30 يونيو.. ذكرى وتذكّر وتذكير
لا يمر يوم الثلاثاء 30 يونيو 2015، وإذ نحن نحتفل بالذكرى الثانية للثورة المصرية الثانية، لتصحيح وتصويب مسار الثورة الأولى في 25 يناير 2011، إلا ونحتفي ونفخر بالشعب المصري الذي قام بثورتين كبريين، ضد الفساد والاستبداد والتوريث في الأولى، وضد الفاشية الدينية في الثانية.
ونحن نحتفل بذكرى الثورة موضوعنا، تتراءى أمام المرء مواقف ومشاهد ومناظر لا تُنسى مهما طال الزمن، سيكتبها التاريخ بمدادٍ من ذهب للأجيال القادمة.. لقد خرج ملايين المصريين من كل حدب وصوب ومن جميع الأعمار - شيوخًا وشبابًا وأطفالًا، رجالًا ونساءً - في كل ربوع مصر، في الشوارع والميادين وأمام مؤسسات الدولة، لتعلن إنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين التي اختطفت البلاد في غفلة من الزمن، وفي غيبوبة من الشعب لقرابة عامٍ، غابت فيه مصر عن الداخل والخارج في آن معًا، وليلفظ الشعب تلك الجماعة من واقعه وحياته ومجتمعه.
لقد أكد الشعب المصري في ذلك اليوم، قوته وصلابته وتلاحمه وعزيمته في التخلص من تلك الجماعة التي هددت بالإرهاب والقتل والحرق والتخريب، ونفذت بعضًا مما أعلنته، ولا تزال تفعل.. كما أكد اليوم ذاته، التصاق الشعب والجيش والشرطة، صفًا واحدًا وقلبًا واحدًا؛ لتحقيق آمال وطموحات البلاد والعباد.
وبمناسبة هذه الذكرى العطرة، نتذكر في عُجالة بعض الصور والمشاهد واللقطات التي مرت ببلادنا خلال السنتين الماضيتين:
- لقد تم وضع دستور للبلاد وانتخاب رئيس وطني مخلص بأغلبية ساحقة في انتخابات حرة نزيهة شهد لها الداني والقاصي.
- تصويب المسار الاقتصادي والعمل على تحقيق أعلى معدل نمو؛ لرفع مستوى معيشة المواطنين والتخفيف عن كواهلهم.
- العمل على إقامة المشروعات القومية العملاقة، ومن أبرزها مشروع قناة السويس الجديدة التي سنشهد افتتاحها في السادس من أغسطس المقبل بإذن الله.
- تحقيق قدرٍ كبيرٍ من الأمن في الشارع المصري، رغم إرهاب الجماعات المتأسلمة مختلفة الأسماء، والحرب التي تشنها على الشعب ومؤسساته وممتلكاته.
- الانفتاح على العالم وإعادة التوازن للعلاقات المصرية الدولية، وعودة أفريقيا إلى مصر واستعادة الدور المصري النشط والفعّال في القارة السوداء.
ولنا أيضًا أن نُذكّر بالعديد من القضايا والمشاكل والآمال والطموحات التي لا تزال تدور في عقول المواطنين وتشغل بالهم، ومنها:
- لم يتحقق الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، ألا وهو "البرلمان" الذي نأمل أن نراه قبل نهاية العام الجاري، كما وعد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ ليقوم بدوره الرقابي والتشريعي تحقيقا للديمقراطية الكاملة وتخفيفًا عن كاهل رئيس الجمهورية الذي يقوم الآن بمهام التشريع.
- لاتزال قضية البطالة تشغل المجتمع وتؤرق مئات الآلاف من الأسر، ويجب على الحكومة البحث عن حلول إبداعية لها ووضع حدٍ لاتساعها وتفاقمها.
- إن الحرب ضد الإرهاب لا تزال مستمرة، وإن العدو - في الداخل والخارج - يواصل أفعاله لزعزعة استقرار وأمن وأمان المصريين، لذا يجب علينا جميعًا عدم الاستهانة بهذه الحرب الضروس، وعدم التراخي في مواجهتها بكل القوة والحسم.
- إن العدالة الناجزة والقصاص العادل، هما السبيل الناجع لردع الخارجين على القانون، وإن سرعة البت في القضايا العالقة في أروقة المحاكم المختلفة وتنفيذ الأحكام، هما الطريقة المُثلى لتحقيق الأمن والأمان في الشارع المصري.
- إن العدالة الناجزة والقصاص العادل، هما السبيل الناجع لردع الخارجين على القانون، وإن سرعة البت في القضايا العالقة في أروقة المحاكم المختلفة وتنفيذ الأحكام، هما الطريقة المُثلى لتحقيق الأمن والأمان في الشارع المصري.
حفظ الله مصر إلى مدى الأيام..