رئيس التحرير
عصام كامل

«الإندبندنت» تطرح حلولا لهزيمة «داعش».. تعزيز القوى العلمانية وتحسين ظروف المجتمعات الفقيرة.. وقف تدفق الجهاديين من الغرب.. مكافحة الإرهاب على الإنترنت.. وتجنب الاعتماد على النهج ا

تنظيم داعش - صورة
تنظيم داعش - صورة أرشيفية

بعد أن أمضى تنظيم داعش عاما على الخلافة، تساءلت صحيفة الإندبندنت البريطانية، عن القوى التي تستطيع محاربة التنظيم، وكيف يمكنها ذلك؟، موضحة أنه في ظل الأحداث الدامية باتت عناصره تشكل تهديدا أبعد من حدود الخلافة.


وقالت الصحيفة إنه بعد عام واحد على إعلان داعش الخلافة، يبدو أن المجتمع الدولي ليس لديه إستراتيجية؛ لمكافحة التصاعد المستشري للجماعة المسلحة.

قوى علمانية

واستعرضت الصحيفة أقوال 9 محللين متخصصين بشئون الشرق الأوسط وكان من بينهم، المحلل شارلي وينتر محلل بمكافحة التطرف بمعهد كويليام، الذي أكد أن الوضع في العراق بحاجة لقوي علمانية؛ لقيادة المعركة مع توفير التدريب والانضباط، وإزالة أي فساد في الأنظمة العسكرية والسياسية.

وأضاف أن الوضع في سويا أكثر صعوبة، مع وجود نظام الرئيس بشار الأسد الذي قتل أكثر من 200 ألف شخص، وجعل جماعات مثل داعش تزدهر في ظل الفراغ السياسي والصراعات، موضحا أن طرد داعش من المناطق التي يسيطرون عليها هي الحل؛ لأن السكان يعتقدون أن حالهم أفضل في ظل حكم داعش، فالمعركة يجب أن تحارب على الأرض، وليس من خلال الدبابات وإنما المجتمعات بحاجة لحافز؛ لرفض التنظيم وأن يروا مستقبلا بديلا وتحسنا حقيقيا لظروفهم.

سبب انتشار داعش

و قال باتريك كوكبيرن مراسل صحيفة الإندبندنت في الشرق الأوسط، إن هناك حروبًا في 7 دول إسلامية، تقع بين حدود باكستان في الشرق ونيجيريا في الغرب، وفي هذه الدول السبع وهي: أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال وشمال شرقي نيجيريا، ثمة نماذج محلية من تنظيم داعش، إما مستأثرة بالحكم أو تحاول كسب بعض القوة على الأرض.

وأوضح كوكبيرن أن السبب وراء الانتشار الواسع لهذا التنظيم في العراق وسوريا منذ عام 2011، يكمن في قدرته على القتال الشرس والمستمد من التعصب الديني والخبرة العسكرية وانتهاجه لأقصى درجات العنف.

وأضاف أن قتل داعش للشيعة ليس دليل كراهية، بل لأن أجندتهم شبيهة بجبهة النصرة، وجلب العنف لهم الكثير من الأعداء من بينهم إيران والولايات المتحدة.

نكسات عسكرية

وتوقع بيتر ويلبي محلل الدين والجغرافيا السياسية في مؤسسة توني بلير للعقيدة، أن داعش سيواجه نكسات في العام المقبل، ولكن لا يمكن هزيمته من الداخل لاستخدامه الدين الإسلامي، ومن هنا يشكل تهديدا.


اجتثاث التطرف

ورأى دانيال كوهلر، مدير المعهد الألماني لدراسة التطرف، أن الخلط الحالي للجماعات المتطرفة سيسفر عنه مساعدة القوات الكردية وبناء قوات عراقية، ولكن تدفق الغربيين له يمثل شريان الحياة، ويجب أن تعمل البلدان على توقف انضمام الجهاديين لها لاجتثاث التطرف، ومنع السفر لن يكون كافيا، ويجب أن يصاحبه إستراتيجية للقضاء على داعش؛ لأنه بات أكثر الجماعات الجهادية نجاحا في التاريخ.

