رئيس التحرير
عصام كامل

والاسم.. حقوق إنسان


لن تتوقف أمريكا عن رفع سلاح حقوق الإنسان ضد مصر؛ حتى لو دمر الإرهاب دول الشرق الأوسط وامتد إلى أوربا.. ويبدو أن التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية، يصدر عن عالم افتراضي آخر غير الذي نعيش فيه، عالم ترفرف عليه رايات الحب والتسامح، ولا يعرف قطع الرءوس عبر شاشات الفضائيات.. وتنهار الجيوش النظامية أمام عصابات التتار الجدد الذين أعلنوا دولتهم الإسلامية!


يتعامل التقرير مع مصر على أنها تعيش وسط محيط آمن.. بينما الخطر قابع عند حدودها.. ولولا وعي المصريين واصطفافهم خلف قواتهم المسلحة وقيادتهم الوطنية، لما استطاعت بلدهم أن تنجو من مصير دول عربية عديدة.

وربما أرادت مصر أن ترد بحسم على تلك الادعاءات الأمريكية، ووصف الرد الصادر عن وزارة الخارجية التقرير الأمريكي، بأنه حمل الكثير من المغالطات والمبالغات الخاصة بحقوق الإنسان في مصر، ويعد بلا قيمة واستقى المعلومات الواردة به من منظمات غير حكومية تفتقر إلى الدقة والمصداقية.

وأهمية الرد المصري، أنه كشف حقيقة المنظمات غير الحكومية التي تمولها أمريكا؛ لتحقيق أهدافها التي لم تعد خفية، والسؤال ماذا تريد أمريكا في مصر؟

هل المطلوب أن تتعامل الدولة المصرية مع جماعة الإخوان الإرهابية، وأن تمهد لها الطريق للعودة إلى الحكم؟.. وهل بمقدور أحد في مصر أن يقبل عودة تلك الجماعة إلى أحضان الوطن؟، بل هل تقبل الجماعة التخلي عن العنف الذي لم تتخل عنه منذ نشأتها؟.. وكانت أفكار حسن البنا وراء تفريخ عشرات الجماعات الإرهابية في الدول العربية والإسلامية.. لقد أعلنت الجماعة منذ أيام تخليها عن مسيرتها السلمية!!

وجمعت شيوخ الفتنة لإصدار فتوى تبيح قتل رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء.. ومازالت قنابل الجماعة تزرع في شوارع مصر وحواريها.. وتقتل العشرات من المواطنين المسالمين.. دون أن يصدر بيان أمريكي يدين تلك الجرائم التي تعرض على المحاكم يوميا.

الحقيقة أن هدف أمريكا أبعد من ذلك، وهو القضاء على الدولة المصرية بالكامل وإنهاء وجودها، وهي الخطة التي نفذت في سوريا والعراق وليبيا والسودان واليمن، وكانت على وشك أن تنفذ في مصر باتفاق كامل بين جماعة الإخوان الإرهابية وبين أصحاب المشروع الأمريكي.

تلك هي الحقيقة التي لا يجب أن تغيب عنا.. وليست قضية حقوق الإنسان كما تزعم أمريكا.
الجريدة الرسمية