رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالفيديو والصور.. «نبي الله أيوب» رمز الصبر على البلاء.. أصاب المرض جسده وذهب ماله.. طرده قومه خارج مدينتهم.. نجاه الله بعد الدعاء.. واختلف العلماء في تحديد قبره

فيتو

اختلفت الروايات حول موقع قبر ومقام النبي أيوب عليه السلام، فذكرت مصادر تاريخية أن نبي الله عاش ومات في أرض حوران "جنوب دمشق"، وله أكثر من مقام، منها مقام في قرية الشيخ سعد إلى الجنوب من بلدة نوى في محافظة درعا، وله مقام أيضًا قرب مدينة صلخد في محافظة السويداء يقع على قمة أحد الجبال.


ويقال أيضا إنه يوجد له قبر في جنوب سلطنة عمان في محافظة ظفار في أعلى منطقة أتين والذي يقول بعض العلماء إنه مات في جبال الأحقاف.

نسبه
وقال ابن اسحاق:" كان رجلا من الروم، وهو أيوب بن موص بن رزاح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، وقال غيره هو أيوب بن موص بن رغويل بن العيص بن إسحاق بن يعقوب، وقيل غير ذلك في نسبه، وحكى ابن عساكر أن أمه بنت لوط عليه السلام".

وقيل: "كان أبوه ممن آمن بإبراهيم عليه السلام يوم ألقي في النار فلم تحرقه؛ لأنه من ذرية إبراهيم، كما قرر عند قوله تعالى: «ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون الآيات» [الأنعام: 84].

و الصحيح أن الضمير عائد على إبراهيم دون نوح عليهما السلام، وهو من الأنبياء الذين ورد ذكرهم في سورة النساء في قوله تعالى: «إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب» [ النساء: 163] فالصحيح أنه من سلالة العيص بن إسحاق، وامرأته قيل: اسمها ليا بنت يعقوب. وقيل: رحمة بنت أفرائيم بن يوسف بن يعقوب.

حكايته
قال علماء التفسير، والتاريخ، وغيرهم: كان أيوب رجلا كثير المال وحكى ابن عساكر: أنه كان له أولاد وأهلون كثير، فسلب منه ذلك جميعا، وابتلي في جسده بأنواع البلاء، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله عز وجل بهما، وهو في ذلك كله صابر محتسب ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه، وطال مرضه حتى عافه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وأخرج من بلده وألقي على "مزبلة" خارجها، وانقطع عنه الناس.

ولم يبقَ أحدٌ يحنو عليه سوى زوجته كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته وتقوم بمصلحته، وضعف حالها، وقل مالها حتى كانت تخدم الناس بالأجر لتطعمه، وتقوم بذلك وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد، وما يختص بها من المصيبة بالزوج، وضيق ذات اليد، وخدمة الناس بعد السعادة والنعمة والخدمة، والحرمة.

وثبت في الصحيح أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، ولم يزد هذا كله أيوب عليه السلام إلا صبرا واحتسابا، وحمدا وشكرا، حتى إن المثل ليضرب بصبره عليه السلام، ويضرب المثل أيضا بما حصل له من أنواع البلايا، وروي عن وهب بن منبه، وغيره من علماء بني إسرائيل في قصة أيوب خبر طويل في كيفية ذهاب ماله وولده، وبلائه في جسده، والله أعلم بصحته.

وعن مجاهد أنه قال: كان أيوب عليه السلام أول من أصابه الجدري، وقد اختلفوا في المدة فزعم وهب أنه ابتلي ثلاث سنين لا تزيد ولا تنقص، وقال أنس ابتلي سبع سنين وأشهرا، وألقي على مزبلة لبني إسرائيل تختلف الدواب في جسده حتى فرج الله عنه، وعظم له الأجر، وأحسن الثناء عليه.

وقال حميد: مكث في بلواه ثماني عشرة سنة، وقال السدي: تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب، فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته، فلما طال عليها قالت: يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك، فقال: قد عشت سبعين سنة صحيحًا فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة، فجزعت من هذا الكلام، وكانت تخدم الناس بالأجر، وتطعم أيوب عليه السلام، ثم إن الناس لم يكونوا يستخدمونها لعلمهم أنها امرأة أيوب خوفًا أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته.

ولما لم تجد أحدًا يستخدمها عمدت فباعت لبعض بنات الإشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير فأتت به أيوب، فقال: من أين لك هذا؟ وأنكره فقالت: خدمت به أناسًا، فلما كان الغد لم تجد أحدا فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضا، وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقا، قال في دعائه: «إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين».

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كان لأيوب إخوان فجاءا يوما فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه فقاما من بعيد، فقال أحدهما لصاحبه: لو كان الله علم من أيوب خيرا ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعا لم يجزع من شيء قط مثله، قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعانا، وأنا أعلم مكان جائع فصدقني.

فصدق من السماء وهما يسمعان، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط، وأنا أعلم مكان عار فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان، ثم قال: اللهم بعزتك وخرَّ ساجدا، فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبدا حتى تكشف عني فما رفع رأسه حتى كشف عنه.