وضوح الهدف

وقال المحلل حسن حسن، باحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، يجب أن يكون الهدف واضحا لهزيمة داعش، وسيكون من الأفضل وضع قوات محلية؛ لحماية مناطقهم ولمحاربة داعش بمساعدة من التحالف الدولي، موضحا أن القوات الكردية أثبتت فعاليتها في محاربة التنظيم في مناطقها، وأيضا كما فعلت المليشيات الشيعية والمتمردين السوريين، ولكن القوات الحكومية فشلت لأنها تفتقر إلى الشرعية والفعالية.

هزيمة التطرف

وأكدت فرح بانديث، الممثل الخاص السابق للمجتمعات المسلمة في وزارة الخارجية الأمريكية، أن القضية أكبر بكثير من داعش والسؤاال الذي يجب أن يطرح كيف يمكن هزيمة التطرف؟

وأوضحت أن هزيمة التطرف يتطلب نهج القوة الناعمة من حيث القوة الصلبة والعسكرية، وبناء تحالفات بها فطنة عسكرية يجب أن تؤدي إلى طاولة المفاوضات، وتتسم بالثبات والتماسك وتعدد الأوجه.

وأضافت فرح أن القيام بذلك بحاجة إلى جهد دولي من الجهات الفاعلة غير الحكومية؛ لمكافحة الإرهاب على الإنترنت ومنع انتشار الروايات التي تجذب الشباب للتطرف.

الغارات الجوية

وتابعت أن الخارجية البريطانية تعتقد أن القضاء على داعش من خلال شن المئات من الغارات الجوية على أهداف التنظيم، ودعم القوات العراقية لمواجهته لإعادة سيطرتها على الأراضي، مشيرة إلى أن الغارات أثبتت فعاليتها في تدمير جهود قادة داعش، وتدمير منشآت النفط والغاز التي يسيطر عليها التنظيم.

وأضافت أن المملكة المتحدة تلعب دورا رئيسيا في الضربات الجوية وجمع المعلومات الاستخبارية، كجزء من عملية أوسع نطاقا من عمل التحالف العالمي لمكافحة داعش، موضحة أن سلاح الجو الملكي البريطاني نفذ أكثر من 250 ضربة جوية ناجحة، وهو ثاني أكبر مشارك في التحالف الدولي.

طرق الهزيمة

ورأى الدكتور ناتاشا أندرهيل، خبير في الإرهاب بالشرق الأوسط في جامعة نوتنجهام ترنت، أن الطريقة الوحيدة لهزيمة داعش الآن هي الابتعاد عن انشغالنا بنهج واحد في التعامل مع الجماعات الأصولية الإسلامية.

وأشار ناتاشا إلى أن داعش ليس تنظيم القاعدة، ونحن نسينا هذه الحقيقة عند محاولتنا التعامل معه، موضحا أن النهج العسكري التقليدي أمر ضروري ولكن الأهم منع داعش من كسب المزيد من الرضا في سوريا والعراق، والقضاء على الطائفية الكامنة التي يعاني منها العراق منذ عقود.

وأوضح أنه بالنسبة لسوريا فنحن بحاجة لاتخاذ موقف ضد نظام الأسد، ومحاولة تحقيق الاستقرار في البلاد بما فيه الكفاية، مشيرا إلى أن وجود نظام سياسي جديد يمكن الشعب من طرح رأيه المباشر في إدارة بلده، والحرية السياسية والشرعية السياسية ستكون بمثابة السرطان لداعش ولغيره من الجماعات المتطرفة، التي نشأت نتيجة تأجيج نيران الطائفية من أجل الترويج لأنفسهم باعتبارهم المنقذ.
الجريدة الرسمية