة للتضييق على أرزاقهم، كما أعجب من ترشح شخصيات عرفت داخل مؤسساتها بأنها أكثر ضررًا للمهنة وأبنائها وأشد خصومة للمهنيين من الصحفيين، لصالح "سبوبة" أو "نحتاية" هنا وهناك، وتزداد سخريتى من إصرار 4 من أعضاء أكثر مجالس النقابة فشلاً وتحايلاً على حقوق الصحفيين وأرزاقهم وأعمارهم، على إعادة إنتاج الفشل والإبقاء على حالة الموات النقابى لحساب مصالحهم الخاصة المتزايدة معها قدراتهم الاقتصادية بلقب "عضو مجلس"، ليستكملوا مع نصفهم الآخر المستمر داخل مجلس الفشل أكذوبة التطوع النقابى لخدمة الزملاء.
نقيب الفضيحة الدستورية والنائم العام للنقابة ومعهما وكيلها عاشق الميكروفونات والثانى ملك التدريب والسفريات، وعضو أكذوبة مشروع العلاج ومعه صاحب بطاقات وباقات التليفون المحمول، والناشئ المراهن على شعبيته بخناقة مع رئيسه فى العمل والنقابة، ومبتكر فكرة رفع أسعار الخدمات والسلع الواردة بجهود ذاتية لآخرين، وصاحب الميكروفون وبيانات الشجب الناجح بأصوات الملائكة، وآخرون لا تسمع لهم صوتًا ولا تدرك لهم هيئة، لم يعد لوجودهم على مقاعد المجلس قيمة حقيقية إذا ما أراد الصحفيون استرداد حقوقهم وحمايتها.
راقبوا هؤلاء جيدًا لتتأكدوا أنهم لم ينجزوا شيئًا خلال عامين ماضيين، رفعوا خلالهما زورًا وبهتانًا شعار "مجلس نقابة الثورة"، وحل كل منهم أزمته المادية والاقتصادية، وشغل مناصب وتمتع بمزايا لا حدود لها بأصواتنا، قبل أن ينظر إلى زملاء متعطلين ومرضى وموتى بطرف عينه معيبًا ومعايرًا وشامتًا ومتاجرًا.
راجعوا مواقفهم واستدعوا محاضر جلساتهم خلال عامين، واسترجعوا مشاهد اعتصام وفصل وقطع أرزاق وسحل وقتل صحفيين خلال هذين العامين، لتتأكدوا أننا جميعًا كاذبون حينما هتفنا "عاشت وحدة الصحفيين"، وأن بعضنا جراء تزايد أزماته واشتداد مؤامراتهم لإفقاره، فى سبيله للخلاص من المجلس "الأمريكانى" القديم والجديد ولو بالخرطوش الذى قتل به زميلنا الشهيد الحسينى أبو ضيف، فللمشهد السياسى الذى يريدون استنساخه داخل نقابتنا، تداعياته أحيانًا على سلوك وأفكار بعضنا من بؤساء العمل الصحفى.