وقال ابن أبي حاتم: وابن جرير جميعا، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب أخبرني نافع بن يزيد، عن عقيل، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف ما به، فلما ذهبا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له.

و قال أيوب: لا أدري ما تقول غير أن الله عز وجل يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله، فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكرا الله إلا في حق، وقال: وكان يخرج في حاجته فإذا قضاها أمسكت امرأته بيده حتى يرجع، فلما كان ذات يوم أبطأت عليه فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن: اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فاستبطأته فتلقته تنظر، وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء، وهو على أحسن ما كان.

ولما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟ فو الله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا، قال: فإني أنا هو، قال: وكان له أندران؛ أندر للقمح وأندر للشعير، فبعث الله سحابتين فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض، هذا لفظ ابن جرير، وهكذا رواه بتمامه ابن حبان في صحيحه.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، حدثنا على بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: وألبسه الله حلة من الجنة فتنحى أيوب، وجلس في ناحية، وجاءت امرأته فلم تعرفه فقالت: يا عبد الله هذا المبتلى الذي كان ها هنا، لعل الكلاب ذهبت به أو الذئاب؟ وجعلت تكلمه ساعة، قال: ويحك أنا أيوب، قالت: أتسخر مني يا عبد الله؟ فقال: ويحك أنا أيوب قد رد الله على جسدي.

قال ابن عباس: ورد الله عليه ماله وولده بأعيانهم ومثلهم معهم، وقال وهب بن منبه أوحى الله إليه: قد رددت عليك أهلك ومالك، ومثلهم معهم، فاغتسل بهذا الماء فإن فيه شفاءك وقرب عن صحابتك قربانا، واستغفر لهم فإنهم قد عصوني فيك. رواه ابن أبي حاتم.

كما قال تعالى: «وآتيناه أهله ومثلهم معهم». فقيل أحياهم الله بأعيانهم. وقيل: آجره فيمن سلف، وعوضه عنهم في الدنيا بدلهم، وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة. وقوله: «رحمة من عندنا». أي رفعنا عنه شدته، وكشفنا ما به من ضر رحمة منا به ورأفة وإحسانا وذكرى للعابدين أي تذكرة لمن ابتلي في جسده أو ماله أو ولده فله أسوة بنبي الله أيوب، حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك، فصبر واحتسب حتى فرج الله عنه.

وذكروا أيضًا عند قوله سبحانه: «وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث» روايات حول من وقع عليه الضرب، وسبب الضرب، والأقرب إلى الصواب أن أيوب أرسل امرأته في حاجة له، فأبطأت عليه، فأقسم أنه إذا برئ من مرضه ليضربنها مائة ضربة، وبعد شفائه، رخص له سبحانه، أن يأخذ حزمة صغيرة بها مائة عود، ثم يضربها بها مرة واحدة، وبذلك يكون قد جمع بين الوفاء بيمنه، وبين الرحمة بزوجته التي أحسنت إليه أيام مرضه.

وقال الضحاك، عن ابن عباس: رد الله إلى زوجة أيوب شبابها وزادها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا.

وعاش أيوب بعد ذلك سبعين سنة بأرض الروم على دين الحنيفية، ثم غيروا بعده دين إبراهيم.

وقد ذكر ابن جرير، وغيره من علماء التاريخ أن أيوب عليه السلام لما توفي كان عمره ثلاثًا وتسعين سنة. وقيل: إنه عاش أكثر من ذلك، وروى ليث عن مجاهد ما معناه: أن الله يحتج يوم القيامة بسليمان عليه السلام على الأغنياء، وبيوسف عليه السلام على الأرقاء، وبأيوب عليه السلام على أهل البلاء، رواه ابن عساكر بمعناه، وأنه أوصى إلى ولده حومل، وقام بالأمر بعده ولده بشر بن أيوب، وهو الذي يزعم كثير من الناس أنه ذو الكفل، فالله أعلم، ومات ابنه هذا، وكان عمره من السنين خمسا وسبعين.

قبر نبى الله أيوب
واختلفت الروايات حول موقع قبر ومقام النبي أيوب الذي عاش كما هو معروف في جنوب سوريا، وذكرت المصادر التاريخية أن نبي الله أيوب عاش ومات في أرض حوران جنوب دمشق، وله أكثر من مقام، منها مقام في قرية الشيخ سعد إلى الجنوب من بلدة نوى في محافظة درعا، وعرفت هذه القرية قديمًا بدير أيوب نسبة لذلك، وله مقام أيضًا قرب مدينة صلخد في محافظة السويداء يقع على قمة جبل.

ويقال أيضا إن قبره في جنوب سلطنة عمان في محافظة ظفار في أعلى منطقة أتين ويقول بعض العلماء إنه مات في جبال الأحقاف، وجبال الأحقاف تقع من هذه المنطقة إلى أن تدخل الحدود اليمنية. والله أعلم.

قبر ايوب فى صلالة


الشيخ سعد حاضنة مقام النبي أيوب


مرقد نبى الله ايوب ببابل


مرقد نبى الله ايوب ببابل

Advertisements
الجريدة الرسمية